استمع إلى الملخص
- تركيا تسعى لتطوير أو توريد جميع احتياجات القوات الجوية، وتعاونت مع شركات دفاعية محلية لتنفيذ مشروع "القبة الفولاذية" الذي يجمع أنظمة وأسلحة متعددة.
- تركيا حققت اكتفاءً ذاتياً في إنتاج الأسلحة والمدرعات والسفن الحربية، وتعمل على تطوير مقاتلة محلية بعد منعها من الحصول على مقاتلات "أف 35" الأميركية.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مضيّ بلاده قدماً في تطوير مشروع "القبة الفولاذية" للدفاع الجوي بغية وضعه قيد التنفيذ، وقال في كلمة، يوم السبت، بحفل تخريج عدد من منتسبي القوات الجوية بجامعة الدفاع الوطني، في منطقة باكركوي بإسطنبول، إن التقدم الذي حققته تركيا في مجال الطائرات دون طيار يحظى بإعجاب الشعوب الصديقة والشقيقة والعالم أجمع.
وأضاف أردوغان: "سنضع مشروع القبة الفولاذية الذي نطوره، قيد التنفيذ بكامل عناصره، وإن كان أحدهم يمتلك قبة حديدية، فسيكون لدينا قبة فولاذية"، وشدد على أن بلاده تسعى جاهدة لصناعة وتطوير أو توريد جميع ما تحتاجه القوات الجوية التركية من صواريخ وأنظمة دفاع جوي. وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد أن تركيا "ستقضي على مصدر التهديد الذي يشكله الأوغاد الانفصاليون لأمتنا ولأشقائنا العراقيين"، في إشارة إلى "حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي) الذي تصنفه تركيا منظمة إرهابية.
وكانت اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية قد قررت في اجتماعها مع أردوغان، في 6 أغسطس/آب الماضي، تطوير مشروع "القبة الفولاذية" لتعزيز أمن المجال الجوي التركي، وفق مصادر بالرئاسة التركية للأناضول.
وفي إطار هذا المشروع تتعاون شركات الصناعات الدفاعية التركية "أسيلسان" و"روكتسان" و"إم كي إي"، ومعهد دراسات وتطوير الصناعات الدفاعية التابع لهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية (توبيتاك ساغا) لتنفيذ مشروع "القبة الفولاذية" الذي يوصف بأنه "نظام الأنظمة" لكونه يجمع عدة أنظمة وأسلحة ذات ميزات وقوى مختلفة.
ومن المرتقب أن تكون "القبة الفولاذية" مزودة بأنظمة أسلحة الدفاع الجوي والرادار، والأنظمة الكهروضوئية، ووحدات الاتصالات، ومحطات التحكم في القيادة، والذكاء الصناعي، لتصبح "حارسة" المجال الجوي لتركيا.
ومع تسلّم حزب العدالة والتنمية الحكم، في 2002، وانتهاجه نزعة أكثر استقلالية وتصادمه مع الولايات المتحدة في ملفات عدة، أبرزها وأولها ملف التعاون خلال الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وتصادم الحزب أيضاً مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي، اتجهت تركيا أكثر نحو التركيز على التقنيات الحديثة في استخدامات الأسلحة، وذلك مع تزايد الحظر الذي فرض على بيع أنقرة أسلحة نوعية. فحرمان تركيا الطائرات المسيّرة الأميركية قادها إلى صنع طائرات "بيرقدار" المسيّرة، ومنع طائرات "أباتشي" عنها قادها إلى صناعة مروحيات "آتاك"، وكذلك منعها من امتلاك الصواريخ قادها إلى إنتاج أنواع مختلفة من المدافع والصواريخ بعيدة المدى، وأهمها المدافع المعروفة باسم "أوبس" التي يصل مداها إلى مئات الكيلومترات، وكانت عنصراً مهماً في استهداف الوحدات الكردية، وكذلك صواريخ "تشنار".
وعلى صعيد المدرعات، تنتج تركيا دبابة محلية الصنع، هي "ألطاي"، وعربات نقل، ومختلف أنواع المدرعات، ومنها "التنين"، وقد حققت بذلك اكتفاءً ذاتياً، بل صدّرت من هذه المركبات إلى دول عدة، منها ليبيا وعُمان وقطر ودول أخرى. وكذلك طوّرت تركيا سفناً حربية، وحققت بها أيضاً اكتفاءً ذاتياً، وهي تخطط لصنع غواصات وحاملات طائرات. ومع منع تركيا من الحصول على مقاتلات "أف 35" الأميركية المتطورة، اندفعت إلى العمل على تطوير مقاتلة محلية الصنع يتوقع اكتمالها بعد سنوات.
(الأناضول، العربي الجديد)