أجواء المنطقة لا تشجع القاهرة على إرسال سفير بديل إلى تل أبيب

17 أكتوبر 2024
تظاهرة تضامنية مع فلسطين في القاهرة، 20 أكتوبر2023 (محمد حسام/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأجيل تعيين السفير المصري في إسرائيل حتى يناير 2025 بسبب الأوضاع السياسية والأمنية، مع ترشيح طارق دحروج للمنصب، لكن القرار يعتمد على الظروف السياسية الراهنة.

- انتهاء مهمة السفيرة الإسرائيلية في مصر، أميرة أورون، وتأخير مصر في قبول السفير الجديد يعكس غضبها من السياسات الإسرائيلية، خاصة مع استمرار الاعتداءات.

- التوترات السياسية بين مصر وإسرائيل تؤثر على تبادل السفراء، حيث خفضت مصر مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، رغم وجود قنوات اتصال مفتوحة بين البلدين.

لم تحسم الرئاسة المصرية بعد مسألة تعيين السفير المصري في إسرائيل الجديد، بدلاً من السفير السابق خالد عزمي، الذي عاد إلى القاهرة منذ أسابيع، عقب انتهاء مدة عمله هناك. وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن قرار تعيين السفير المصري في إسرائيل لا يزال معلقاً ولم يبت فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أمل استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، وتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزّة ولبنان. ومن المتوقع تأجيل إجراءات تعيين السفير الجديد حتى يناير/ كانون الثاني 2025. وقد جرى ترشيح عدة أسماء لشغل المنصب الدبلوماسي الأكثر حساسية في وزارة الخارجية المصرية، والذي تتم عملية اختيار صاحبه عبر مراحل عديدة وانتقاء الأسماء، كما تمر عبر عدة أجهزة في جهاز المخابرات العامة وفرعها (هيئة الأمن القومي)، بالإضافة إلى وزارة الخارجية، نظراً إلى أهمية الموقع الذي يشغله السفير في دولة الاحتلال، وهو المنصب الذي استحدث بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في مارس/ آذار 1979. وبحسب المعلومات، فإن المرشح الأبرز لشغل المنصب هو طارق دحروج، مدير إدارة ليبيا في وزارة الخارجية المصرية والسفير المصري السابق في باكستان، لكن تعيينه يتوقف على قرار سياسي مرتبط بتقدير موقف للظروف السياسية.


عبد الله الأشعل: مصر تعمدت أن تعبر بشكل جزئي عن غضبها من إسرائيل

انتهاء مهمة سفيرة إسرائيل

والجدير بالذكر أن مدة عمل السفيرة الإسرائيلية السابقة لدى مصر، أميرة أورون، انتهت أيضاً منذ أسابيع، ولم تتسلم مصر بعد خطاب تكليف السفير الجديد، رغم اتخاذ الإجراءات الرسمية من المتبعة في هذا الإطار من إسرائيل. ومن الناحية البروتوكولية، لا بد من الموافقة المُسبقة للدولة المُضيفة على تعيين سفراء الدول الأخرى، وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961. كما أن رفض اعتماد السفراء من الدولة حق سيادي للدولة المُضيفة، ولا يعوزها تبرير أسباب ذلك الرفض وتوضيحها.

في السياق، اعتبر، حسين هريدي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "من الصعوبة بمكان أن تقبل مصر أوراق اعتماد سفير لإسرائيل، فيما جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمر في قتل العرب والمسلمين، ويتوعد فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية لبنان بأنه سيلقى مصير غزّة التي كادوا أن يدمروها بالكامل". وقال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رخا أحمد حسن، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن "مواقف الطرفين في هذا الموضوع تشرح نفسها بوضوح، لأن العلاقة الحالية تنعكس بالطبع على تبادل السفراء واعتماد أوراقهما". وقال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، عبد الله الأشعل، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن مصر "قصدت تأخير الموافقة على السفير الإسرائيلي، وبالتالي أعتقد أن مصر تعمدت أن تعبر بشكل جزئي عن غضبها من إسرائيل ولو شكلياً، لأن تأخير الموافقة ليست مسألة كبيرة، لأنها عرف دبلوماسي، تهدف من خلاله الدول إلى التعبير عن الغضب من الدول الأخرى".


رخا أحمد حسن: علاقة مصر وإسرائيل تنعكس بالطبع على تبادل السفراء

تعيين السفير المصري في إسرائيل

وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد ذكرت أن القاهرة لم تعيّن السفير المصري في إسرائيل الجديد البديل للسفير خالد عزمي الذي عاد إلى بلاده، "ولا يبدو أنه سيتم تحديد بديل له قريباً". وأضافت أنه "بعد أن عادت السفيرة الإسرائيلية أميرة أورون من القاهرة إلى إسرائيل في بداية الحرب بعد انتهاء ولايتها، وكان من المفترض أن يحل محلها السفير الجديد أوري روثمان، لكن المصريين ليسوا في عجلة من أمرهم للقبول به". وأضافت: "هكذا، ومن دون تصريحات وعناوين جريئة، خفضت القاهرة مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حتى إشعار آخر". وحسب الصحيفة: "ظهر الضرر الأخطر الذي أصاب العلاقات بين مصر وإسرائيل، في المجال السياسي، إذ ترى مصر اليوم خطراً على الاستقرار الإقليمي بسبب السياسات الإسرائيلية، خلافاً لما كانت عليه في الماضي، ورغم أنه جرى الحفاظ على قنوات مفتوحة بين البلدين، إلا أن الطرفين يحتاجان، في أحيان كثيرة، إلى عامل ثالث لتمرير رسائل مهمة لبعضهما بعض". وعندما اندلعت الأزمة حول محور صلاح الدين (فيلادلفي) بين غزة ومصر، كانت المفاوضات بالفعل في حالة سيئة، بعد أشهر طويلة من الجهود التي باءت بالفشل مراراً وتكراراً. واتهمت إسرائيل مصر بـ"الإهمال، ما أدّى إلى تشجيع التهريب عبر الأنفاق". وفي المقابل، حمّل المصريون إسرائيل المسؤولية الكاملة بأثر رجعي عن الفشل، وقالوا إن إسرائيل مسؤولة عن فرض حصار كامل على القطاع منذ سنوات.