"قسد" تعزز خطوط التماس وتعزيزات للنظام لمواجهة تركيا في الشمال

18 أكتوبر 2021
تتزامن تعزيزات النظام مع استمرار عمليات خرق وقف إطلاق النار (Getty)
+ الخط -

نقلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، تعزيزات عسكرية إلى ريف الرقة عند خطوط التماس مع مناطق النفوذ التركي، بعيد استقدام النظام السوري تعزيزات إلى ريف حلب بهدف مواجهة أي محاولة تقدم جديدة من الجيش التركي، وفق ما زعمته صحيفة "الوطن" التابعة للنظام.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات "قسد" نقلت، فجر اليوم الإثنين، تعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط التماس مع منطقة النفوذ التركي، شمال غربي محافظة الرقة، مشيرة إلى أن التعزيزات انتشرت في محاور عين عيسى ومنطقة الأرتوازية قرب الطريق الدولي حلب - الحسكة.

وتزامناً مع عملية التعزيز، تستمر "قسد" بحفر الأنفاق وتشييد الخنادق والسواتر الترابية والدشم في خطوط التماس وخطوط الدفاع الأمامية والخلفية، وخصوصاً على محاور عين عيسى ومحاور الطريق الواصل بين عين عيسى ومدينة الرقة. وتأتي تلك التعزيزات بالتزامن مع استمرار حملات التجنيد الإجباري في جميع المناطق الخاضعة لـ"قسد".

وبحسب المصادر، شنّت "قسد"، الليلة الماضية، حملة مداهمات واعتقالات في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإجباري، ومطلوبين بتهم التعامل مع "داعش" والمعارضة السورية. وبحسب المصادر، فقد اعتدى عناصر "قسد" على بعض الأطفال بالضرب والشتائم.

وتتوقع "قسد" وقوع عملية عسكرية تركية ضدها في شمالي سورية، خصوصاً مع ارتفاع حدة التصريحات الإعلامية من السلطات التركية، ووقوع هجمات من مناطق "قسد" على الجيش التركي في سورية وعلى الأراضي التركية.

من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري إن الأخير واصل حشد قواته في ريفي حلب الشمالي والغربي ورفع من جهوزيته استعداداً لردع أي "مغامرة" قد يقدم عليها الجيش التركي بمؤازرة فصائل المعارضة المسلحة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر ميداني في ريف حلب الشمالي قوله: "إن الجيش العربي السوري استقدم تعزيزات نوعية خلال اليومين الماضيين إلى شمال حلب، وبشكل خاص إلى بلدة تل رفعت، التي تقع بالقرب من خطوط التماس مع مليشيات ما يُسمّى "الجيش الوطني"، التي شكلها النظام التركي في المناطق التي يحتلها في شمال وشمال شرقي حلب".

وأضاف المصدر، وفق الصحيفة، أن تعزيزات عسكرية للنظام تمركزت في مطار منغ العسكري، للانتشار في مناطق خطوط التماس المقابلة للمناطق التي يسيطر عليها الجيش التركي وفصائل المعارضة في أعزاز وعفرين، تحسباً لشن أي عمل عسكري.

وكان أردوغان قد صرح قبل أيام بأن صبر بلاده قد نفد تجاه ما تقوم به مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد"، وهي مصنفة ضمن المنظمات الإرهابية من قبل تركيا، وتعدّها تركيا الجناح السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي ينشط في تركيا والعراق.

وتتزامن التعزيزات من النظام مع استمرار عمليات خرق وقف إطلاق النار في منطقة جبل الزاوية وريف حلب الغربي، شمال غربي البلاد، حيث الانتشار الكثيف لنقاط الجيش التركي.

وكان الجيش التركي قد تعرض لعدة هجمات من قبل مجهولين، وظهر على شبكة الإنترنت فصيل يُسمّي نفسه "سرية أنصار أبي بكر الصديق"، وتبنى مجموعة من الهجمات التي أسفرت عن خسائر بشرية.

تسوية درعا: النظام يمشط الكرك ومفاوضات حول الحراك وعلما

إلى ذلك، بدأت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، بعملية تمشيط في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي، جنوبي البلاد، تزامناً مع استمرار عمليات التسوية في المنطقة، بينما وصلت مفاوضات التسوية إلى بلدتي الحراك وعلما.

وقال الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري بدأت، اليوم، بعمليات التمشيط في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي برعاية روسية، بناء على اتفاق التسوية مع وجهاء البلدة، على غرار بقية المناطق التي خضعت للتسوية، مشيراً إلى أن قوات النظام واصلت عمليات التسوية في بقية المناطق.

وكانت قوات النظام قد بدأت، أول من أمس، بعملية التسوية في الكرك لمسلحين ومطلوبين ومنشقين عن قوات النظام من أبناء البلدة، وجرى خلال عملية التسوية استلام الأسلحة الموجودة، وهي 14 بندقية فقط، وفق اشتراط النظام.

من جانبها، قالت وكالة أنباء النظام "سانا"، إن قوات الأخير قامت اليوم بتمشيط الكرك ومحيطها بالريف الشرقي تنفيذاً لاتفاق التسوية، تمهيداً لعودة الجهات الخدمية لممارسة عملها في تقديم خدماتها للمواطنين.

وبحسب الوكالة، فقد عززت وحدات من قوات النظام خلال الأسابيع الماضية، مواقعها في العديد من مدن وبلدات وقرى ريف درعا التي تمت فيها عمليات تسوية شملت أعداداً كبيرة من المطلوبين، وفقاً للاتفاق الذي طرحه النظام في شهر أغسطس/آب الماضي، وبدأ العمل به انطلاقاً من حي درعا البلد.

وكانت قوات النظام قد واصلت، أمس، عمليات التسوية في بلدات وقرى الجيزة والغارية الشرقية والغارية الغربية وخربة غزالة والكتيبة والسهوة والمسيفرة.

وكانت عمليات التسوية قد بدأت في السادس من سبتمبر/أيلول الماضي بعد نجاح النظام في فرض شروطه على منطقة درعا البلد في مدينة درعا، مهد الثورة السورية ضد النظام، واستمرت عمليات التسوية في ريف درعا الغربي قبل وصولها إلى ريفها الشرقي الخاضع لتسوية عام 2018.

ودخلت التسوية في ريف درعا الشرقي كلاً من بلدات وقرى "نصيب، أم المياذن، النعيمة، المسيفرة، الطيبة، صيدا، الكرك الشرقي، السهوة، الغارية الشرقية، الغارية الغربية، خربة غزالة، نامر، المسابقات، الجيزة"، وبقيت 17 مدينة وبلدة وقرية، من أهمها "بصرى الشام، الحراك"، أكبر معاقل "اللواء الثامن" في درعا.

وفي الشأن نفسه، ذكرت مصادر محلية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن مفاوضات تجري حالياً بين وجهاء من درعا واللجنة الأمنية التابعة للنظام، على دخول بلدتي الحراك وعالمة في عمليات التسوية التي تجري بالوقت الحالي في مناطق سيطرة "اللواء الثامن" بريف درعا الشرقي.

وأوضحت المصادر المطلعة أن بلدات ومدن وقرى المنطقة تسير كلها في خط قبول شروط النظام والرضوخ لاتفاقيات التسوية، بهدف تجنب الأعمال العسكرية، ويأتي دور البلدتين بعد إنجاز النظام لعمليات التسوية في خربة غزالة وقريتي الغارية الشرقية والغارية الغربية.

ويشترط النظام على كل بلدة تسليم عدد محدّد من الأسلحة الفردية، تزامناً مع إجراء عمليات التسوية للأفراد، وفي حال عدم تسليم السلاح، يفرض تعويضاً مالياً، ويهدّد بعمليات عسكرية في حال عدم الامتثال لشروطه.

المساهمون