أحكام الأمنيين بقضيّة عمر العبيدي تثير جدلاً في تونس

04 نوفمبر 2022
حكم على 12 من رجال الشرطة بالسجن سنتين(Getty)
+ الخط -

أثار الحكم المخفف، أمس الخميس، بحق 12 من رجال الشرطة التونسية، بقضية مقتل مشجع النادي الأفريقي، الشاب عمر العبيدي في مارس/آذار 2018، استياء واسعاً في تونس.

وأصدرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس، مساء أمس الخميس، حكماً مخففاً بالسجن مدة عامين فقط في حق 12 من رجال الشرطة بتهمة القتل على وجه الخطأ بقضية عمر العبيدي.

ويشار إلى أن عمر العبيدي مشجع النادي الأفريقي توفي غرقاً في وادي رادس مليان في محيط ملعب رادس عام 2018، بعدما طارده عدد من أعوان الأمن.

وعن الحكم بقضية العبيدي، قال عضو هيئة الدفاع المحامي في القضية، نبيل السبعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "صدور هذا الحكم الابتدائي جاء بعد 4 سنوات من الانتظار والتحقيق".

ولفت إلى أن "هيئة الدفاع طلبت تخلي المحكمة عن القضية لفائدة الدائرة الجنائية لأنهم يعتبرون أن الملف فيه جناية، وهو من اختصاص الدائرة الجنائية باعتبار أن القتل كان عمداً وهو أمر ثابت في الملف، ولكن المحكمة تمسكت برأيها واعتبرتها جنحة بسيطة".

وأوضح المحامي أن "تهمة القتل غير العمد وعدم الإنجاد القانوني لشخص في حالة خطر، خاصة من قبل سلطة أمنية عمومية، تكون عقوبته أشد ولكن للأسف تم الذهاب في اتجاه القتل غير العمد وإدماج التهمة الثانية في الأولى".

وأوضح أن "صدور عقوبة السجن بسنتين وليس بالنفاذ العاجل، أي لا ينفذ إلا عندما يكون حكماً نهائياً أي بعد الاستئناف، ما يعني بقاء المتهمين في حالة سراح وينعمون بالحرية".

ونوه في السياق إلى أن "هذا الحكم صدر ضد 12 أمنياً من إجمالي 14 حيث تمت تبرئة اثنين".

وأشار في المقابل، إل أن "الاستئناف يوقف التنفيذ وقد تستغرق القضية سنتين أو ثلاث سنوات أخرى من الانتظار"، قائلاً إن "القضاء الذي كلفه الشعب لنصرة المظلوم والبت في الجرائم كانت أمامه فرصة هامة لنصرة الملف ولكنه للأسف لم يقم بواجبه كما يجب فالاعتداءات على القفص الصدري والتعنيف كان واضحاً على الشاب عمر".

وذكر أن "مقولة عمر (تعلم عوم) أي تعلم السباحة، قالها رجل شرطة للفقيد بحسب رواية أصدقائه، والتي تحولت إلى شعار يردده التونسيون والشباب، كان لها سند وكان وفق شهادة أحد الحاضرين". 

وكانت والدة عمر العبيدي، وجهت رسالة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد تضمنت تذكيراً بطول فترة الإجراءات القضائيّة المتعلقة بملف ابنها، مطالبة إيّاه بالتدخّل لإيجاد حلّ لهذه القضية.

بدوره، كتب المحامي أيوب عمارة، في صفحته على موقع "فيسبوك"، في"3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تذكروا هذا التاريخ جيداً يوم نكسة العدالة في تاريخ القضاء التونسي، لن نسلّم، لنا جولة أخرى في الأسابيع القادمة". 

وأكد "لن ننتظر عدالة السماء المؤجلة، سنقتلع عدالة الأرض ولو بعد حين".

من جهتها، قالت السياسية هالة الحامي إنها "تأثرت بسماع الحكم"، مبينة في تدوينة لها أنها "كمواطنة عادية استمعت للحكم الذي أبكاها حرقة على الفتى وعلى والدته وأهله وعلى عدالتنا".

وأضافت أنها "كانت نائبة عن جهة بن عروس عندما وقعت الحادثة واستمعت إلى شهادات الشباب الذين رافقوا الشاب حينها"، مذكرة "بالتقصير الذي طاول الملف".
 
وكان النادي الأفريقي، قد أعلن في بيان له الأربعاء، أنه ينتظر "قراراً عادلاً ومنصفا في ملف شهيد الملاعب عمر العبيدي"، مضيفاً أنّ دفاعه عن حقّ "عمر العبيدي أمانة محمولة عليه للوصول لحكم عادل لعله يطفئ لهيب نِيران فقدانه، ويُطمن قلب أُم فقدت سندها في هذه الحياة الدنيا دون تنكيل أو تشف من أيّ شخص كان"، وفق نصّ البيان.

المساهمون