كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الإثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفّذ، في يوليو/تموز الماضي، عملية برّية في العمق السوري، دمّر خلالها موقعاً لجيش النظام. فيما دعا "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، إلى اعتماد استراتيجية جديدة في التعامل مع الأوضاع في سورية، تقوم على إبعاد رئيس النظام السوري بشار الأسد عن الحكم.
وذكرت الصحيفة أن كلاً من رئيس الوزراء البديل ووزير الأمن بني غانتس ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي صادقوا على تنفيذ العملية البرية في العمق السوري، التي تعد الأولى منذ سنوات، ونفّذها لواء المشاة "جولاني".
ولفتت إلى أن قرار تدمير موقع جيش النظام اتُخذ بزعم أنه دُشّن في المنطقة العازلة للشرق من الحدود وبشكل يتجاوز الاتفاقات، مشيرة إلى أن اتفاق فصل القوات في عام 1974 ينص على تدشين منطقة عازلة على جانبي الحدود، يحظر وجود تواجد عسكري فيها للطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات النظام دشنت في المنطقة العازلة عدة مواقع عسكرية بالقرب من الحدود، ما مثل مصدر تهديد لجنود الاحتلال والمستوطنين في منطقة الجولان المحتلة، مشيرة إلى أن النظام تجاهل طلباً تقدمت به إسرائيل عبر الأمم المتحدة لتفكيك المواقع.
ولفتت إلى أن جيش الاحتلال كان بوسعه تدمير الموقع عبر شن غارة جوية، لكن قيادته قررت تنفيذ عملية اقتحام برّية، بهدف إرسال رسالة إلى النظام مفادها "بأننا قادرون على العمل برياً والمس بأعدائنا"، على حد تعبير الصحيفة.
وعرضت "يسرائيل هيوم" صوراً تظهر تقدم القوة الإسرائيلية في العمق السوري باتجاه موقع جيش النظام.
وفي سياق متصل، أوصى "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، صناع القرار في تل أبيب، بتبني استراتيجية جديدة في التعاطي مع الأوضاع في سورية، تقوم على إبعاد الأسد عن الحكم.
وفي تقرير أعده مدير المركز الجنرال أودي ديكل والباحثة كرميت فلنسي، يتضح أن ثلاثة من الافتراضات التي حكمت التعاطي الإسرائيلي مع الأوضاع في سورية ثبت عدم صحتها، وهي، أولاً: العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل في العمق السوري يمكن أن تعيق تمركز إيران هناك. ثانياً: يمكن الاعتماد على دور روسيا في طرد الإيرانيين والجماعات التابعة لهم وتقليص دور طهران. ثالثاً: من الأفضل لإسرائيل وجود حكم مركزي في سورية حتى بقيادة الأسد على الفوضى.
ودعا ديكل وفلنسي إلى تبنّي إسرائيل تحركا دبلوماسيا وسياسيا يهدف إلى إزاحة الأسد عن الحكم، على اعتبار أن وجوده يمنح بيئة سياسية تسمح بمواصلة إيران تمركزها؛ حيث أوصى الباحثان الإسرائيليان بتقديم إسرائيل مبادرة تقوم على مقايضة إعادة إعمار سورية بتمويل دولي وخليجي بتخلي الأسد عن الحكم.
ورأى المركز وجوب أن تتحمل إسرائيل المخاطر عبر تكثيف تدخّلها العسكري والمدني في سورية، لمنع إيران من السيطرة على هذا البلد، عبر التركيز على ثلاث مناطق رئيسة، وهي الجنوب السوري، ومنطقة الحدود العراقية السورية، والحدود اللبنانية السورية.
وحسب المركز، فإن التدخل المباشر في جنوب سورية يكتسب أهمية لإسرائيل، لأنه يحول دون تمكين إيران من تكريس وقائع على الأرض تهدد الحدود.
وحث الباحثان على أن يتم تصميم الجهد الحربي الإسرائيلي في المنطقة، بحيث يستهدف أيضاً قوات "حزب الله" في المنطقة؛ إلى جانب محاولة بناء شبكة علاقات مع الأهالي في المنطقة عبر تقديم المساعدات الإنسانية لهم.
في حين لفت التقرير إلى أن تكثيف العمليات الإسرائيلية في منطقة الحدود العراقية السورية يكتسب أهمية كبيرة، لا سيما أن الولايات المتحدة قد تخلي قواتها من العراق، مما يعزز من قدرة إيران في السيطرة على الحدود وتدشين جسر بري يصل إيران بسورية ولبنان.
ويرى المركز في السياق أن إسرائيل مطالبة ببناء شبكة علاقات وتعاون مع الأكراد في سورية وتقديم دعم عسكري واقتصادي لهم.
كما اعتبر المركز أن السماح بسيطرة "حزب الله" على منطقة الحدود السورية اللبنانية يعد "نقطة ضعف استراتيجي" لتل أبيب، لأنه سمح للحزب بتعزيز قدراته العسكرية عبر عمليات التهريب.
وحث على تكثيف العمليات العسكرية من جهة، ومن جهة ثانية محاولة ربط تقديم المساعدات الاقتصادية للبنان بانسحاب الحزب من منطقة الحدود.