انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمام مسيرة حاشدة مؤيدة لفلسطين في إسطنبول ازدواجية المعايير في تعاطي بعض الأطراف مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وأكّد على ضرورة محاسبة دولة الاحتلال. على خلفية هذه التصريحات، قررت إسرائيل استدعاء طاقمها الدبلوماسي من تركيا.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في منشور على منصة إكس "نظرا للتصريحات الخطيرة الواردة من تركيا، أمرت بعودة الممثلين الدبلوماسيين المتواجدين هناك من أجل إجراء إعادة تقييم للعلاقات بين إسرائيل وتركيا".
قبل ذلك، وفي كلمته اليوم السبت أمام مئات الآلاف من المتظاهرين: "قلوبنا تحترق من أجل غزة وسنصرخ بأعلى صوتنا للعالم اليوم"، مضيفاً: "نعبّر عن موقفنا بحرية تامة لأننا في تركيا غير مدينين لإسرائيل مثل الغرب".
واعتبر الرئيس التركي إسرائيل "مجرد بيدق يمكن التضحية به" وأن "الغرب يقوم بما يريد دون أن يلطخ يديه"، موضحاً أن إسرائيل "بدون دعم الدول الغربية لن تصمد لثلاثة أيام".
وأشار أردوغان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي انزعج حينما قال إن حركة حماس "ليست منظمة إرهابية"، مضيفا أنه كان يتوقع ذلك من جانب تل أبيب.
وفيما أشار إلى أن "هناك من يساوي بين إسرائيل وحماس"، شدد قائلا إن تركيا لن تكتفي بالتنديد بالمجازر في غزة. مضيفاً أن "من كانوا يسكبون الدموع على أوكرانيا يصمتون الآن إزاء ما يجري في غزة".
وأضاف: "نقوم بالتحضيرات اللازمة من أجل إعلان إسرائيل مجرمة حرب أمام العالم"، موضحاً أنها ترتكب المجازر في غزة في الظلام ظنا منها أن العالم لن يعرف ذلك.
وتطرق الرئيس التركي إلى توسيع الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه أمس على قطاع غزة؛ وبدئه بمحاولات الاقتحام والتوغل البري، قائلاً إن "ما يحدث منذ ليلة أمس حالة من الجنون"، مشيداً بعزيمة الشعب الفلسطيني في غزة وتصديه بقوة لوحشية إسرائيل.
وقال إن "همجية إسرائيل تستهدف أسواق غزة ومدارسها ومستشفياتها ووحداتها السكنية"، مشيراً إلى أن قادة الغرب صاروا صما بكما لا يسمعون صرخات القتلى في غزة.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة"، أطلقت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، في السابع من الشهر الجاري من قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى".
ورداً على ذلك، تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ22 على التوالي، غاراتها المكثفة على قطاع غزة، مستهدفةً عدداً من المباني والتجمعات السكنية والمؤسسات الحكومية، فيما بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي، في آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية، 7703 شهداء منهم 3195 طفلاً و1863 امرأة وتسجيل 19743 إصابة.