قال الرئيس الأفغاني أشرف غني، اليوم الاثنين، إن التدهور السريع للوضع الأمني في أفغانستان يرجع إلى قرار الولايات المتحدة "المفاجئ" سحب قواتها، لكنه قال إن حكومته لديها خطة للسيطرة على الموقف خلال ستة أشهر.
وتقدم مقاتلو حركة "طالبان" صوب ثلاث عواصم إقليمية، في الأيام القليلة الماضية، في إطار تقدمهم السريع لكسب أراض في مختلف أرجاء البلاد، منذ أن أعلنت واشنطن اعتزامها استكمال سحب قواتها بحلول سبتمبر/أيلول.
وقال غني، في كلمة ألقاها أمام البرلمان: "الوضع الراهن نتج عن القرار المفاجئ بسحب القوات الدولية"، مضيفا "شهدنا وضعا غير متوقع في الأشهر الثلاثة الماضية". لكنه تابع أن الحكومة الأفغانية لديها خطة أمنية للسيطرة على الوضع خلال ستة أشهر، وأن الولايات المتحدة تدعم الخطة.
وقال الرئيس الأفغاني إن "طالبان" لن تتحرك باتجاه السلام ما لم يتحسن الوضع الأمني، مشدداً على أن "أفغانستان لن تترك المدرسة الحقانية تقرر مصير البلاد"، في إشارة إلى المدرسة الباكستانية التي درس فيها معظم قيادات "طالبان".
وقال غني إن "طالبان"، بعد انسحاب القوات الأجنبية، استطاعت أن تسيطر على بعض المديريات والمعابر التجارية، مضيفا أن "ضبط الأوضاع والتصدي لزحف "طالبان" مسؤولية الحكومة والشعب الأفغاني، وليس لأحد غيرهما".
كما أكد أن الحكومة الأفغانية تواجه "حملة إعلامية داخلية ودولية، ولكنها تجابه ذلك بكل قوة"، مطالبا أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ بمساعدة الحكومة في الوقت الراهن، خاصة فيما يتعلق بـ"الانتفاضة الشعبية" وتحريك القبائل ضد "طالبان".
وتطرّق غني إلى المزاعم بأن الحالة السائدة وتقدم "طالبان" أتى نتيجة التوافق معها من وراء الكواليس، مؤكدا أنه "لا توافق مع الحركة". ومضى قائلا: "الحقيقة أن الحالة السائدة أتت بسبب قرار خروج القوات الدولية المبكر، وعدم وجود استعداد كاف، وتعيين بعض المسؤولين غير الأكفاء في القيادة الوسطى للقوات المسلحة".
وأشار إلى أن الأحوال ستتغير خلال الأشهر الستة القادمة، كاشفا عن أن الخطة التي وضعت من أجل ذلك في "طور التطبيق".
وقال غني إن حكومته مستعدة للمصالحة مع "طالبان"، موضحا أنها اتخذت كل الخطوات اللازمة بهذا الخصوص. واتهم "طالبان" بالإصرار على خوض الحرب؛ قائلا إنها "لم تظهر أي مرونة من أجل الوصول إلى حل سلمي للمعضلة، بل لجأت إلى الخيار العسكري، وما نشاهده على الأرض نتيجة سياسات "طالبان".
وفي ردها على ذلك، أكدت "طالبان" أن ما قاله الرئيس الأفغاني "مجرد أقاويل وادعاءات لا جدوى منها". وقال الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على "تويتر"، إن "الشعب الأفغاني اتخذ قراره بمعاقبة الضالعين في الفساد وملاحقتهم، وإن ما قاله الرئيس الأفغاني يظهر الحالة السيئة وحالة الاضطراب التي تواجهها الحكومة".
كما أكد مجاهد أن "وقت أشرف غني انتهى، وطبول الحرب والشائعات الكاذبة لن يعطيها مزيدا من الفرص".
وبدأت محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية ومفاوضين من "طالبان"، العام الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، لكنها لم تحقق تقدما ملموسا رغم عقد عدة دورات.
وتشترط حركة "طالبان" التفاوض على حكومة جديدة في كابول، ورحيل غني، لتحقيق السلام في أفغانستان.