أعلن "تحالف فيدرالية اليسار" في المغرب، الذي يضم "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، و"المؤتمر الوطني الاتحادي"، و"اليسار الوحدوي"، المنشق عن الحزب الاشتراكي الموحد، بقيادة محمد الساسي، فضلاً عن مجموعة "البديل التقدمي"، وفعاليات يسارية أخرى، ليل السبت، رسمياً، الاندماج في حزب واحد تحت اسم "فيدرالية اليسار الديمقراطي".
وجاء إعلان الحزب الجديد بعد قرار قيادات تلك القوى والأحزاب اندماجها خلال مؤتمر عقد، مساء السبت، في مدينة بوزنيقة، تحت شعار "مسارات تتوحد يسار يتجدد"، بعد تجربة للعمل المشترك دامت زهاء 8 سنوات.
واستبقت التنظيمات اليسارية إعلان اندماجها بعقد مؤتمرات استثنائية، أول من أمس الجمعة، وذلك للتصديق على الذهاب إلى المؤتمر الاندماجي، وبالتالي حل هياكل الأحزاب الحالية في أكبر خطوة تنظيمية استعداداً لتشكيل هياكل الحزب الجديد.
واعتبر الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي عبد السلام العزيز، خلال افتتاح المؤتمر الاندماجي لـ"فيدرالية اليسار الديمقراطي"، أن البلاد في أمسّ الحاجة إلى الاندماج الجديد، وحزب اشتراكي يعيد تجميع الفعاليات اليسارية التي تتقاسم مشروع الدولة الاجتماعية والإيمان بالحرية الاجتماعية، وبمرجعية تستحضر كل المرجعيات الاشتراكية والنقاش المجتمعي، في سباق إقليمي وتقاطب المصالح.
وشدد العزيز على أن "محطة اليوم على أهميتها الداخلية بالنسبة إلى أعضاء الفيدرالية، ما هي إلا حلقة في مسلسل سيستمر في تجميع كل قوى اليسار، وكل الذين يؤمنون بضرورة التقدم الديمقراطي الحقيقي، ومن ثم سيدخل على إثرها الحزب، في مرحلة انتقالية مفتوحة لمدة سنتين من أجل تجميع كل الطاقات اليسارية".
وكانت أحزاب، "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، و"المؤتمر الوطني الاتحادي"، و"الاشتراكي الموحد"، قد أعلنت في 30 يناير/ كانون الثاني 2014، تأسيس تحالف سياسي جديد تحت اسم "فيدرالية اليسار الديمقراطي".
وجاءت الصيغة الجديدة للتحالف بعد سنوات من الحوار، في إطار ما يعرف بـ"تحالف اليسار الديمقراطي" (الذي أُعلن في 2007)، بغرض تقوية صفوف الأحزاب اليسارية على الساحة السياسية، والتنسيق بينها قبيل الانتخابات المحلية (البلدية والقروية) التي أجريت في 12 يونيو/ حزيران 2009.
وبالرغم من الدعم الكبير الذي حظيت به الفيدرالية، بمناسبة تشريعيات 2016، ولا سيما في أوساط النخب والمثقفين والأكاديميين والشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا نجاحها في تنصيب نفسها في موقع القوة اليسارية الأولى على المستوى العملي، إذ تجاوز عدد أصواتها مجموع أصوات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المشارك في الحكومة) في أكثر من 10 مدن كبرى، إلا أنها لم تتمكن من الظفر بأكثر من مقعدين برلمانيين من أصل 395 مقعداً، وكان ذلك أقل من توقعات قياداتها بكثير.
وفي محاولة لتجاوز عثرة الانتخابات الماضية، شرع تحالف الفيدرالية في الإعداد بكثافة لمحطة 2021، بالتوازي مع نقاشات قيادات الأحزاب الثلاثة لمشروع الاندماج بينها في حزب يساري موحد، يخوض غمار انتخابات يراهن عليها بقوة من أجل تحسين تموضعها داخل المشهد السياسي المغربي.
وبينما كانت لافتة مراهنة غالبية قيادات فيدرالية اليسار الديمقراطي على عقد مؤتمر اندماجي، قبل حلول موعد الاستحقاقات الانتخابية بسنة، باعتباره خطوة ستمنح التحالف زخماً جديداً، وستجعله "نقطة جذب للمحيط القريب والمتعاطفين"، شكل إعلان الأمينة العامة لـ"الاشتراكي الموحد" نبيلة منيب، عدم خوض الانتخابات تحت لافتة تحالف "فيدرالية اليسار الديمقراطي"، المكون من الأحزاب الثلاثة، مؤشراً على انفراط عقد التحالف.
في المقابل، استعادت مكونات التحالف، بعد انتهاء انتخابات الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، مبادرة الاندماج بعد إعلان مكون "اليسار الوحدوي" الذي انشق عن الحزب الاشتراكي الموحد، وحزبي "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، و"المؤتمر الوطني الاتحادي"، استعدادها، إضافة إلى أطياف يسارية أخرى، للانخراط الجدي لتنزيل هذا المشروع السياسي.