أبرز ما جاء في اللقاء "الشكلي" بين بايدن وسوناك في "داونينغ ستريت"

10 يوليو 2023
يصل بايدن إلى لندن في زیارة قصیرة لا تخلو من التوتر (Getty)
+ الخط -

وصل الرئیس الأمیركي جو بایدن إلى المملكة المتحدة، الیوم الاثنين، في زیارة قصیرة لا تخلو من التوتر، بعد قرار بلاده إرسال قنابل عنقودیة إلى أوكرانیا وإعلان الحلیف البریطاني رفضه للقرار. وقال رئیس الحكومة البریطانیة ریشي سوناك، یوم السبت، إن المملكة المتحدة "وقّعت اتفاقیة تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودیة، ولا تشجع على استخدامھا".

 كذلك، تأتي الزيارة وسط انقسام الحلفاء الغربیین بشأن القرار الأميركي، إذ رفضت ألمانیا انتقاد الخطوة، فيما أعربت إسبانیا عن مخاوفھا. 

وقلّل "داونینغ ستریت" من أھمیة التقارير التي تحدثت عن "وجود انقسام بین المملكة المتحدة والولایات المتحدة" بشأن عضویة أوكرانیا في حلف شمال الأطلسي، حیث نقلت صحیفة "ذا غاردیان" عن ناطق باسم رئیس الحكومة قوله: "نرید دعم أوكرانیا في مسار انضمامھا إلى الحلف، لكن الآلیات الدقیقة لذلك ستُناقَش لاحقاً مع حلفاء الناتو".

وفي اتصال مع "العربي الجديد"، اعتبرت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ستيكني أن "للمملكة المتحدة موقفاً قانونياً من استخدام هذه القنابل، وهي طرف في اتفاقية أوسلو التي تمنع استخدامها، لكن الولايات المتحدة ليست طرفاً في تلك الاتفاقية"، مؤكدة أن الولايات المتحدة "ستبقى على ذات الصفحة مع المملكة المتحدة من الناحية الاستراتيجية بشأن أوكرانيا، في إطار الصورة الأكبر لما نحاول تحقيقه. ونتوقع أن نرى ذات الوحدة من حلفائنا الآخرين".

والتقى بايدن سوناك قرابة ساعة في "الحدیقة الخلفیة" لـ"داونینغ ستریت"، لكن اللقاء لم یتطرق إلى قضیة الذخیرة العنقودیة، بحسب متحدث باسم "داونینغ ستریت"، إلا أنھما اتفقا على الحاجة إلى "تعزیز تحالفنا والحفاظ على دعمنا لأوكرانیا"، وأكدا "أھمیة التزام الشركاء الدولیین الدفاع طویل الأمد وتوفیر الدعم الذي تحتاجه أوكرانیا للفوز في ھذه الحرب وتأمین سلام عادل ودائم".

فیما یتعلق بقضایا حلف شمال الأطلسي اتفق الجانبان على الحاجة إلى "ضمان مسار سریع لانضمام السوید بشكل كامل إلى الناتو"

من جھة أخرى، أطلع سوناك الرئیس الأمیركي على قمة الذكاء الاصطناعي التي ستعقد في بریطانیا الخریف المقبل، والتي تحظى بدعم قوي من الجانب الأمیركي، بحسب "داونینغ ستریت".

وفي ما یتعلق بقضایا حلف شمال الأطلسي، اتفق الجانبان على الحاجة إلى "ضمان مسار سریع لانضمام السوید بشكل كامل إلى الناتو" وناقشا "السیاق الجیوسیاسي الأوسع، بما في ذلك المحیطان الھندي والھادي وما یتعلق بإیران". وفي الختام، اتفقا على أھمیة صداقتھما ومواصلة الحوار الوثیق الذي أجري في الأشھر القلیلة الماضیة.

وبعد اللقاء "الشكلي" الذي جرى في "الحدیقة الخلفیة" لـ"داونینغ ستریت"، اتجه بایدن إلى قلعة وندسور للقاء الملك تشارلز الثالث، وھو اللقاء الأول بینھما منذ مراسم التتویج التي لم یحضرھا الئيس الأميركي بدایة مایو/ أيار الماضي. ولم تصدر بعد أي تصریحات رسمیة عما دار خلال اللقاء، إلا أن الصور الأولى تكشف عن لقاء ودّي للغایة، ومراسم استقبال غلبت علیھا طقوس العائلة المالكة، التي أعلن بایدن في وقت سابق "عدم إعجابه" الكبیر بھا وبتقالیدھا.

وبما أنھا زیارة "رمزیة"، انشغلت بعض وسائل الإعلام بالمشھد العام المحیط بھا، حیث اختارت صحیفة "ذا تلغراف" أن تعالج موضوع الإجراءات الأمنیة المشددة المرافقة لموكب الرئیس الأمیركي، وأن تحل أیضاً "لغز" السیارتین اللتین تحملان الرقم ذاته لدواعٍ "أمنیة" والمجھزتین بكل التقنیات الدفاعیة (غاز مسیل للدموع ومقابض كھربائیة لصدّ أي ھجوم محتمل وسواتر دخانیة) والمزودتین أيضاً بـ"ذخیرة" وإمدادات من الدماء المطابقة لدماء الرئیس بایدن في حالات الطوارئ. بینما اعتبرت "دیلي میل" أن الرئیس الأمیركي "خاطر بخرق البروتوكول الملكي" في أثناء سیره أبعد بخطوتین من الملك تشارلز في قلعة وندسور، متحایلة على "شحّ" الأخبار الواردة من الزیارة عبر إجراء لقاء مع خبیر الإتیكیت ویلیان ھانسون لتسأل عن "الخرق" الذي ارتكبه بایدن وعن تحلیله لأجواء الزیارة من خلال رصد الابتسامات وردود الفعل التعبیریة.

وعلى الرغم من الخلافات حول الذخیرة العنقودیة وعضویة أوكرانیا في الناتو، وصف بایدن العلاقة بین بلاده والمملكة المتحدة بـ"الصلبة والمتینة"، معتبراً أن سوناك من "أقرب الأصدقاء وأھم الحلفاء". إلا أن ذلك لا ینفي حقیقة أن خلافاً حقیقیاً یشوب حالیاً العلاقات "الصلبة" للمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانیا قبل عام ونصف.

المساهمون