عززت الولايات المتحدة وبريطانيا تواجدهما في بولندا، وسط توتر بشأن مواجهة بين أوكرانيا وروسيا، يأتي ذلك بينما أعلنت الدنمارك أنها قد تسمح بتواجد قوات أميركية على أراضيها، لكنها ذكرت أن هذه الخطوة ليست بسبب التوترات الحالية بين موسكو وكييف.
وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك، إن طائرات أميركية إف-15 هبطت اليوم الخميس في قاعدة جوية بولندية.
ووصلت الطائرات مع انتشار المزيد من القوات الأميركية والبريطانية في بولندا، التي زارها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعبيرا عن التضامن.
وكتب بلاشتاك على "تويتر": "وصلت مقاتلات إف-15 الأميركية اليوم إلى القاعدة الجوية في لاسك، وسوف تدعم الخاصرة الشرقية كجزء من مهمة الحماية الجوية لحلف شمال الأطلسي".
ولم يذكر وزير الدفاع عدد طائرات إف-15 التي هبطت في القاعدة. كما أُرسلت طائرات أميركية من الطراز نفسه إلى دول البلطيق.
جونسون يعلن وصول 350 جندياً بريطانياً إضافياً إلى بولندا
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال زيارة لبولندا أنّ حوالي 350 جندياً بريطانياً إضافياً وصلوا إلى هذا البلد الخميس، وذلك على خلفية الأزمة مع روسيا في شأن أوكرانيا.
وقال جونسون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولوني ماتيوس مورافيسكي: "يجب أن نعمل معاً حالياً للتوصل إلى هدنة وإقناع الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين ببدء خفض التصعيد".
وأضاف: "جزء كبير مما تحدثنا عنه في تشرين الثاني/نوفمبر أصبح ملموساً ولهذا السبب حطت فرقة الكوماندوس 45 البريطانية (من قوات البحرية)، في بولندا في وقت سابق اليوم".
وشدد قائلاً: "لا نقبل بعالم يمكن فيه لجار قوي تخويف ومهاجمة جيرانه".
ودعا رئيسُ وزراء بولندا من جهته إلى الوحدة الأوروبية في مواجهة الأزمة الأوكرانية، وشكر جونسون على "دوره النشط" في هذا المجال.
واعتبر مورافيسكي أنه في مواجهة سياسة روسيا العدوانية حان الوقت "لأن يصحو العالم الغربي من نومه الجيوسياسي".
وكان جونسون زار بروكسل صباح الخميس، وسيلتقي أيضاً الرئيس البولندي أندريه دودا ويقوم بزيارة الجنود البريطانيين المنتشرين في هذا البلد.
وينضم الجنود الـ350 الذين وصلوا الخميس إلى 150 آخرين تم نشرهم في بولندا في كانون الأول/ديسمبر على حدود بيلاروسيا و150 جندياً يساهمون في تعزيز الوجود المتقدّم لحلف شمال الأطلسي. وتقود بريطانيا أيضاً مجموعة قتالية في إستونيا.
الدنمارك قد تسمح بتواجد قوات أميركية على أراضيها
من جهتها، قالت الدنمارك إنها ستبدأ مفاوضات بشأن اتفاقية تعاون دفاعي جديدة مع الولايات المتحدة قد تشمل السماح للقوات الأميركية ومعداتها العسكرية بالتمركز على الأراضي الدنماركية -في عكس سياسة استمرت لعقود.
لكن رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن أكدت للصحافيين، اليوم الخميس، أن هذه الخطوة ليست بسبب التوترات الحالية بين روسيا وأوكرانيا. وقالت إن المحادثات بشأن تكثيف التعاون العسكري بين كوبنهاغن وواشنطن جارية منذ فترة طويلة.
وقالت لوسائل الإعلام الدنماركية إن اتفاق التعاون الدفاعي الدنماركي الأميركي الجديد المحتمل "هو اختراق بعد عقود عديدة"، من سياسة ضد السماح للقوات الأجنبية بالتمركز على الأراضي الدنماركية.
ونقلت الإذاعة الدنماركية العامة دي آر عن فريدريكسن قولها: "الالتزام الأميركي المتزايد هنا في الدنمارك سيحسن وصول الولايات المتحدة إلى القارة الأوروبية".
وقال وزير الدفاع الدنماركي مورتن بويدسكوف للصحافيين إنه لن يتم إنشاء أي قواعد عسكرية أميركية في الدنمارك، ورفض التعليق على مكان تواجد القوات الأميركية في البلاد.
محادثة أميركية بيلاروسية لتفادي أيّ حادث خلال المناورات
إلى ذلك، أجرى رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي اتصالاً هاتفياً الخميس بنظيره البيلاروسي الجنرال فيكتور غوليفيتش بهدف تجنّب احتمال وقوع "حوادث غير محسوبة"، في وقت باشرت روسيا وبيلاروسيا مناورات عسكرية مشتركة، وفق ما أفاد به البنتاغون.
وقال المتحدث باسم الجنرال ميلي الكولونيل ديف باتلر في بيان مقتضب، إنّ هذه المكالمة هدفت خصوصا إلى الحد من أخطار وقوع حادث و"تبادل الآراء حول الأمن الأوروبي الراهن".
وأوضح أنّ المسؤولين العسكريين توافقا على عدم كشف تفاصيل هذه المشاورات.
وباشر الجيشان الروسي والبيلاروسي الخميس مناورات واسعة النطاق في بيلاروسيا، على أبواب أوكرانيا التي لا تزال في صلب توتر بين روسيا والغرب في موازاة جهود دبلوماسية كثيفة لاحتواء الأزمة.
(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)