أطلق عناصر تابعون لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، اليوم الجمعة، النار على متظاهرين رافضين لسياستها في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، ومطالبين بمحاسبة العناصر الذين أطلقوا النار على امرأة قرب بلدة أطمة القريبة من الحدود مع تركيا.
وقال الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، إن مئات المدنيين تظاهروا في مخيمات بلدتي أطمة ودير حسان شمالي إدلب تحت اسم "جمعة فاطمة الحميد" التي أصيبت بنيران عناصر "تحرير الشام" أمس الخميس، أثناء نقلها محروقات من منطقة عفرين بريف حلب إلى إدلب بهدف بيعها وإعالة أطفالها.
أبناء الثورة في مخيمات #أطمة pic.twitter.com/WhZKEiYlNS
— ابن قاسيون (@ibnqasuoon) February 11, 2022
وأوضح المصطفى أن المتظاهرين تجمّعوا قرب مخيمي "عطاء" في منطقة أطمة و"البركة" بمنطقة دير حسان، ورفعوا لافتات ضد سياسات "هيئة تحرير الشام" في المنطقة، كما طالبوا بمحاكمة العناصر الذين أطلقوا النار على فاطمة الحميد، ومحاسبتهم أمام الجميع.
مئات المدنيين تظاهروا في مخيمات بلدتي أطمة ودير حسان شمالي إدلب تحت اسم "جمعة فاطمة الحميد"، التي أصيبت بنيران عناصر "تحرير الشام" أثناء نقلها محروقات
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط الهيئة وقائدها أبو محمد الجولاني، وتوجيه البنادق إلى قوات النظام والمليشيات الموالية له التي تقصف المناطق السكنية بشكل مستمر وتوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وأكّد الناشط محمد المصطفى أن عناصر جهاز "الأمن العام" التابع للهيئة أطلقوا الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى حدوث حالة من الغضب والاحتقان بين السكان.
شبيحة الجولاني يطلقون النار فوق رؤوس المدنيين في المظاهرات التي خرجت ضد هيئة التحالف الدولي بقيادة الجولاني #مخيمات_أطمة pic.twitter.com/sFTjzXrKuB
— Om Heba🌺 (@Freundlichkeitt) February 11, 2022
ويوم أمس الخميس، أصيبت امرأة نازحة بجراح بالغة إثر استهدافها برصاص عناصر "تحرير الشام" بالقرب من معبر دير بلوط شمالي محافظة إدلب، أثناء نقلها لمادة المازوت من منطقة عفرين التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني المعارض" إلى إدلب، التي تُسيطر عليها "تحرير الشام"، إذ إن الهيئة تعتبر نقل المحروقات من مناطق "الجيش الوطني" إلى إدلب "أمراً غير شرعي وغير قانوني، وتهريباً".
وإثر ذلك، هاجم أهالي المخيم القريب من المعبر حاجزاً أمنياً ومعبر دير بلوط الذي تُسيطر عليه الهيئة، وأحرقوا عدة "كرفانات" وخياما تتمركز فيها عناصر أمنية لـ"تحرير الشام"، الأمر الذي دفع جهاز أمن الهيئة إلى إرسال تعزيزات أمنية مزودة بعربات مصفحة إلى المنطقة بُغية اقتحام المخيمات، حيث اعتقلت عددا من المدنيين، بينهم ناشط إعلامي كان يغطي الحدث، بالإضافة إلى إصابة طفل برصاص عناصر الهيئة أثناء عملية اقتحام المخيمات.
ووثّق فريق "توثيق انتهاكات جبهة النصرة" أكثر من انتهاك لعناصر "هيئة تحرير الشام" على الحواجز الحدودية بحق مدنيين يعملون على نقل المحروقات بين المنطقتين، مؤكداً أن الهيئة اعتقلت خمسة أطفال بتهمة تهريب المحروقات، كما احتجزت الهيئة، في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، قرابة 250 سيارة مدنية على حاجز دير بلوط بتهمة تهريب المحروقات.
تركيا تعلن قتل 33 عنصراً كردياً شمالي سورية
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، قتل 33 مقاتلاً من القوات الكردية الموجودة شمالي سورية، ما يرفع عدد المقاتلين الذين أعلنت تركيا تحييدهم خلال الأسبوع الجاري إلى 57.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أنها ردّت على إطلاق نار من قبل مسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي" (بي ي دي) وحزب "العمال الكردستاني" (بي كي كي) استهدف معبر "قزلتبة" في منطقة ماردين على الحدود السورية - التركية، و"حيّدت" 33 مقاتلاً.
وتطلق وزارة الدفاع التركية على جميع عملياتها التي تستهدف المقاتلين الأكراد شمالي سورية مصطلح "تحييد"، ولا تحدّد عادة عدد القتلى أو الجرحى خلال تلك العمليات.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت "تحييد" 14 مقاتلاً شمالي سورية، قالت إنهم حاولوا دخول الأراضي التركية، كان أحدهم قيادياً في تلك القوات، بحسب بيان الوزارة.
والخميس، أعلنت أن قوات "الكوماندوس" شنّت منذ مطلع العام الجاري 102 عملية هجوم واشتباك داخل الأراضي السوري، و"حيّدت" خلالها 272 مقاتلاً.
وتأتي هذه العمليات في إطار الاشتباكات التي تشهدها المناطق الحدودية الممتدة من محافظة حلب غرباً، مروراً بمحافظة الرقة فمحافظة الحسكة أقصى الشرق، وهي الأماكن التي تنتشر فيها قوات من الجيش الوطني السوري المعارض الموالي لتركيا، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد).