- الهجوم الصاروخي في يناير أسفر عن مقتل 10 أشخاص، واعتبرته الخارجية العراقية انتهاكًا لسيادة العراق، مما دفع حكومة أربيل لطلب ضمانات من بغداد لمنع تجدد الهجمات.
- تصاعد التوتر مع تهديدات كتائب حزب الله لأربيل، وسط صمت حكومي من بغداد وتحذيرات من قوات البشمركة بشأن خطورة التهديدات وإمكانية تجدد الهجمات، ما ينذر بتصاعد التوترات في المنطقة.
جددت جماعة "كتائب حزب الله العراقية" المنضوية ضمن فصائل المقاومة العراقية اتهام أربيل بالتعاون مع إسرائيل، وهو المبرر الذي ساقه الحرس الثوري الإيراني لقصفها بصواريخ باليستية منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، مؤكدة استعدادها لـ"تأديب" حكومة أربيل، وسط انتقاد كردية لصمت حكومة بغداد إزاء ذلك.
وكان الحرس الثوري الإيراني، الذي نفذ في 16 يناير/كانون الثاني الماضي هجمات صاروخية على عاصمة إقليم كردستان العراق، استهدف منزل رجل الأعمال الكردي "بيشرو دزيي"، وأدت إلى مقتل 10 أشخاص، بينهم رجل الأعمال الكردي وطفلة، قد ساق مبرر وجود "مقر رئيسي لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)" في الموقع المستهدف، كما كانت تهمة "مقار الموساد" من مبررات الهجمات التي نفذتها الفصائل المسلحة على أربيل.
وقد أعلنت الخارجية العراقية في حينها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بشأن الهجوم الصاروخي الإيراني، معتبرة الهجوم انتهاكا لسيادة البلاد وأمن الشعب العراقي، إلا أن أي حراك حقيقي بهذا الاتجاه لم يظهر.
ومنذ ذلك الوقت، طالبت حكومة أربيل بغداد بضمانات بمنع تجدد الهجمات الإيرانية وهجمات الفصائل المسلحة العراقية الموالية لها، وقد أوقفت الفصائل هجماتها على أربيل منذ الهدنة غير المعلنة مع واشنطن التي اتُّفق عليها بعد مقتل القيادي في الكتائب أبو باقر الساعدي مطلع فبراير/ شباط الماضي.
وليل أمس الخميس، خرقت الفصائل العراقية الهدوء الحذر في أربيل، وجددت اتهاماتها وتهديداتها لها، ووفقا للمسؤول الأمني لمليشيا كتائب حزب الله في العراق أبو علي العسكري، فإن أربيل "وكر للتجسس على العراق".
وقال العسكري في تدوينة له على حسابه الشخصي على تطبيق "تليغرام": "... على إخوتنا في مجال جمع المعلومات الشروع في عرض الوثائق والاعترافات التي تؤكد أن أربيل هي وكر تجسسي تآمري، يعمل على الإضرار بأمن العراق، وتعد قاعدة متقدمة من قواعد الكيان الصهيوني".
وشدد: "على مسعود (...) (في إشارة إلى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني) أن يفهم أننا جاهزون لتأديبه وإرجاعه إلى المربع الأول، وليعلم أن عمل الباراستن (جهاز الاستخبارات في الإقليم) مكشوف (...)".
بيان المسؤول الامني لكتائب حزب الله ابو علي العسكري pic.twitter.com/sPGAmnZmEV
— صابرين نيوز - Sabereen news (@sabreenS11) March 15, 2024
ولم تعلق الحكومة العراقية في بغداد على تهديدات العسكري، التي تنذر بإمكانية عودة هجمات الطائرات المسيّرة على أربيل من قبل تلك الجماعة المسلحة.
"تهديدات خطيرة" ضد أربيل
ضابط رفيع في قوات البشمركة الكردية حذر من خطورة تلك التهديدات، وقال لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، إن "التهديدات خطيرة، وهجمات المسيّرات متوقعة مجددا. لقد اتخذنا إجراءات أمنية للتصدي لها"، منتقدا "التزام الحكومة العراقية جانب الصمت إزاء تلك التهديدات والانتهاكات. لا نأمل منها أي موقف بمنع تلك الفصائل عن تنفيذ أجنداتها".
وشدد على أن "الفصائل الحليفة لإيران لا تستطيع أن تعيش من دون تنفيذ أعمال عنف، وأنها تبحث عن مبررات جديدة لمهاجمة الإقليم بعد أن أجبرت على الهدنة مع واشنطن"، مؤكدا أن "حكومة بغداد عاجزة أمام إرادة تلك الفصائل".
الباحث في الشأن السياسي العراقي شاهو القرداغي اعتبر التهديد "مبررا لاستهدافات جديدة ضد أربيل، وقال في تدوينة له على "إكس": "طائرات أبو علي العسكري المسيّرة وقعت في كل مكان إلا إسرائيل، لذلك استأنف اليوم تغريداته بالحديث عن وجود قواعد إسرائيلية في أربيل حتى يُبرر استهدافها بالطائرات المسيّرة مستقبلا"، مشددا: "هذه قدرة فصائل المقاومة".
طائرات ابو علي العسكري المسيرة وقعت في كل مكان إلا اسرائيل
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) March 16, 2024
لذلك استأنف اليوم تغريداته بالحديث عن وجود قواعد اسرائيلية في اربيل حتى يُبرر استهدافها بالطائرات المسيرة مستقبلا.
هذه قدرة فصائل المقاومة
وتعرضت أربيل إلى عشرات الهجمات بالطائرات المسيّرة وصواريخ الكاتيوشا، قبل الهدنة مع واشنطن، استهدفت قاعدة حرير الأميركية بأربيل، ومطار أربيل ومواقع أخرى بعضها مدنية، ما تسبب بحالة رعب للأهالي، وقد حاول رئيس الحكومة محمد شياع السوداني التأثير على تلك الفصائل، حينها، ومنع الهجمات، إلا أنها لم تلتزم.