أجواء الانتخابات تقرّب إعلان رئيس الأركان السابق أيزنكوت خوض معترك السياسة الإسرائيلية
أفادت مصادر إعلامية ومواقع صحافية إسرائيلية مختلفة، مساء أمس الأربعاء، بأنّ رئيس أركان الجيش السابق غادي أيزنكوت، أبلغ مقرّبين منه بعزمه قريباً إعلان خوض المعترك السياسي في إسرائيل، والانضمام لأحد الأحزاب القائمة، حيث من المرجّح أن ينضم أيزنكوت إلى حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل)، بقيادة وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي، يئير لبيد.
ويأتي إعلان أيزنكوت عن نواياه هذه، بعدما كان عدل في خضم المعركة الانتخابية الأخيرة، التي جرت في مارس/آذار من العام الماضي، عن ترشيح نفسه في الحزب ذاته، مفضلاً الانتظار لمعرفة ما ستفرزه الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، ومدى قدرتها على تجاوز الأزمة الداخلية التي تعصف بإسرائيل منذ قرر رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، تبكير موعد الانتخابات وحلّ حكومته والذهاب لانتخابات جديدة عام 2019، للتهرّب من مسار محاكمته الجنائية، ومحاولة كسب تأييد شعبي ساحق في الانتخابات، على أمل أن يردع ذلك الشرطة والنيابة العامة عن المضي في التحقيق بشبهات تلقيه الرشاوى والفساد.
ولم تختلف الصورة كثيراً بعد الانتخابات الرابعة، التي أفرزت الحكومة الحالية بقيادة نفتالي بينت، إذ بقيت الحكومة الإسرائيلية تعاني من تشكيك في شرعيتها في اتخاذ قرارات حاسمة، ما أدى إلى المحافظة على الوضع القائم، بما في ذلك الامتناع عن أي تحرك سياسي باتجاه مفاوضات، أياً كانت، للتسوية مع الفلسطينيين.
وعلى مدار عام هو عمر الحكومة الذي أتمته هذا الأسبوع، تلقت ضربات مختلفة، ووقعت في مطبات كثيرة، عند فشلها في تمرير قوانين صهيونية يمينية، على الرغم من أنّ سياستها الفعلية كانت أكثر تطرفاً من سياسات حكومات نتنياهو منذ عاد إلى الحكم عام 2009.
لكن الضربات الأخيرة التي تلقتها حكومة الاحتلال هذا الأسبوع بعد فشلها في تمرير جملة من مقترحات القوانين، أبرزها تمديد قانون إخضاع المستوطنين في الأراضي الفلسطينية لمنظومة الحكم المدنية الإسرائيلية مقابل منظومة الحكم العسكرية للشعب الفلسطيني؛ سرّعت من مجريات تفكك الحكومة، واقتراب سقوطها، وإن كان الجدول الزمني لمثل هذا الخيار غير واضح بعد، الأمر الذي ربما يخضع لوتيرة المفاوضات التي يجريها زعيم المعارضة نتنياهو مع أعضاء في الائتلاف للانشقاق عن الحكومة، والاتجاه لتشكيل حكومة بديلة لها برئاسته، دون الذهاب لانتخابات جديدة.
وتشي الأنباء المتداولة في هذا السياق، ولعل بعضها يدخل في إطار الحرب النفسية، باقتراب نتنياهو من تحقيق هدف تفكيك الحكومة، إلا أنه لا يزال بحاجة من أجل تشكيل حكومة بديلة دون الذهاب لانتخابات جديدة، إلى كتلة إضافية من كتل الحكومة، حيث تبدو كتلة حزب "تكفا حداشا" (أمل جديد)، الذي يقوده الوزير المنشق أصلاً عن الليكود في العام الماضي، جدعون ساعر، الأقرب الآن لترك الحكومة، خاصة في ظل التصعيد الكلامي لساعر، بأنّ حكومة تعجز عن تمرير "قوانين صهيونية" تفقد حقها في الوجود.
وأمس الأربعاء، ألمح زعيم حركة "شاس"، الحريدية الأرثوذكسية، إلى أن الأسبوع المقبل سيشهد مفاجآت، تنذر ببدء نهاية حكومة نفتالي بينت وارتفاع احتمالات إسقاطها "قريباً جداً".