أكد تقرير للمحلل العسكري في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، أن أزمة تسود العلاقات المصرية - الإسرائيلية على خلفية العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مشيراً إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالب دولة الاحتلال الإسرائيلي "بخفض" حملات الاعتقال والمداهمات التي يشنها جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
ووفقاً للتقرير، فإن الأزمة بين الطرفين، التي تجري إدارتها بعيداً عن وسائل الإعلام، ألحقت حتى الآن ضرراً بالتنسيق الأمني بين الدولتين، والذي كان شهد تحسناً كبيراً على مدار العقد الأخير، منذ الانقلاب الذي قاده السيسي على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.
وفي التفاصيل، أشار التقرير إلى أن الخلاف بين الطرفين جاء على شكل وشروط إنهاء العدوان الأخير الذي أطلقه الاحتلال قبل أسبوعين على غزة، ودام ثلاثة أيام، ارتقى خلاله 44 شهيداً فلسطينياً، علماً بأن مصر، بحسب التقرير، كانت "الوسيط بين إسرائيل من جهة، و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" من جهة ثانية، وتوصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، إلا أنه يبدو أن إسرائيل داست على القدم المصرية"، وفق التعبير الذي استخدمته الصحيفة.
ووفقاً للصحيفة، فإن سبب الأزمة على ما يبدو، أن رئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد أغفل في بيان عمّمه ديوانه بعد اتصال بالرئيس السيسي، بعد إبراز شكره لمصر وله، أي إشارة إلى مطالبة السيسي بكبح جماح جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وخفض عمليات الاعتقالات والمداهمات التي يقوم بها، لتفادي اشتعال المواجهات والتصعيد العسكري مع "الجهاد الإسلامي" مجدداً. إلا أنه اتضح أنه بينما كان لبيد يجري اتصال "الشكر" الهاتفي مع الرئيس السيسي، كانت عناصر الشاباك والجيش تضع اللمسات الأخيرة على عملية اغتيال الشهيد إبراهيم النابلسي في قلب نابلس، الأمر الذي أثار غضباً وأوجد حالة غليان في الطرف المصري الذي كان يتوقع أن يقوم لبيد بعد الاتصال بإصدار أوامره للجيش بوقف حملات الاعتقالات والاغتيالات في الضفة الغربية. وفسّر الجانب المصري جريمة اغتيال إبراهيم النابلسي بأنها بمثابة "وضع الأصبع في العين المصرية"، بحسب ما تقول الصحيفة.
إلى ذلك، أثارت جريمة اغتيال قائد اللواء الجنوبي في سرايا القدس، الجناح العسكري لـ"الجهاد الإسلامي" خالد منصور، غضباً مصرياً إضافياً، بعد أن تمّت العملية بينما كان المصريون يحثون "الجهاد" على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال هرئيل في تقريره إن هذه الأحداث وتراكم الغضب المصري، ألحقا أضراراً بالتنسيق الأمني والعسكري بين مصر وإسرائيل، الذي تعاظم في العقد الأخير.