أعنف قصف يستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت لاغتيال نصر الله

27 سبتمبر 2024
غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت: شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفاً مقر حزب الله والأمين العام حسن نصر الله، مما أسفر عن سقوط شهيدين و76 جريحاً ودمار هائل.

- ردود الفعل والتصعيد العسكري: رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو أعلن عن مشاورات أمنية، وجيش الاحتلال أعلن حالة تأهب قصوى واستدعى جنود الاحتياط، مع تعليمات لسكان الجليل والجولان بالبقاء قرب الملاجئ.

- التداعيات الإنسانية والميدانية: الغارات هي الأعنف منذ 8 أكتوبر 2023، وأدت إلى سقوط أكثر من 701 شهيد وجرح 2173 آخرين، وموجة نزوح كبيرة، مع استمرار عمليات المسح والإنقاذ.

وسائل إعلام عبرية: الغارات استهدفت اغتيال حسن نصر الله

جيش الاحتلال: استهدفنا مقر القيادة المركزية لحزب الله

نتنياهو يقطع مؤتمراً صحافياً في نيويورك

شن طيران الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، هي الأعنف منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في قصف كان الهدف منه هو الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، فيما أكدت مصادر مقربة من الحزب أن نصر الله يوجد "في مكان آمن"، نافيةً المزاعم الإسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن سقوط شهيدين و76 جريحاً في حصيلة أولية للعدوان الذي استهدف حارة حريك في الضاحية الجنوبية. وشوهدت سحب من الدخان تغطّي سماء الضاحية الجنوبية حيث استهدفت الغارات ما بين طريق المطار وحارة حريك. وقالت وسائل إعلام عبرية إن الهدف من الاستهداف هو اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله. وقالت إذاعة جيش الاحتلال نقلاً عن مصدر عسكري قوله إن عدة طائرات من طراز إف- 35 "شاركت في الغارات بواسطة قنابل خارقة للحصون والهدف هو مقرّ هيئة أركان حزب الله الرئيسية والمستهدف الرئيسي حسن نصر الله"، فيما ذكرت القناة 12 العبرية أن جيش الاحتلال يفحص ما إذا كان نصر الله موجوداً في المكان المستهدف. 

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر أمنية قولها إن حسن نصر الله في مكان آمن وما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية غير صحيح. وقالت وسائل إعلام عبرية إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قطع مؤتمراً صحافياً في مقر الأمم المتحدة بعد إطلاعه على الأمر، كما أنه سيقدم عودته إلى إسرائيل. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن مشاورات أمنية تجري في إسرائيل لبحث نتائج الهجوم. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لإذاعة جيش الاحتلال، إن "كل من تواجد لحظة القصف في المقر المركزي لحزب الله لن يخرج حياًً".

وذكر مصدر أمني لـ"العربي الجديد" أن حجم الدمار هائل في الضاحية وهناك توجيهات بتعزيز عناصر الإسعاف والدفاع المدني بالآليات وإرسالها من مراكز مختلفة إلى الموقع المستهدف. وأضاف أنه "من المبكر معرفة إذا كانت هناك شخصية معينة من حزب الله مستهدفة بالعدوان في ظل الدمار، كما أن المنطقة سكنية مدنية ومكتظة بالسكان". وقال مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد" إن العدوان اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت تجاوز كل الأسقف والضوابط، وما حصل لن يهز المقاومة وبيئتها.

وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة قبل تنفيذها الهجوم، فيما أكدت إذاعة جيش الاحتلال أن حالة تأهب قصوى في صفوف منظومة الدفاع الجوي وخدمة الإسعاف تحسباً لشروع حزب الله في موجة قصف مكثف بعد الضربة الإسرائيلية. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر للهجوم على الضاحية قبل أن يبدأ خطابه في الأمم المتحدة. 

الصورة
نتنياهو لحظة المصادقة على القصف على الضاحية الجنوبية لبيروت (مكتبه)
نتنياهو لحظة المصادقة على القصف على الضاحية الجنوبية لبيروت (مكتبه)

تضارب بشأن مصير نصر الله بعد قصف الضاحية الجنوبية

وقال جيش الاحتلال في بيان مقتضب على "إكس" إنه هاجم المقر المركزي لحزب الله، "والذي يقع تحت بنايات سكنية في قلب منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت"، بحسب زعمه، مضيفاً، في بيان لاحقاً، أن رئيس الأركان هرتسي هليفي أنهى جلسة لتقييم الوضع بعد الهجوم على مقر حزب الله، وشدد على الاستعداد العالي في الهجوم والدفاع. واستدعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية المزيد من جنود الاحتياط في أعقاب الهجوم. كما صدرت تعليمات لسكان الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل بالبقاء قرب الملاجئ.

وزعمت القناة 12 الإسرائيلية أن نصر الله أصيب على أقل تقدير في الهجوم، وقالت إن محاولة الاغتيال خُططت منذ فترة فيما انتظرت إسرائيل الفرصة، مضيفةً أن "المعلومة الذهبية" حول مكان وجود نصر الله وصلت بعد ظهر اليوم. وأفادت القناة بأن الولايات المتحدة علمت بالهجوم قبل تنفيذه بوقت قصير، وطالبتها إسرائيل بردع إيران عن الرد. من جانبها، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم، أن إسرائيل لا تستبعد رداً إيرانياً قوياً، لكن مصادر أميركية تحدثت لموقع والاه العبري أكدت أن الولايات المتحدة لم تعلم بالهجوم مسبقاً.

وقالت مراسلة "العربي الجديد" إن المعلومات الأولية تُشير إلى أن العدوان الإسرائيلي تم بأكثر من غارة ويعد أقوى استهداف لبيروت منذ بدء الحرب، مضيفة أن الغارات خلّفت أضراراً كبيرة في مكان الاستهداف فيما تحاول سيارات الإسعاف الوصول لبدء عمليات المسح. وقالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن "العدو الإسرائيلي شنّ حزاماً نارياً على المنطقة الواقعة بين طريق المطار وحارة حريك"، مشيرة إلى أن الغارات دمرت أربعة مبان في المكان المستهدف.

الصورة
غالانت إلى جانب هليفي وقائد سلاح الجو تومر بار يتابعون مجريات القصف (إكس)
غالانت إلى جانب هليفي وقائد سلاح الجو تومر بار يتابعون مجريات القصف (إكس)

ولليوم الخامس على التوالي، يصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على قرى وبلدات ومناطق متفرقة من لبنان في حملة دموية واسعة بدأتها إسرائيل فجر الاثنين، وأدت إلى سقوط أكثر من 701 شهيد، وجرح 2173 آخرين، وسط موجة نزوح كبيرة إلى مناطق في عمق البلاد وإلى الأراضي السورية.

وأعلن بيان لجيش الاحتلال، اليوم الجمعة، أنه استكمل تجنيد لواءي احتياط للمشاركة في عملية برية في لبنان. وجاء في البيان: "في إطار رفع الاستعدادات على الساحة الشمالية خلال الأيام الأخيرة، جرى تجنيد لواءي احتياط للمشاركة في القتال". وقال مسؤول أمني إسرائيلي، الجمعة، إن أي عملية برية في لبنان ستكون "أقصر" ما أمكن، فيما أعلن جيش الاحتلال تجنيد لواءي احتياط للمشاركة في القتال.