هنّأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أبناء الطائفة اليهودية في تركيا بمناسبة عيد "حانوكا" (الأنوار)، وذلك بعد يوم على إعلانه اتخاذ أنقرة خطوات لتحسين العلاقات مع مصر وإسرائيل على غرار تلك العلاقات في الأسابيع الأخيرة مع الإمارات.
و"حانوكا"، هو عيد يهودي يستمر لمدة 8 أيام ابتداءً من الـ25 من شهر "كيسليف" حسب التقويم العبري، وحسب التقويم الميلادي بين الأسبوع الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني والأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول، وخلاله يمتنع اليهود عن الحداد والتعبير عن الحزن.
وقال أردوغان في رسالة نشرها بهذه المناسبة، إن بلاده تعارض التفريق والتمييز بين الهويات والمعتقدات، مشيراً إلى أنها تحتضن العديد من "الثقافات المختلفة والقيّمة" طيلة آلاف السنين.
Cumhurbaşkanı @RTErdogan’ın Hanuka Bayramı Mesajı: “Musevi vatandaşlarımız başta olmak üzere, tüm Musevilerin Hanuka Bayramı’nı tebrik eder, bu özel günün esenlikler getirmesini dilerim.” pic.twitter.com/bCmh2HQAhL
— T.C. Cumhurbaşkanlığı (@tcbestepe) November 29, 2021
وأكد أن حكومة بلاده تعتبر ضمان عيش جميع المواطنين الأتراك على اختلاف لغاتهم وأعراقهم وأديانهم في أمان وحرية، مسؤولية ملقاة على عاتقها.
وأفاد بأنه في الوقت الذي يتصاعد فيه التعصب ضد الهويات والمعتقدات المختلفة حول العالم، فإن بلاده تقف في وجه كافة أنواع التمييز وتتخذ كافة الخطوات من أجل الإيفاء بالتزاماتها في هذا الإطار.
ولا يزال في تركيا حتى اليوم، أماكن عبادة لليهود، منها كنيس نيفي شالوم "واحة السلام"، الذي افتتح عام 1951، في حي كراكوي بإسطنبول. ويجذب الانتباه لقبته المصممة لحمل الثريا الكبيرة والرائعة، ولنوافذه المصنوعة من الرصاص، وبشكل عام هندسته المعمارية الشاملة.
ويعد كنيس "واحة السلام" من المراكز الأكثر نشاطاً للعقيدة اليهودية، وهو المكان المثالي لإقامة حفلات الزفاف، والمهرجانات الدينية، والطقوس، واحتفالات البار ميتزفا للطائفة اليهودية.
وأوضح شان تورك أن بلاده تفرّق خلال توقيف أي متهم، سواء الزوجين اليهوديين أخيراً أو القس الأميركي قبل سنوات، بين القضايا السياسية والروحية والجرمية، ولا تأخذ سوى الأدلة التي قدمتها المحكمة، ولا يجوز الخلط وزج الدين بهذه المسألة.
تقارب تدريجي
وأمس الإثنين، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا تعتزم أن تتقرّب "تدريجياً" من إسرائيل ومصر بعد فتحها صفحة جديدة من العلاقات مع الإمارات.
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية، أمس، قال إردوغان للصحافيين ردّاً على سؤال حول العلاقات التركية المتوتّرة مع إسرائيل ومصر: "سنكون مستعدّين لتسمية سفراء وفق جدول زمني محدد عند اتخاذنا هذا القرار (...) سنتقدّم تدريجياً".
والعلاقات بين أنقرة وتل أبيب متوترة منذ أن هاجمت قوات إسرائيلية سفينة تركية عام 2010 كانت تحاول إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع ضحايا.
وتصاعد التوتر أيضاً مع سحب سفيرَي البلدين عام 2018 بعد مقتل محتجّين فلسطينيين في قطاع غزة.
وحصل اتصال بين الرئيس التركي ونظيره الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، في أول اتصال بين رئيس وزراء إسرائيلي وأردوغان منذ عام 2013.
وجرت المحادثات الهاتفية بعد ساعات قليلة على الإفراج عن زوجين إسرائيليين أوقفا في تركيا للاشتباه في قيامهما بالتجسس.
وأعلنت إسرائيل عقب الإفراج عن الزوجين أن جهودها أفلحت في إقناع تركيا بالإفراج عنهما. وكانت محكمة تركية أمرت بالقبض على الزوجين يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني بتهم تجسس، تتعلق بالتقاطهما صوراً لمقر إقامة أردوغان من برج تشامليجا للاتصالات في إسطنبول، الذي يضم مواقع لمشاهدة المدينة.
ويحظر عموماً في تركيا التقاط صور لمواقع عسكرية أو أمنية من دون تصريح.