استمع إلى الملخص
- اللقاء بين أردوغان وزعيم المعارضة أوزال، الذي استمر لساعة ونصف، ركز على أهمية التعامل مع القضايا الاقتصادية والسياسية بمسؤولية، ولقي استحسانًا من الشعب التركي.
- تم التأكيد على استمرارية الحوار وتحويله إلى مكاسب دائمة للبلاد، مع التركيز على التنمية والاقتصاد، ومناقشة التعاون المشترك في مواجهة التحديات الخارجية وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين.
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، زيارة لمقر حزب الشعب الجمهوري المعارض، والتقى زعيمه أوزغور أوزال في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 18 عاماً. وتأتي زيارة أردوغان رداً على زيارة أجراها أوزال لمقر حزب العدالة والتنمية في الثاني من مايو/ أيار الماضي، وتلك الزيارة كانت الأولى منذ 8 سنوات، وتأتي في مرحلة التطبيع السياسي الذي تشهده تركيا بعد الانتخابات المحلية الأخيرة.
وحرصت الأحزاب السياسية في تركيا عقب انتخابات 31 مارس/آذار الماضي على الحوار مع فوز المعارضة لأول مرة أمام حزب العدالة والتنمية منذ عام 2002، ومنها لقاءات تجري بين مختلف الأحزاب في فترة لا تشهد انتخابات لمدة 4 سنوات.
واستمر لقاء أردوغان وأوزال نحو ساعة ونصف الساعة، وجرى في مكتب زعيم الحزب، فيما علق شعار رئاسة الجمهورية التركية أمام مبنى الحزب بسبب الزيارة في ظل إجراءات وتدابير أمنية مشددة واهتمام إعلامي كبير، حيث استقبل أوزال أردوغان أمام المبنى، عقب نزوله من سيارته وودعه بالطريقة نفسها.
وكانت آخر زيارة لأردوغان لمقر الحزب قبل 18 عاماً، حين زار زعيم الحزب آنذاك الراحل دنيز بايكال بسبب المبنى الجديد للحزب، فيما يزور أردوغان اليوم مقر الحزب بصفته رئيساً للجمهورية وزعيماً لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وعقب الزيارة، قال متحدث حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشليك، في تصريحات صحافية: "أعرب أردوغان عن الرغبة في تعزيز أرضية الحوار بدلاً من الاستقطاب في السياسة، والشعب يعرب في هذا المشهد عن رضاه بعد زيارة اليوم، والشعب يقول يجب عدم إهدار هذه الفرصة. وبطبيعة الحال كان الاقتصاد والسياسة والدستور الجديد مواضيع طرحت على جدول الأعمال خلال هذا الاجتماع".
وأكمل: "نشكر حزب الشعب الجمهوري على دعوته الكريمة، ويعرب رئيسنا عن هدف تعزيز أسس الحوار بدلاً من الاستقطاب في السياسة، وأردوغان يفيد بضرورة التخلص من الدستور الانقلابي فهو دين للأجيال القادمة، ويجب التعامل معه بمسؤولية، مع الأخذ في الاعتبار مستقبل تركيا".
وشدد على أنه "من المهم أن تستمر بيئة الحوار، الصورة يجب أن تتحول إلى مكاسب دائمة يا رئيسنا، وسيجري الحفاظ على المكاسب التي تحققت من خلال الخطة المتوسطة الأجل وخطة التنمية الثانية عشرة". وبين أن "اللقاء أكد ضرورة الحفاظ على المكاسب وفق خطة التنمية، والابتعاد عن الخطوات التي تضر بها، وأن أردوغان مستعد في حال طلب الشعب الجمهوري أن يدفع بوزير المالية محمد شيمشك لتقديم المعلومات المطلوبة للشعب الجمهوري".
ولفت إلى أهمية التعاون في تركيا، خاصة في ظل تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا وسيكون له جواب مهم. وقال إن أردوغان شدد "على ضرورة التحرك بشكل موحد أمام الفاشية، وأن حزب الشعب الجمهوري تطرق لمواضيع الاقتصاد والأسواق، وجرى تبادل مواضيع عديدة من الزراعة للتعليم لغير ذلك.
ونقلت قناة "خبر تورك" عن مصادر في حزب الشعب الجمهوري أن أوزال طلب من أردوغان إجراء زيادة بينية في الحد الأدنى للأجور خلال الشهر المقبل، وأن يكون هناك زيادة في رواتب المتقاعدين، لتكون في مستوى الحد الأدنى للأجور. وكان أوزال قد عرض في زيارته الأخيرة لأردوغان عدة مواضيع، منها قضايا المعتقلين، وإصدار عفو بحق متهمي انقلاب 28 فبراير/شباط 1997. وعقب لقاء أوزال، التقى أردوغان بزوجة سنان أتيش، الأكاديمي والزعيم السابق للنسل القومي "أولكو أوجقلاري" الذي اغتيل قبل عامين، وهو ما اعتبر من ضمن إطار تبادل الخطوات الإيجابية بين الحزبين.