ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم السبت، أن الأداء الدعائي لكل من الحكومة والجيش الإسرائيلي يدلل على أن تل أبيب تعكف على بناء رواية تقوم على تضخيم الإنجازات في الحرب على غزة من أجل تبرير وقفها.
ولاحظ المعلّق العسكري للصحيفة، عاموس هارئيل، في تقرير نشر، اليوم، أن التكتيك الدعائي الذي يعكف عليه كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي يقوم على تصوير مزاعمهما بتوجيه ضربة قوية لمنظومة الأنفاق التابعة لحركة "حماس"، على أساس أنها "الصورة النصر" التي تبرر إنهاء الحرب.
وأشار هارئيل إلى أن كلاً من نتنياهو وكوخافي يستعينان بخدمات معلقين إسرائيليين يعكفون من خلال مشاركاتهم في برامج الموجات المفتوحة والبرامج الحوارية على تضخيم الإنجاز المتمثل في ضرب منظومة الأنفاق التابعة للحركة.
وسخر هارئيل من ميل زملائه المعلقين العسكريين الذين تجندوا لخدمة الأهداف الدعائية للجيش والحكومة عبر "نسج الحكايات التي تقدم في ثوب من الغطرسة غير المبررة".
وحسب هارئيل، فإن التكتيك الدعائي للحكومة والجيش في إسرائيل يستهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، وإقناعه بأنه تم تحقيق إنجازات تبرر وقف الحرب، وللتأثير على "حماس" ودفعها إلى التحمس لوقف إطلاق النار.
وحذّر هارئيل من أنه على الرغم من حرص إسرائيل على التمهيد لوقف إطلاق النار، فإن مواصلة العمليات العسكرية يمكن أن تسفر عن نتائج تعقد الأمور، وقد تدفع إلى انفجار جبهات أخرى.
وأشار المعلق الإسرائيلي إلى دور الحرب على غزة في تسخين الجبهات الأخرى، لا سيما في الضفة الغربية والقدس، وعلى الحدود الأردنية، والحدود السورية التي أطلقت منها ثلاث قذائف صاروخية، والحدود اللبنانية، التي شهدت تظاهرات تضامنية مع غزة، قتل على إثرها مواطن لبناني بعد أن تجاوز الحدود.
من جهته، وجّه الناقد الإعلامي الإسرائيلي جيفا كراوز انتقادات حادة إلى طابع تغطية الإعلام الإسرائيلي لنتائج الحرب على غزة، وحرصها على ترديد دعاية الجيش والحكومة عبر إبراز "إنجازات" إسرائيل فيها.
وعلى حسابه على تويتر، كتب كراوز، أن الإعلام ينفذ "عملية تضليل واسعة للجمهور تهدف إلى إقناعه بأن تدمير عدد من الأنفاق وقتل عدد من مقاتلي (حماس) عملية تشبه اقتحام نورماندي، هذا إنجاز تكتيكي على أقصى تقدير، على المستوى الإستراتيجي حماس ألحقت بنا هزيمة إستراتيجية، فقد نجحت في تصفية السلطة الفلسطينية وربطت فلسطينيي الداخل بالنضال الفلسطيني من أجل تدمير إسرائيل".
بدوره، كتب الصحافي يادين دوديا على حسابه على "تويتر"، أن المراسلين العسكريين في إسرائيل يسارعون إلى ترديد دعاية الجيش والحكومة، على الرغم من أنهم يعرفون أنها مضللة.
في السياق، هاجم بعض الصحافيين الإسرائيليين، الذين لا يتبنون رواية مؤسسات الحكم، جيش الاحتلال محملين إياه مسؤولية قتل عشرات الأطفال في الحرب على القطاع وعدم مبالاته بذلك.
وعلى حسابه على "تويتر"، كتب الصحافي نير جوتناك، ملمحاً إلى أن جيش الاحتلال يتعمد قتل الأطفال الفلسطينيين، قائلاً: "لا تملك حماس صواريخ ذات دقة إصابة عالية، ومع ذلك لم يقتل نتاج صواريخها إلا طفل إسرائيلي واحد، بينما صواريخ إسرائيل التي تمتاز بدقة الإصابة العالية جداً قتلت 31 طفلا فلسطينيا".
أما الصحافية عميرة هاس فقد كتبت في "هآرتس"، تقريراً، اتهمت فيه الجيش بعدم المبالاة بقتل الأطفال خلال عمليات القصف التي تستهدف غزة.
وفي تقرير نشرته، الصحيفة اليوم، قالت هاس: "الجيش الإسرائيلي الذي لديه القدرة على تحديد أسماء وصور قيادات حماس الذين يقوم باغتيالهم لا يعرف أن المناطق التي تقصف تضم أطفالاً". واستهجنت هاس أن يتعامل جيش الاحتلال مع حصيلة القتلى من الأطفال والمدنيين الفلسطينيين على أساس أنه مجرد "ضرر جانبي" لعمليات القصف.