تظاهرات ترفع الأعلام السوداء، وشعارات ضد الانحياز الأميركي للاحتلال الإسرائيلي، ورسومات وجداريات تحمل صور الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ولوحات إعلانية عن الأبارتهايد تنتظر زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن يوم غد الجمعة إلى بيت لحم.
ومنذ أكثر من شهر، عملت حملة "العدالة لشيرين أبو عاقلة" على أن يكون وجه شيرين أبو عاقلة حاضرا، وذلك من خلال رسمة للفنان تقي الدين سباتين على جدار الفصل العنصري عبر فيها عن غضبه وغضب الفلسطينيين من الموقف الأميركي تجاه قضية استشهاد أبو عاقلة برصاص إسرائيلي، كونها تحمل الجنسية الأميركية، وقد بدل كلمة Press على السترة الواقية التي ترتديها شيرين بالجدارية بكلمة Justice، أي العدالة.
وينوي صحافيون من زملاء أبو عاقلة ارتداء قمصان تحمل صورتها أثناء تغطيتهم لزيارته ظهر الجمعة، فيما سيحاولون إبقاء قضيتها حاضرة بما يستطيعون كصحافيين، خصوصا بعد الموقف الأميركي الذي أزاح المسؤولية عن الاحتلال بالزعم أنه "لم يكن متعمدا".
وكان المنسق الأمني الأميركي أعلن، في الرابع من الشهر الجاري، أنه "لم يجد أي سبب للاعتقاد بأن مقتل أبو عاقلة كان متعمدا، ولكنه كان نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية عسكرية"، وفق تعبيره.
ورفعت صور شيرين أبو عاقلة في بيت لحم كذلك بمبادرة من الصحافيين، لا سيما في ساحة كنيسة المهد، بينما دعت حراكات فلسطينية لتظاهرات ضد الزيارة الجمعة.
وقال الصحافي والناشط إياد حمد، لـ"العربي الجديد"، إن التحالف الشعبي للتغيير الذي يضم عددا من الحراكات في الضفة الغربية دعا لفعالية شعبية ترفع الرايات السوداء ضد زيارة بايدن، وقد جاء في الدعوة أن "بايدن ينفذ ما يريده الكيان الغاشم".
وأضاف حمد أن التظاهرة ستكون عند مدخل مخيم الدهيشة في مكان قريب جدا من الطريق التي سيسلكها بايدن، وكذلك سيحملون لافتات باللغة العربية والإنكليزية تندد بالموقف الأميركي، خصوصا بقضية استشهاد أبو عاقلة، مشيرا إلى أن صحافيين قاموا من خلال جهودهم الشخصية بالتحضير لإظهار قضية زميلتهم أبو عاقلة، ودعوا كل الصحافيين الذين سيغطون الزيارة إلى ارتداء القمصان التي تحمل صورتها، وتحمل عبارة العدالة لشيرين باللغة الإنكليزية.
بدوره، قال الناشط في لجان المقاومة الشعبية منذر عميرة لـ"العربي الجديد" إن "تظاهرة ستخرج في بيت لحم للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يقاتل من أجل الحرية تشمل رفع شعارات ضد الزيارة".
وقال عميرة: "إن الرئيس الأميركي داعم للنظام العنصري المطبق في فلسطين، والذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وزيارته تبعد الشعب الفلسطيني أكثر عن حقوقه الأساسية، وتحولها من حقوق سياسية إلى قضايا إنسانية واقتصادية، ونحن ضد هذا النهج".
وتابع عميرة: "لنا حق سياسي بأننا شعب يستحق الحياة ويمتلك حق العودة، وشعب يقاتل من أجل إقامة الدولة المستقلة والقدس عاصمتها، ومن أجل العودة، والأهم حق تقرير المصير".
ويؤكد عميرة أن هذه الفعاليات تأتي بعد أيام من إقامة مهرجان قال بشكل واضح "لا أهلا ولا سهلاً بزيارة تنكر حق الشعب الفلسطيني على الأرض، ولا أهلاً ولا سهلاً برئيس حتى اليوم يتنكر لحق الصحافية شيرين أبو عاقلة بالعدالة، ويحاول تبرئة دولة الاحتلال من جريمة قتلها، ولا أهلاً ولا سهلاً برئيس منح الاحتلال أربعة مليارات دولار في فترة ولايته، ولا أهلا ولا سهلا برئيس لا يقول لإسرائيل أوقفوا الاستيطان".
وقال: "إن التظاهرة الجمعة ستطالب بحقوق الشعب الفلسطيني ورفع صوته والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ليس إرهابياً"، لكنه في المقابل اعتبر الحالة الاحتجاجية متواضعة، و"لا تليق بحجم الاضطهاد والانحياز للاحتلال"، آملا "تفاعلا شعبيا أكبر خلال الزيارة مع التظاهرات".
وأشار عميرة إلى أن الزيارة "إهانة أيضا للقيادة الفلسطينية، سواء على البعد البروتوكولي أو الوقت الذي منحه لها، أو البعد السياسي وتحويل الشعب الفلسطيني من شعب مقاتل للحرية إلى شعب يحاول الحصول على امتيازات اقتصادية من الاحتلال، والحصول على تصاريح وموافقات معاملات لم شمل"، وهو ما اعتبره "أمرا مسيئا ومعيبا".
ونشرت مؤسسة بيتسلم الحقوقية الإسرائيلية لوحات إعلانات ولوحات إلكترونية في كل من بيت لحم ورام الله، تقول بالإنكليزية؛ "Mr. president, this is Apartheid" "سيدي الرئيس، إنه الأبارتهايد".
ورحب عميرة بأي صوت يرفع من أجل حرية الشعب الفلسطيني، معتبرا أن هذه المؤسسة لطالما فضحت الاحتلال خلال تقاريرها الحقوقية، مؤكدا أنه "مع أي شعار يصف الاحتلال بالأبارتهايد"، لكنه قال: "كنت أتمنى من كل المؤسسات أن تأتي إلى بيت لحم وترفع شعارات تطالب بحقوق الشعب الفلسطيني، كان الأفضل أن تكون الحراكات في بيت لحم لها وزن أكبر وأثقل بما يتعلق بالزيارة".
في المقابل، هناك من قال من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "من المحزن أن تكون اللافتات التي تتحدث عن عنصرية الاحتلال هي لافتات من منظمة إسرائيلية مهما كانت حقوقية أم غير حقوقية"، وهناك من اعترض على استخدام مصطلح أبارتهايد بما يتعلق بالواقع الفلسطيني، والذي يقتصر على التمييز العنصري ولا يعطي وصفا دقيقا للاحتلال وجرائمه.