كثفت إسرائيل في الفترة الأخيرة اتصالاتها مع أجهزة أمنية عربية في محيطها، بدءا من رام الله ومصر وحتى الأردن.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأحد، أن رونين بار، رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي "الشاباك"، زار الأردن سراً أخيراً. وهي ثالث زيارة يقوم بها لجهات عربية بعد خمسة أسابيع على وجوده في منصبه.
وأشارت الصحيفة إلى أن بار بحث مع قادة المؤسسة الأمنية الأردنية عمليات تهريب السلاح من الأردن إلى الضفة الغربية وتحديات ما أسمته بـ"الإرهاب".
وحسب يوآف ليمور، المعلق العسكري للصحيفة ومعد التقرير، فإن بار أراد من خلال الزيارة أيضا التأكيد للأردنيين على أهمية العلاقة والتعاون معهم.
بار أراد من خلال الزيارة أيضا التأكيد للأردنيين على أهمية العلاقة والتعاون معهم
ورجحت الصحيفة أن قضية تهريب السلاح عبر الحدود الأردنية كانت ضمن القضايا التي بحثها بار مع قادة الأمن الأردني، على اعتبار أن زيادة كبيرة قد طرأت أخيراً على عدد محاولات تهريب السلاح من الأردن إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ مشيرة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن هذا التطور يرجع إلى تقليص فرص تهريب السلاح عبر الحدود مع مصر ولبنان.
ويشكل تكثيف نشاط جهاز الأمن العام الإسرائيلي العلني وتوسيع نطاقه للدول المجاورة نقلة جديدة في التطبيع بين إسرائيل وهذه الدول، خصوصا أن الجهاز مسؤول عن الأمن الداخلي في إسرائيل، في حين أن العلاقة مع دول خارجية متروكة لجهات رسمية أخرى مثل الموساد.
ولفتت الصحيفة إلى أن بار، الذي تولى منصبه قبل خمسة أسابيع، زار أخيراً أيضا القاهرة والتقى بعباس كامل، مدير عام المخابرات العامة المصرية؛ فضلا عن اجتماعه في رام الله برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ويشار إلى أن جهاز "الشاباك" مسؤول بشكل أساسي عن مواجهة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن العلاقات الأمنية مع الأردن تكتسب أهمية استثنائية لحقيقة أن الحدود معه هي الأطول، فضلا عن أنه لا توجد جدران تؤمّن هذه الحدود.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الخلافات الشخصية التي نشبت بين الملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس الحكومة الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو؛ فإن كلا من الأردن وإسرائيل حافظا على علاقات أمنية بين كل الأجهزة الأمنية لدى الجانبين.
وأشارت إلى أن العلاقات الشخصية بين الملك عبد الله ونتنياهو قد تدهورت، لا سيما في أعقاب اضطرار ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله إلى إلغاء زيارة كان يخطط للقيام بها للمسجد الأقصى في مارس/آذار الماضي، بعد خلاف بين تل أبيب وعمّان على عدد حراس الأمير الذين يحق لهم الاحتفاظ بالسلاح أثناء الزيارة؛ ورد الأردن على الخطوة الإسرائيلية بمنع طيارة إماراتية كان من المفترض أن تقل نتنياهو إلى أبوظبي من الهبوط في مطار عمّان.