أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اليوم الثلاثاء، أنّ بلاده "لا تريد حرباً مع السودان"، رداً على التوترات الحدودية مع الخرطوم في منطقة متنازع عليها، وذلك خلال مشاركته في جلسة مع نواب البرلمان.
وشدد أحمد بالقول، وفق ما أوردته وكالة "الأناضول": "لدى إثيوبيا العديد من المشكلات، ولا استعداد لدينا للدخول في معركة، لا نريد حرباً، من الأفضل تسوية المسألة بشكل سلمي".
ومنذ أشهر، يتصاعد التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا في منطقة الفشقة التي ظلت منذ 25 عاماً تحت سيطرة إثيوبيا، بينما حرر الجيش السوداني في الفترة الأخيرة 90% من أراضيها.
وفيما يتعلق بسد النهضة، جدد أحمد إصرار إثيوبيا على الاستمرار في ملء السد بما لا يضر بمصالح مصر والسودان.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي إن الملء الثاني لسد النهضة سيتم في يوليو/ تموز المقبل، وأن التأخر عن هذا الموعد سيكلف إثيوبيا مليارات الدولارات. ووصف أحمد السودان بأنه "بلد شقيق يحب شعب إثيوبيا".
وجدد أحمد تصريحاته الدعائية، زاعماً استعداده لاستئناف مفاوضات سد النهضة بقيادة الاتحاد الأفريقي، في إشارة إلى رفض المقترح السوداني المصري باستحداث آلية وساطة رباعية دولية يشترك فيها مع الاتحاد الأفريقي كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وترفض مصر والسودان الملء الثاني المنفرد لسد النهضة دون التوصل إلى اتفاق شامل بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
من جانب آخر، اعترف رئيس الوزراء الإثيوبي للمرة الأولى بوقوع فظائع ضد المدنيين في إقليم تيغراي، أثناء النزاع الذي اندلع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مع عناصر "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، قائلاً "تشير التقارير إلى ارتكاب فظائع في منطقة تيغراي"، وفق "الأناضول".
“Reports indicate that atrocities have been committed in Tigray region. Regardless of the TPLF propaganda of exaggeration, any soldier responsible for raping our women & looting communities in the region will be held accountable as their mission is to protect.”#PMAbiyResponds pic.twitter.com/bNbC1Q7uDz
— Office of the Prime Minister - Ethiopia (@PMEthiopia) March 23, 2021
وأضاف أنّ "الجنود الذين اغتصبوا النساء أو ارتكبوا جرائم حرب أخرى أو نهبوا (ممتلكات) سيتحملون المسؤولية". وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها آبي بارتكاب جرائم خطيرة في تيغراي.
وتأتي تصريحات أحمد بعدما أوفد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس الماضي، النائب الديمقراطي بمجلس النواب الأميركي كريس كونز إلى إثيوبيا لبحث الوضع في إقليم تيغراي، بعدما وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ما يجري هناك بأنه "تطهير عرقي".
وكانت الحكومة الإثيوبية قد رفضت اتهامات بلينكن بالتطهير العرقي، ووصفتها بأنها "حكم زائف لا يستند إلى دليل ضد الحكومة الإثيوبية".