أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، تعديلات واسعة على القيادة المركزية لحزب العدالة والتنمية، الذي عقد مؤتمره العام السابع في أنقرة، واختتمه في وقت سابق اليوم، بحضور أكثر من 1500 مندوب.
وفي وقت جدد مندوبو الحزب انتخاب أردوغان، المرشح الوحيد، زعيماً للحزب، شهدت القيادة المركزية تعديلات عديدة، منها تعيين وكيل ثان لأردوغان، حيث كان سابقا يتم اختيار وكيل واحد.
وتم اختيار بن علي يلدريم، رئيس الوزراء الأخير، وكيلا ثانيا، إلى جانب الوكيل الأول نعمان قورطولموش.
وبلغت نسبة التعديل في القيادة المركزية للحزب نحو 70٪ بعد توسعة شهدتها بضم أسماء جديدة، حيث بلغ عدد أفراد القيادة المركزية 75 أساسيا، و35 احتياطيا، بعد أن كانت القيادة السابقة تتشكل من 50 أساسيا و25 احتياطيا، قبل أن يتم تعديل النظام الداخلي في عدد أعضاء القيادة المركزية، وتعيين وكيل ثان.
ولم يأخذ 22 مكانا لهم في القيادة المركزية، فيما حافظ 28 على مواقعهم، في وقت انضم 47 عضوا جديدا، ليكون التغيير بما يقارب 70٪ في قيادة الحزب.
بلغت نسبة التعديل في القيادة المركزية للحزب نحو 70٪ بعد توسعة شهدتها بضم أسماء جديدة، حيث بلغ عدد أفراد القيادة المركزية 75 أساسيا، و35 احتياطيا
وأعلن المتحدث باسم الحزب عمر تشليك أسماء القيادات التي تولت مناصب، حيث تم تعيين حياتي يازجي مسؤولا عن الشؤون السياسية والقانونية، وعلي إحسان ياووز مسؤولا عن الانتخابات، وحمزة داع مسؤولا عن الدعاية والإعلان، والوزير السابق آفاكان آلا مسؤولا للعلاقات العامة، والوزيرة السابقة جوليدة ساري أوغلو مسؤولة السياسات الاجتماعية، وحافظ تشليك على موقعه متحدثا باسم الحزب.
وبرز من الأسماء التي دخلت مجددا إلى قيادة الحزب، إضافة إلى بن علي يلدريم، نائب رئيس الوزراء السابق بكير بوزداغ، القيادي المقرب من أردوغان، فيما غابت أسماء قيادات مثل الوزيرين السابقين جودت يلماز ولطفي علوان.
ومن بين القيادات الجديدة أسماء لها مكانة بين الأقليات، منها المفكر العلوي المعروف متين طارهان، والشخصية الأرمينية المعروفة سيفال سيفاجي أوغلو، وانضمت توبا فورال جولاق من الحزب "الجيد" المعارض إلى القيادة الجديدة بعد انتقالها لحزب العدالة والتنمية، كما لفت انضمام ملكة جمال تركيا السابقة سيدا صاري باش أيضا إلى قيادة الحزب، إذ كانت رئيسة الذراع النسائية للحزب في ولاية آيدن، فيما بدا واضحا سعي أردوغان لإحداث التوازن بين جميع المكونات والمناطق التركية.
كما لفت اختيار 19 سيدة ضمن أعضاء القيادة المركزية الـ75، وبرز اسم مندريس تونال كشخصية معروفة في أنطاليا ومدن الساحل المحسوبة على الشرائح العلمانية، في وقت تم ضم عبد الرحيم فرات، وهو من أحفاد الشيخ سعيد المعروف في مناطق جنوب شرقي البلاد من الناحيتين السياسية والدينية، واعتبر تعيينه ضمن قيادة العدالة والتنمية محاولة لاستيعاب الأكراد، بعد رفع دعوى لحلّ حزب الشعوب الديمقراطية الكردي.
ورأى متابعون أن الأسماء التي اختارها أردوغان هي أسماء لها تأثير على الشارع، بينها أسماء مؤثرة داخل الحزب، أو أقارب لقيادات سابقة، ومنها قادة رأي ومفكرون ومثقفون وسياسيون لهم تأثير ووقع اجتماعي كبير في مختلف مناطق البلاد، وذلك في إطار تحضيرات أردوغان للانتخابات التي ستجري في العام 2023.
وتتوقع أوساط إعلامية أن تشهد الحكومة التركية تعديلات هذا الأسبوع، بضم أسماء من الحزب لم تنضم إلى القيادة المركزية، بعد أن أعلن القيادي ماهر أونال، أمس، عن تعديلات مقبلة من قبل الرئيس أردوغان.
لكن الرئيس التركي عين عددا كبيرا من وزراء حكومته الأخيرة من المستقلين، ما يشير إلى أن جميع الاحتمالات مفتوحة حيال التعديلات الوزارية المزمع إجراؤها، تماشيا مع التغييرات الحزبية الواسعة التي عمل عليها حزب العدالة والتنمية.