أردوغان لبوتين: تركيا لن تعترف بأيّ إجراء يؤثّر على سيادة أوكرانيا

23 فبراير 2022
أنهى أردوغان جولة قام بها إلى أفريقيا (علي باليكشي/الأناضول)
+ الخط -

أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مكالمة هاتفية اليوم الأربعاء أنّ "تركيا لن تعترف بأيّ إجراء يؤثّر على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، وفق ما أعلنت الرئاسة التركية.

وأضافت الرئاسة أنّ أردوغان قال لبوتين أيضًا إن "نزاعًا عسكريًا لن ينفع أحدًا"، من دون أن تحدّد مدّة المحادثة بين الرئيسين.

وقبل المكالمة الهاتفية، أكد أردوغان مواصلة الدبلوماسية الهاتفية مع نظيره الروسي أملاً في تحقيق نتائج إيجابية بشأن الأزمة مع أوكرانيا. وقال الرئيس التركي، في تصريحات على متن الطائرة لدى عودته من جولة أفريقية الثلاثاء: "سنواصل دبلوماسيتنا الهاتفية مع السيد بوتين، وآمل أن نحقق نتائج جيدة"، معرباً عن أمله في أن تعود روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت.

وطالب أردوغان حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتوضيح موقفه خلال القمة الحالية، مشيراً إلى أن الجميع يكتفي بالإدلاء بتصريحات دون إجراء فعلي. ولفت إلى أنه سيتشاور مع الحلفاء في الأطلسي بشأن الوضع الحالي الذي يهدّد أمن واستقرار البحر الأسود.

ولفت أردوغان إلى أنه تابع أحداث أوكرانيا عن كثب خلال اليومين الماضيين، مضيفاً أنه أجرى اتصالات مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، وأكد فيها دعمه لوحدة أراضي أوكرانيا.

وشدد على أن تركيا لن تقبل أي مبادرة تنتهك فيها "اتفاقية مينسك"، وأن أنقرة مستعدة لحلّ الأزمة من خلال الدبلوماسية والحوار. وذكر أردوغان أن موقف تركيا من إعلان روسيا استقلال "جمهوريتي" لوغانسك ودونيتسك، هو نفسه الموقف الذي كان في شبه جزيرة القرم. وأضاف: "أظهرنا موقفنا من وحدة الأراضي الأوكرانية، وأعلنا رفض الخطوة التي اتخذتها روسيا".

وأكد الرئيس التركي أنّ بلاده لا يمكنها التخلي عن أوكرانيا وروسيا لأنها ترتبط مع كلتيهما بعلاقات مهمة للغاية، سياسية وعسكرية واقتصادية، مضيفاً: "لا يمكننا التخلي عن أي منهما، فغايتنا أن نتخذ خطوة يمكننا بها حل الأمر".

ولفت إلى أن تركيا تولي أهمية كبيرة لاجتماع "الناتو" اليوم، مشيراً إلى إمكانية إجراء لقاء مع نظيره الروسي عقب اجتماع الحلف.

وسبق أن عرض أردوغان جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينكسي في تركيا لحلّ الأزمة، لافتاً في مقابلة نُشرت الشهر الماضي، إلى أنه دعا بوتين إلى تركيا، في إطار اقتراح لاستضافة الجانبين لاعتماد طريق الدبلوماسية والسلام.

وشدد على أن هناك حاجة لحوار شامل يعالج بعض مخاوف روسيا الأمنية، بينما يوضح لموسكو أن بعض مطالبها غير مقبولة.

أوكرانيا تؤيد وساطة أردوغان لحلّ الأزمة

في غضون ذلك، أكد السفير الأوكراني لدى أنقرة فاسيلي بودنار، في مؤتمر صحافي أنّ بلاده تتمسك بالوسائل الدبلوماسية لحل التوتر مع روسيا، وأنها منفتحة على أي صيغة للتفاوض مع روسيا.

وبشأن عروض الوساطة التركية لحلّ التوتر بين أوكرانيا وروسيا، قال: "نحن نؤيد الوساطة التي عرضها أردوغان".

كما لفت بودنار إلى إن أوكرانيا تعتبر وجود السفن الحربية الروسية بالبحر الأسود قرب حدودها تهديداً وسوف تطلب من تركيا بحث إغلاق مضيقين أمام السفن الروسية إذا غزت موسكو بلاده.

وردا على سؤال عن وجود سفن حربية روسية قرب حدود أوكرانيا قال بودنار لـ"رويترز"، في مقابلة إن السفن تشكل "تهديدا خطيرا" لكييف، مضيفا أن تركيز قوات بحرية روسية في البحر الأسود كان هائلا".

وتابع بودنار: "نعتقد أنه في حالة غزو عسكري واسع النطاق أو بدء أنشطة عسكرية ضد أوكرانيا، أي عندما تكون الحرب ليست فقط حربا بحكم الأمر الواقع بل حربا بحكم القانون، سنطلب من الحكومة التركية بحث إمكانية إغلاق المضيقين إلى البحر الأسود أمام الدولة المعتدية".

وقال بودنار: "اقترحنا عدة مبادرات بدءا من طرق للتشاور بيننا وحتى إنشاء آلية مشتركة للرد على التهديدات التي يتعرض لها الأمن في منطقتنا"، مضيفا أن أوكرانيا مازالت تثق في أن الحل الدبلوماسي ممكن.

 

السفير الأوكراني لدى أنقرة فاسيلي بودنار (الأناضول)
بودنار: نحن نؤيد الوساطة التي عرضها أردوغان (الأناضول)

وتصاعدت الأزمة على خطّ أوكرانيا في الأيام الأخيرة، بعد اعتراف بوتين، الإثنين، بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، وتوجيهه أمراً بنشر قوات فيهما، ما استدعى فرض عقوبات غربية على موسكو.

وحثت أوكرانيا الغرب على فرض مزيد من العقوبات على روسيا تستهدف الاقتصاد والدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين.

(الأناضول، العربي الجديد)