أسبوع على الضربات الأميركية البريطانية ضد الحوثيين في اليمن: أبرز التطورات والمواقف

19 يناير 2024
الحوثيون أكدوا أن هجماتهم ستشمل سفن أميركا وبريطانيا عقب الضربات الأخيرة على اليمن (Getty)
+ الخط -

تطورات كثيرة ومتسارعة، تلك التي يشهدها البحر الأحمر عقب الهجمات التي بدأت جماعة الحوثيين في اليمن بتنفيذها تضامنا مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حين أعلنت استيلاءها على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، مؤكدة أنها ستستهدف كل السفن المملوكة لإسرائيل أو المتجهة إليها.

ومنذ ذلك الحين، تسببت هجمات الحوثيين بتعطيل حركة الملاحة في مضيق باب المندب الحيوي الذي يمرّ عبره نحو 12 في المائة من التجارة البحرية العالمية، مما دفع الولايات المتحدة للإعلان عبر وزير الدفاع لويد أوستن، في 20 ديسمبر/ كانون الأول الفائت، تشكيل تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر يسمى "عملية حارس الازدهار".

لكن رقعة التصعيد في البحر الأحمر اتسعت الأسبوع الماضي، إثر الضربات التي شنتها أميركا وبريطانيا على مواقع لجماعة الحوثيين في اليمن، وردا على ذلك امتدت هجمات الجماعة إلى السفن الأميركية والبريطانية، وهو ما أكده زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، أمس الخميس، حين قال إن عمليات الجماعة في البحر الأحمر لن تتوقف عند السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل فقط، بل ستشمل أيضا السفن الأميركية والبريطانية، مشترطا توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى تتوقف هجمات الجماعة في البحر الأحمر.

وفي عرض لجدول التطورات خلال الأسبوع الماضي، فقد أكد الجيش الأميركي في 12 يناير/ كانون الثاني، أن القوات الأميركية والبريطانية قصفت 60 هدفاً من أجهزة رادار وبنى تحتيّة لمسيّرات وصواريخ في 16 موقعاً للحوثيين، في ضربة شملت أكثر من 150 صاروخاً دقيقاً، وعلى أثر ذلك قتل خمسة أشخاص وأصيب ستة آخرون، حسب ما أعلنته جماعة الحوثيين. ورداً على ذلك، أطلقت الجماعة صاروخاً واحداً على الأقل من دون إصابة أي هدف.

بعد ذلك بيوم، أعلنت أميركا شن ضربة أخرى طاولت قاعدة الديلمي الجوية التابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء، بعد تحذيرات من الحوثيين بأنهم سيواصلون مهاجمة السفن في البحر الأحمر، لكن الجماعة أكدت أن الضربات الأميركية البريطانية لم يكن لها أي تأثير يذكر عليها.

وفي 14 يناير/كانون الثاني، أعلنت القوات الأميركية إسقاط صاروخ كروز أطلقه الحوثيون باتجاه المدمّرة "يو إس إس لابون"، ثم في اليوم التالي أصاب صاروخ أطلقه الحوثيون سفينة الشحن "جيبرالتار إيغل" المملوكة للولايات المتحدة في خليج عدن إلى جنوب البحر الأحمر، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها بدون وقوع إصابات.

وفي 16 يناير/ كانون الثاني قالت أميركا إنها دمرت أربع منصات صواريخ بالستية مضادة للسفن كانت معدّة للإطلاق من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وفي وقت لاحق، أطلق الحوثيون صاروخاً على ناقلة بضائع ترفع علم جزر مارشال ومملوكة لليونان في البحر الأحمر، ما تسبب بأضرار محدودة من دون وقوع إصابات.

وأول من أمس الثلاثاء، أعلنت القيادة العسكريّة الأميركيّة للشرق الأوسط (سنتكوم) أن طائرة مسيّرة تابعة للحوثيين استهدفت سفينة "جينكو بيكاردي" المملوكة من الولايات المتحدة، ما تسبب في "بعض الأضرار" ولكن دون وقوع إصابات، وبعيد ذلك، قصفت القوات الأميركية 14 منصة صواريخ كانت "معدّة للإطلاق" من مناطق الحوثيين في اليمن.

ويوم أمس الأربعاء، أعلن الحوثيون استهداف سفينة شحن أميركية وتحقيق "إصابة مباشرة" فيها في خليج عدن، لكن الجيش الأميركي أكد أن الصواريخ أخطأت هدفها، وجاء ذلك بُعيد استهداف الجيش الأميركي صاروخين مضادين للسفن أعدّهما الحوثيون للإطلاق باتجاه الممر البحري المزدحم.

المواقف الدولية الأخيرة مما يجري في البحر الأحمر

دعت الصين، اليوم الجمعة، إلى وضع حد لـ"مضايقة" السفن المدنية في البحر الأحمر عقب هجمات للحوثيين اليمنيين على السفن في البحر الأحمر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينيغ: "ندعو إلى وضع حد لمضايقة سفن مدنية من أجل الحفاظ على العبور السلس للإنتاج الدولي وسلاسل الإمداد ونظام التجارة العالمي".

وفي مقابلة نشرت الجمعة تعهد المسؤول الحوثي الرفيع، محمد البخيتي، بمرور السفن الروسية والصينية بشكل آمن في البحر الأحمر، مشددا على أن الممر آمن طالما أن السفن ليست مرتبطة بإسرائيل.

وجاءت تصريحات المتحدثة عقب دعوة مماثلة من وزارة التجارة الصينية لجميع الأطراف في المنطقة إلى "استعادة سلامة الممرات المائية في البحر الأحمر وضمانها".

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية شينخوا عن المتحدث باسم الوزارة، هي يادونغ قوله: "يؤمل أن تنطلق الأطراف المعنية من المصالح الشاملة للأمن والاستقرار الإقليميين وكذلك المصالح المشتركة للمجتمع الدولي".

وكررت بكين، اليوم، بأن "التوتر في البحر الأحمر مرتبط بالحرب بين إسرائيل وحماس". وقالت ماو: "الأولوية القصوى هي وقف الحرب في غزة في أقرب وقت لمنع النزاع من التمدد أكثر بل حتى خروجه عن السيطرة".

على صعيد متصل، نقلت قناة "في.آر.تي" التلفزيونية البلجيكية، اليوم الجمعة، عن مصادر حكومية قولها: إن "بلجيكا ستقدم سفينة لمهمة الاتحاد الأوروبي لحماية الملاحة في البحر الأحمر من هجمات جماعة الحوثي".

وكانت الدنمارك، قد أعلنت أمس الخميس، رغبتها في الانضمام إلى التحالف الأميركي البريطاني ضد الحوثيين في اليمن، الذين يواصلون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن لصحافيين: "أجبنا على الرغبة في أن تكون الدنمارك جزءًا من هذا التحالف".

وستساهم كوبنهاغن في التحالف من خلال ضابط أركان سيشارك في عمليات التخطيط، وكانت قد أعلنت سابقا إرسال فرقاطة إلى البحر الأحمر. وشدد الوزير على أن ما يحصل "ليس عملاً عسكرياً زائفاً. إنه وضع خطير، وتؤكد الدنمارك في خضمه أنها ستتحمل أيضًا المسؤولية السياسية لوضع حد لما يحدث".

وتنشط الدنمارك بنحو خاص في مجال الأمن البحري، في وقت دفعت الهجمات التي شنّها الحوثيون العديد من شركات الشحن، من بينها الشركة الدنماركية العملاقة ميرسك، إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

إلى ذلك، قررت فرنسا عدم الانضمام إلى ضربات التحالف الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والبحرين وكندا وهولندا، وعزا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء الفائت، هذا القرار إلى "تجنب أي تصعيد" في المنطقة.

وكانت الأمم المتحدة، قد دعت الثلاثاء الفائت أيضا، الحوثيين إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر الأسبوع الماضي والذي يطالب بالوقف الفوري لهجماتهم على السفن في البحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك: "نحن قلقون للغاية بشأن استمرار الضربات". مضيفا إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تحدث يوم الاثنين الفائت، إلى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الذي تتحالف بلاده مع الحوثيين بشأن الوضع في البحر الأحمر وغزة.

وأضاف أن غوتيريس "كرر دعوته لجميع الأطراف لتجنب أي تصعيد إضافي في اليمن، وتنفيذ قرار الأسبوع الماضي".

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)

المساهمون