أزمة الطاقة تطغى على أول لقاء بين ميلوني والقادة الأوروبيين في بروكسل

03 نوفمبر 2022
تعهدت مليوني بالدفاع عن مصالح إيطاليا قبل كل شيء (Getty)
+ الخط -

تلتقي رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الخميس، في بروكسل، قادة الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى منذ توليها مهامها، في اجتماع يرتقب أن تطغى عليه أزمة الطاقة.

وكتبت، صباح الخميس على تويتر، أن "صوت إيطاليا في أوروبا سيكون قوياً: نحن مستعدون لمواجهة الملفات الكبرى بدءاً بأزمة الطاقة عبر العمل على حل سريع وفعال، بهدف دعم العائلات والشركات ووقف التكهنات".

زيارة زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف البالغة من العمر 45 عاما، والتي تعهدت بالدفاع عن مصالح إيطاليا قبل كل شيء، ستجرى متابعتها عن كثب في جو من القلق بشأن اضطرابات محتملة يمكن أن تستجد بين حكومتها والهيئات الأوروبية.

وقالت إن "بروكسل يجب ألا تهتم بما يمكن أن تفعله روما بشكل أفضل"، منتقدة "أوروبا التي تتدخل في كل الأمور الصغيرة وتغيب عن القضايا الكبرى".

وفي أول زيارة لها إلى الخارج منذ تعيينها - التقت لفترة وجيزة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 23 أكتوبر/ تشرين الأول في روما - ستلتقي برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا.

وسيكون لقاؤها مع فون ديرلاين الأول منذ الضجة التي أثارتها تصريحات رئيسة المفوضية، التي حذرت قبل الانتخابات في شبه الجزيرة من العواقب التي يمكن أن تواجهها إيطاليا في حال حادت عن المبادئ الديمقراطية.

لكن أول رئيسة للحكومة في إيطاليا، على رأس أكثر الحكومات يمينية منذ فترة ما بعد الحرب، يرتقب أن تصل إلى بروكسل من دون نوايا مواجهة بحسب ما قال الخبير السياسي لورنزو كودونيو. وأوضح لوكالة فرانس برس أن "ميلوني براغماتية وتريد أن ينظر إليها على أنها زعيمة معتدلة".

ومن المتوقع أن تشدد رئيسة وزراء ثالث اقتصاد في منطقة اليورو على ضرورة اعتماد إجراءات أوروبية لخفض أسعار الطاقة، وهي معركة بدأها سلفها ماريو دراغي.

استمرارية لنهج دراغي

وأضاف كودونيو أن "المناقشات ستركز على الطاقة، المشكلة الأكثر إلحاحاً مع اقتراب فصل الشتاء"، معتبراً أن ميلوني ستسعى إلى إثبات أنها تشكل استمرارية لحكومة دراغي عبر مطالبتها بحلول على "مستوى الاتحاد الأوروبي".

وكان الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي انضم إلى الدول الأخرى للمطالبة بإيجاد حلول لأزمة الطاقة على المستوى الأوروبي، وليس من خلال مقاربة فردية اعتمدتها برلين وواجهت انتقادات شديدة من قبل شركائها.

واعتبرت صحيفة "Il Messaggero" الإيطالية، الخميس، أن هذه الزيارة "لن تكون لها تداعيات عملية بشكل مباشر"، مضيفة أنها ستتيح لميلوني "تقييم آفاق" المساعدة الأوروبية لبلادها.

ويأمل القادة الأوروبيون، من جهتهم، في اقتناص هذه الفرصة "لكي يفهموا بشكل أفضل نوايا ميلوني"، كما قال سيباستيان مايار، مدير معهد جاك ديلور، لوكالة فرانس برس.

وقال: "وراء رسائل التهدئة" بشأن أن روما راسخة في العالم الغربي وحلف شمال الأطلسي، وابتعادها عن الفاشية، فإن ميلوني "بقيت غامضة نسبيا حول ما تريد القيام به".

ويرتقب أن يبدي القادة الأوروبيون حذراً لتجنب دفع ميلوني إلى معسكر الدولتين القوميتين، بولندا والمجر.

ومن غير المرجح حدوث صدام حول الصندوق الأوروبي للتعافي بعد الوباء، والذي تعد إيطاليا المستفيد الرئيسي منه بحوالي 200 مليار يورو، حتى لو قالت ميلوني إنها تريد إجراء "تعديلات" للأخذ بالاعتبار ارتفاع أسعار الطاقة وهذه التعديلات يجب أن تكون موضع تفاوض على المستوى "التقني"، بحسب كودونيو.

ويرى سيباستيان مايار أيضاً أنه "بشأن المواضيع الاقتصادية، ليست لديها أي مصلحة في فتح جبهة مع بروكسل"، مضيفاً "إذا وقفت في وجه أوروبا، فسيكون ذلك مخالفا للمصالح الإيطالية".

وسيكون من الصعب على بروكسل، على المدى الطويل، تجنب مواجهة بشأن الهجرة، الموضوع المفضل لليمين المتطرف في إيطاليا التي تشكل إحدى أبرز بوابات دخول المهاجرين إلى أوروبا.

(فرانس برس)

المساهمون