نظم آلاف المصلين ليلة الجمعة، تظاهرة ضخمة في ساحات المسجد الأقصى، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي الذي أدى لإصابة نحو 230 شخصاً واعتقال ما يقارب 500 بينهم عشرات الأطفال.
وخلال التظاهرة التي انتهت إلى مدرج مسجد الصخرة المشرفة، ردد الآلاف "قسم حماية الأقصى والدفاع عنه وافتدائه بالأرواح والدماء".
وأطلقت قوات الاحتلال مساء اليوم قنابل الغاز والصوت خلال تدافع بين الشبان وعدد من أفرادها خارج أبواب المسجد الأقصى، ما تسبب بإصابة العديد بالاختناق.
يأتي ذلك في وقت دفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من جنودها إلى محيط المسجد وعند بوابات البلدة القديمة، خاصة في منطقة باب العامود التي تشهد توترا في هذه الأثناء مع احتشاد أعداد كبيرة من الشبان وترديدهم الهتافات الوطنية.
إلى ذلك، أطلقت قوات الاحتلال مساء الجمعة، سراح 18 فتى وطفلا كانت اعتقلتهم خلال اقتحامها الأقصى اليوم، إذ ألقت بهم حافلة تابعة لشرطة الاحتلال وسط بلدة بيت حنينا شمالي القدس بعدما كان مقررا نقلهم إلى حاجز قلنديا العسكري، حيث كان ذووهم في انتظارهم.
إلى ذلك، نقلت سلطات الاحتلال العشرات من المعتقلين إلى سجن الرملة، بينما أُبقي على أكثر من 200 معتقل في سجل المسكوبية في القدس المحتلة.
وفي تطور لاحق، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، على أهالي معتقلي المسجد الأقصى المبارك، أمام مركز تحقيق المسكوبية في القدس، حيث يُحتجز أبناؤهم.
تظاهرات في الضفة
وفي الضفة، أصيب عدد من الفلسطينيين خلال تجدد الفعاليات الشبابية والمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق، استنكارا للاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وإسنادا لجنين ومخيمها في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
واعتقلت قوات الاحتلال شابا بعد إصابته في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة. وقال الطبيب والناشط عبد الله أبو هلال، لـ"العربي الجديد"، إن عشرات الشبان ألقوا الحجارة تجاه برج عسكري في منطقة الجبل في البلدة، فقام جنود الاحتلال بنصب كمين للشبان وإطلاق الرصاص الحي ما أدى لإصابة شاب واعتقاله، وبعد ذلك إطلاق قنابل غازية تجاه المنازل.
وفي مدينة رام الله وسط الضفة؛ انطلقت مسيرة شبابية ليلية جابت شوارع المدينة تهتف للقدس والأقصى وجنين، وبلدة سلواد شرق رام الله، وهتف الشبان كذلك للمقاومة الفلسطينية، قبل أن ينتقل عشرات الشبان إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة أو ما يعرف بحاجز "بيت إيل"، حيث أشعلوا الإطارات وألقوا بالحجارة تجاه جنود الاحتلال الإسرائيلي، فيما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال عند حاجز الجيب شمال غرب القدس المحتلة كما أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
وفي شمال الضفة الغربية، أصيب شاب بالرصاص الحي بالقدم، وقرابة 15 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات عند مدخل بلدة بيت فوريك في نابلس. وقال بشير حنني من البلدة لـ"العربي الجديد" إن المواجهات دارت بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال على المدخل، وهي مواجهات تندلع بشكل متكرر، وتتمركز خلالها خلالها قوات الاحتلال قبل الشارع المحاذي للبلدة لتحمي المستوطنين وتؤمن طريقهم.
وأفادت مصادر طبية من جمعية الهلال الأحمر بإصابة 39 فلسطينيا في المواجهات المتفرقة في نابلس شمال الضفة في كل من بيتا وبيت فوريك، بينهم 33 بالغاز المسيل للدموع، و4 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وتعرضت سيارتا إسعاف لإصابات في هيكلهما.
وفي جنوب نابلس، أفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بإشعال الشبان إطارات عند حاجز حوارة الذي يفصل المدينة عن بلدة حوارة وبلدات جنوب نابلس وعن وسط الضفة الغربية، كما أفادت مصادر صحافية بإشعال الشبان الإطارات عند مفرق بلدة دير شرف شمال غرب نابلس، واندلعت مواجهات قرب مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس
وفي بيت لحم جنوب الضفة، أعلنت وزارة الصحة إصابة خمسة فلسطينيين بينهم أربعة بالرصاص الحي، واندلعت المواجهات إثر مسيرة انطلقت نحو المدخل الشمالي للمدينة. وقال الصحافي والناشط إياد حمد، لـ"العربي الجديد"، إن الشبان أصيبوا خلال مواجهات اندلعت مساء اليوم واستمرت لساعات، وكانت انطلقت المسيرة تلبية لدعوات شبابية نصرة للقدس.
واندلعت مواجهات أخرى عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل جنوب الضفة، وأفادت مصادر محلية بإلقاء زجاجات حارقة تجاه قوات الاحتلال التي كانت منتشرة بين منازل الفلسطينيين في المخيم.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" أن مواجهات اندلعت في كل من قرية حوسان ببيت لحم وتحديدا عند مدخلها الغربي، إضافة إلى المدخل الشمالي لمدينة أريحا، أصيب خلالها مواطنان بالرصاص الحي وثالث بحروق نتيجة انفجار قنبلة صوت خلال مواجهات عند مدخل بيت عينون شرق الخليل جنوب الضفة الغربية.
كما أعلنت وزارة الصحة وصول 6 إصابات إلى مستشفى الخليل الحكومي بينها 4 إصابات بالرصاص الحي.
وكانت المواجهات اندلعت في مناطق متفرقة من الضفة بعد صلاة الجمعة اليوم امتدت لعشرات نقاط التماس، واستمرت لساعات؛ على وقع اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى وإصابة واعتقال المئات من داخله.