"قسد" ترضخ لمطالب أهالي منبج وتوقف حملة التجنيد الإجباري والأسد يوفد مدير مخابراته إلى السويداء

02 يونيو 2021
يسود المنطقة استياء شعبي متصاعد من سياسات "قسد" (تويتر)
+ الخط -

أعلنت الإدارة المدنية والعسكرية التابعة لـ"قسد" في مدينة منبج بريف حلب، شمالي سورية، قبولها مطالب أهالي مدينة منبج بإيقاف حملة التجنيد الإجباري في المنطقة، والتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن مواجهة المظاهرات بالنار والتسبب في مقتل مدنيين، فيما عقد مدير المخابرات العامة التابعة للنظام السوري اللواء حسام لوقا اجتماعا مع عدد من وجهاء وعشائر المحافظة، بتوجيه من رئيس النظام السوري بشار الأسد، لإعادة الأمن إلى محافظة السويداء. 

وقالت الإدارة المدنية والعسكرية في بيان لها، اليوم الأربعاء، إنها قررت إيقاف حملة التجنيد الإجباري في مدينة منبج وريفها، وإحالتها للدراسة والنقاش، وذلك بعد التشاور والتفاوض مع الوجهاء من أهالي المنطقة.

وأضافت الإدارة في بيانها أنه نزولاً عند مطالب الأهالي سوف يجري تشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة المتورطين بإطلاق النار على المحتجين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة.

وأدت مواجهة المظاهرات خلال اليومين الماضيين إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة عشرة آخرين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، ومن بينهم طفلة مصابة بجروح خطرة.

وكانت مصادر "العربي الجديد" قد قالت، صباح اليوم، إن الاجتماعات ستستمر بين وجهاء من منبج والقرى المحيطة بها وإدارة "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد"، من أجل الوصول إلى اتفاق ينهي حال التوتر في المنطقة.

ويسود المنطقة استياء شعبي متصاعد من سياسات "قسد"، وخاصة أن المنطقة تقطنها غالبية عربية، فيما تتحكم مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية بمفاصل القرار في "قسد" والإدارات المدنية التابعة لها، ويرفض الأهالي تلك السياسات، وعلى رأسها التجنيد الإجباري.

إلى ذلك، أصيب شخص بجروح خطرة جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة جرابلس الخاضعة لـ"الجيش الوطني السوري" بريف حلب الشمالي الشرقي والواقعة شمال منبج.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن سيارة مفخخة بعبوة ناسفة انفجرت بالقرب من سوق الهال، وسط مدينة جرابلس، وأدت لإصابة شخص بجروح خطيرة وتسببت بأضرار مادية في المكان.

وتعرضت المدينة سابقاً للعديد من الهجمات المشابهة التي أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين وعناصر المعارضة السورية المسلحة.

الأسد يوفد مدير مخابراته إلى السويداء

كشفت مصادر إعلامية في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل اجتماع عقده مدير المخابرات العامة التابعة للنظام السوري اللواء حسام لوقا مع عدد من وجهاء وعشائر المحافظة بتوجيه من رئيس النظام السوري بشار الأسد لإعادة الأمن إلى المحافظة.

ونقلت شبكة "السويداء 24" عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أن مدير إدارة المخابرات العامة حسام لوقا اجتمع بعد إيفاده مع عدد من مشايخ ووجهاء محافظة السويداء قبل أسبوع، واستمع لاقتراحاتهم عن حلول لضبط الأمن وإعادة الاستقرار إلى المحافظة.

وأشارت إلى أن مدير المخابرات العامة تم تكليفه بإجراء دراسة للملف الأمني في السويداء، واقتراح حلول للمشاكل الأمنية التي تعيشها المحافظة.

وأعقب زيارة لوقا وصول 13 وزيراً من حكومة النظام السوري قبل الانتخابات الرئاسية التي عقدت في 26 مايو/أيار الماضي، والتي قدم فيها رئيس وزراء النظام السوري حسين عرنوس وعوداً لأهالي المحافظة بتحسين الوضع الخدمي والمعيشي وتخصيص منحة مالية لها.

وأفادت المصادر بأن موفد رئيس النظام اجتمع خلال زيارته مع مشايخ عقل الطائفة الدرزية وعدد من وجهاء المحافظة والزعامات التقليدية وقادة بعض الفصائل المحسوبة على السلطة، في فرع "أمن الدولة"، وأبلغهم بأنه يرغب بالاستماع لاقتراحاتهم حول الحلول التي يرونها مناسبة لضبط الوضع الأمني في المحافظة.

وبحسب المصادر، فإنه تم تقديم عدد من المقترحات لرئيس جهاز المخابرات العامة، منها تحييد الملف عن شعبة "المخابرات العسكرية"، التي يترأسها اللواء كفاح الملحم، المكلف بالملف الأمني في السويداء منذ 2018، وإجراء تسوية شاملة لجميع المطلوبين، عدا المتورطين بالدماء، أو تقديم تسهيلات إدارية كتأجيل لمدة سنة لجميع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، والعمل على تحسين الواقع الاقتصادي قبل البدء بأي عملية أمنية.

وتشهد السويداء منذ عدة سنوات حالة من الانفلات الأمني وعمليات الخطف والجرائم والسرقات بشكل كبير، وسط عجز النظام السوري عن حل هذا الملف، فيما يوجه البعض اتهامات لمخابرات النظام في المحافظة بأنها تدعم عصابات الخطف والسرقة.

ويشغل اللواء لوقا، بالإضافة لوظيفة مدير المخابرات العامة، منصب رئيس اللجنة الأمنية لمحافظة درعا المجاورة للسويداء منذ عام 2019، والتي تشهد هي الأخرى اغتيالات يومية.

وفي السياق، أكد الكاتب نورس عزيز، وهو أحد أبناء محافظة السويداء، في حديث مع "العربي الجديد"، صحة هذه المعلومات، وأشار إلى أن "هذه الزيارة، وفق ما رشح من معلومات، تؤشر لتوجه حقيقي من قبل بشار الأسد بعد الانتخابات لحل الملف الأمني في السويداء".

وأوضح عزيز أن "السويداء تعتبر منذ سنوات خاصرة رخوة للنظام ووضعها غير مستقر، وسط انتشار كبير للعصابات المتعاونة مع الأمن العسكري، ما ساهم بزيادة الاحتقان ضد الأسد خلال الفترة الأخيرة".

وحول مصير آلاف الشبان المتخلفين عن الخدمة في صفوف قوات النظام والاقتراحات التي قدمت بهذا الشأن، قال عزيز إن هناك فرصاً لمنح جميع المطلوبين تأجيلا لمدة عام وكف الملاحقة الأمنية عنهم بانتظار ما ستؤول إليه أوضاع المحافظة خلال هذه الفترة.

واعتبر الكاتب أن محاولة النظام تحسين الوضع الأمني في المحافظة بعد الانتخابات "جدية"، وبرر ذلك بأن "بشار الأسد يريد على ما يبدو في ولايته الجديدة مزيدا من الاستقرار في مختلف المناطق".

المساهمون