أربيل تنتظر من السوداني خطوات لمنع تكرار الضربات الإيرانية

19 يناير 2024
يواجه السوداني ضغوطاً متقاطعة بشأن الموقف الحكومي إزاء إيران (Getty)
+ الخط -

يواجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي عاد إلى العاصمة العراقية بغداد مساء أمس الخميس من منتدى دافوس الاقتصادي، ضغوطا متقاطعة بشأن الموقف الحكومي إزاء إيران وهجماتها في إقليم كردستان، وبينما تنتظر أربيل منه خطوات أخرى لمنع الهجمات، تتشدد زعامات "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد ضد أي خطوة بهذا الاتجاه.

واختتم السوداني مشاركته بأعمال منتدى دافوس بتوجيه رسائل سياسية أكد فيها سعي حكومته لترتيب جدول زمني لإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، وأن العراق لديه مصالح مشتركة مع الجميع، وأن إيران دولة جارة وقفت مع العراق ضد "داعش".

وقبيل عودة السوداني، عقدت قيادات في "الإطار التنسيقي"، وهم كل من رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، ورئيس "الحشد الشعبي" فالح الفياض، اجتماعا بحث عددا من الملفات، من بينها موقف الحكومة العراقية تجاه الهجمات الإيرانية.

 واكتفى بيان مقتضب لرئيس "الحشد الشعبي" بالقول إنه تم في اجتماع تشاوري بين القيادات الثلاثة "البحث في مواضيع الاستقرار الأمني والسياسي ودعم مسار العملية السياسية بما يخدم البلاد ومصالحها والجهود المؤدية إلى ذلك".

 وأضاف أنه "جرى التأكيد على دعم خطوات الحكومة في ملفات الإعمار والخدمات وتعزيز السيادة الوطنية"، من دون التطرق إلى القصف الإيراني لأربيل.

أربيل تريد ضمانات إيرانية بعدم شن هجمات أخرى

لكن مصدراً سياسياً عراقياً في بغداد، قال لـ"العربي الجديد"، إن زعامات الإطار التنسيقي ترفض الموقف التصعيدي من حكومة السوداني ضد إيران.

 وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "اجتماع المالكي والعامري والفياض بحث الملف، وأن المجتمعين أكدوا على أهمية عدم تأثير الهجوم الإيراني على علاقات بغداد وطهران، وأن مواقف الحكومة العراقية يجب أن تصب بصالح تعزيز العلاقات مع طهران".

وأكد أن "قيادات الإطار ستلتقي السوداني وتضغط باتجاه عدم توجهه نحو أي موقف تصعيدي آخر، وأن الشكوى الحكومية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة التي قدمتها الحكومة غير مقبولة من قبلهم"، مشيرا إلى أن "السوداني تعرض في الوقت ذاته من رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني (الذي شارك أيضا بأعمال منتدى دافوس) إلى ضغوط بشأن الملف، وأبلغه بأن الشكوى هي أقل ما يمكن لبغداد أن تفعله، وأن أربيل تريد ضمانات إيرانية بعدم شن هجمات أخرى".

 ولفت إلى أن "السوداني محرج بشأن تلك الضغوط المتقاطعة، كما أنه متخوف من تكرار إيران هجماتها، ولا سيما أنها لم تعط أي ضمانات لبغداد، وهو ما قد يؤزم موقف السوداني تجاه أحد تلك الأطراف".

مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أكد بدوره على أهمية الحفاظ على العلاقات مع طهران، وقال في تدوينة له على "إكس"، اليوم الجمعة، إن "العلاقات العراقية الإيرانية مهمة واستراتيجية، وأن الحوار والدبلوماسية كفيلة بحل أي إشكال أو سوء فهم".

يجري ذلك في وقت تجنّب فيه الكثير من زعامات "الإطار التنسيقي" التعليق رسميا على الملف، بينما تصرّ بعض أطرافه على تبرير الهجوم الإيراني بـ"وجود الموساد بإقليم كردستان".

وقال عضو تحالف "الفتح" الذي يتزعمه هادي العامري جبار عودة إنه "من غير الممكن تجاهل وجود الموساد في إقليم كردستان، مع وجود العشرات من الأدلة الخاصة بنشاط الكيان الصهيوني فيها"، مبينا في تصريح صحافي، أمس الخميس، أن "العراق يتعرض منذ سنوات إلى تهديدات أمنية مباشرة، خاصة من الكيان الصهيوني وداعميه في واشنطن، والأمثلة كثيرة".

وأضاف أن "دستور العراق واضح بعدم السماح بوجود أي منظمات أو قوى تشكل تهديداً على أمن دول الجوار، وأن وجود الموساد بأي شكل يمثل تهديداً مباشراً للأمن العراقي، يجب الانتباه لخطورته وإنهاء وجوده بشكل فوري، والسعي إلى إنهاء هواجس دول الجوار الأمنية لتفادي أن تتحول أراضينا الى ساحة صراعات".

وأمس الخميس، أبلغ دبلوماسي عراقي بارز في بغداد، "العربي الجديد"، بأن بلاده تتوقع زيارة وفد رسمي إيراني إلى بغداد خلال الفترة المقبلة، لشرح وجهة النظر الإيرانية من قصف مواقع بمدينة أربيل تقول طهران إنها مقرات للموساد الإسرائيلي.

وأضاف في حديث عبر الهاتف أنه "من غير المعروف تفاصيل الوفد الإيراني المرتقب، لكن المعلومات تشير إلى أنه لشرح الموقف الإيراني، واحتواء الأزمة ومنع تدخل أطراف أخرى فيها"، في إشارة إلى الولايات المتحدة ودعمها تقديم العراق شكواه الأخيرة لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.

ووفقا للمسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، فإن وزارة الخارجية العراقية ومستشارية الأمن القومي هيأت ملفا كاملا حول مواقع القصف الإيراني والضحايا، ويتضمن تفنيدا كاملا للرواية الإيرانية حول وجود مقرات للموساد أو حتى أي نشاط آخر غير مدني بالمواقع المستهدفة.

المساهمون