استمع إلى الملخص
- استقبلت السلطة الفلسطينية وحركة حماس الإعلان بترحيب، معتبرينه دعمًا لنضالهم من أجل الاستقلال، بالإضافة إلى ترحيب واسع من دول عربية مثل السعودية وقطر والكويت.
- تأتي هذه الخطوة في سياق دولي متزايد من الاعتراف بفلسطين، حيث انضمت أرمينيا إلى قائمة الدول المعترفة بفلسطين، مما يرفع عدد الدول المعترفة إلى 149 ويعكس عزلة دولية متزايدة لإسرائيل.
أعلنت أرمينيا، اليوم الجمعة، الاعتراف بدولة فلسطين بهدف المضي قدماً نحو السلام في الشرق الأوسط، مشدّدة على أنّ "الوضع حرج في غزة"، في خطوة أغضبت إسرائيل التي استدعت سفير يريفان لديها، فيما لقيت ترحيباً فلسطينياً. وقالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان: "إذ تؤكد جمهورية أرمينيا احترامها القانون الدولي ومبادئ المساواة والسيادة والتعايش السلمي بين الشعوب، تعترف بدولة فلسطين"، مشيرة إلى أنّ "يريفان ترغب بصدق في تحقيق سلام دائم في المنطقة". وشددت الوزارة على أنّ الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة والحرب المستمرة يتطلبان تسوية اليوم، مؤكدة انضمامها إلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
إسرائيل تستدعي سفير أرمينيا
في المقابل، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الجمعة، سفير أرمينيا لدى إسرائيل "لتوجيه توبيخ صارم" إلى يريفان بعد إعلانها الاعتراف بدولة فلسطين، بحسب بيان رسمي. وقال البيان: "عقب اعتراف أرمينيا بدولة فلسطين، استدعت وزارة الخارجية السفير الأرميني لتوجيه توبيخ صارم" ليريفان.
ترحيب فلسطيني
إلى ذلك، رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بقرار أرمينيا الاعتراف بدولة فلسطين. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ: "نرحب باعتراف دولة أرمينيا الصديقة بدولة فلسطين وفقاً للقانون الدولي والشرعية الدولية". وأضاف في بيان أن "هذا يُعدّ انتصاراً للحق والعدل والشرعية، ولكفاح شعبنا الفلسطيني من أجل التحرر والاستقلال. شكراً أرمينيا الصديقة".
بدورها، رحّبت حركة حماس بالإعلان الأرميني، معتبرة إياه "خطوةً إضافية ومهمة على طريق تثبيت الاعتراف الدولي بحقوق شعبنا، وتطلعاته في إنهاء الاحتلال الصهيوني النازي لأرضه، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس". وجددت الحركة في بيان دعوتها لدول العالم إلى اتخاذ خطواتٍ مماثلة، بما يدعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، ويعزل الكيان الإسرائيلي المجرم المستمر في ارتكاب جريمة الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
ترحيب عربي بإعلان أرمينيا
وفي الرياض، قالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة "ترحب بقرار حكومة أرمينيا بالاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة هذا القرار "خطوة مهمة تدعم مسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية". وجددت الوزارة "دعوة المملكة للمجتمع الدولي خاصةً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف بدولة فلسطين، إلى المضي قدماً نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية بما يدعم حل الدولتين ويعزز دعائم الأمن والسلم الدوليين".
وفي الدوحة، قالت وزارة الخارجية القطرية إنها "ترحب باعتراف أرمينيا بدولة فلسطين"، معتبرة ذلك "خطوة مهمة لدعم حل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة". وأعربت الوزارة عن "أمل دولة قطر في اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين، وتعزيز الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين". وأكدت أن "تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، رهين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومكتملة السيادة على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية".
وفي الكويت، اعتبرت وزارة الخارجية اعتراف أرمينيا رسمياً بدولة فلسطين "خطوة إيجابية من شأنها الإسهام نحو تحقيق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية في شأن تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
كذلك رحبت وزارة الخارجية اللبنانية بقرار دولة أرمينيا الاعتراف بدولة فلسطين. وقالت إنها "تثمن عاليا هذا الموقف من أرمينيا"، معتبرة أنه "يعكس التزامها بالقانون الدولي ومبادئ المساواة والسيادة وحق الشعوب في تقرير مصيرها". كما رحّبت الخارجية الأردنية بالإعلان الأرميني، معتبرا أنه "خطوة هامة تعكس امتثال أرمينيا لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة". كما رحب العراق، بإعلان جمهورية أرمينيا اعترافها بدولة فلسطين. وأعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان، عن "ترحيب العراق بإعلان جمهورية أرمينيا اعترافها بدولة فلسطين"، مؤكدة على ضرورة "استعادة الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ورحبت وزارة الخارجية المصرية أيضاً بقرار أرمينيا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين باعتباره خطوة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة على حدود يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وثمنت مصر دعم جمهورية أرمينيا للقضية الفلسطينية العادلة، داعية إلى استمرار تلك الجهود المقدرة من كافة أطراف المجتمع الدولي، سعياً نحو خلق أفق سياسي يسمح بإعادة إحياء عملية سلام حقيقية تعالج جذور وأسباب القضية الفلسطينية، وتستعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة. ودعت مصر الأطراف الدولية المؤثرة إلى الاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، والتدخل للحفاظ على حقوقه في توقيت يواجه فيه ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة، والعمل على وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، والاعتراف بالدولة الفلسطينية بوصفه خطوة هامة نحو التسوية العادلة للقضية الفلسطينية.
أبرز الدول المعترفة أخيراً بدولة فلسطين
وتنضم أرمينيا بذلك إلى عدة دول اعترفت بدولة فلسطين على خلفية الحرب على غزة، من بينها النرويج وأيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا، ما يرفع عدد الدول المعترفة إلى 149 من أصل 193 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي 18 إبريل/ نيسان الماضي اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 143 صوتاً قراراً بأحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ودفع التضامن العالمي مع الفلسطينيين على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، العديد من الدول إلى إعادة النظر في سياساتها حيال القضية الفلسطينية، في ضوء عزلة غير مسبوقة على إسرائيل. ورفعت دولة جنوب أفريقيا قضية على تل أبيب في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة، فيما أعلنت كولومبيا ودول أخرى قطع أو تخفيض علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأثارت موجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين غضباً إسرائيلياً، وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن إسرائيل تدرس تخفيض التمثيل الدبلوماسي لدى الدول التي اتخذت قرار الاعتراف. ويواصل الاحتلال حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مخلفاً حتى اليوم أكثر من 37 ألفاً و500 شهيد جلهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 90 ألف جريح وآلاف المفقودين تحت الأنقاض.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)