قال نائب قائد قوات "طالبان" مالي خان زدران، إن بلاده لا تريد الحرب مع باكستان وهي على استعداد لحل جميع القضايا معها عبر الحوار، إلا أنه أكد أن قوات "طالبان" في الوقت نفسه على أهبة كاملة للدفاع عن أراضيها.
وأكدت الحكومة المحلية في ولاية خوست، في بيان، أن نائب قائد قوات "طالبان" مالي خان زدران قد زار، اليوم، القرى التي قصفتها الطائرات الباكستانية في الولاية برفقة مسؤولين محليين، حيث تفقّد أحوال الجرحى وأسر الضحايا، ووزع عليها مبالغ مالية قدرها حوالي 250 دولارا لعائلات الضحايا، عدا عن توزيع مساعدات غذائية.
وقال المسؤول في خطاب له، إن "كل من استُهدف من قبل الطائرات الباكستانية هم لاجئون باكستانيون وأبرياء لا ذنب لهم، بينهم أطفال ونساء"، مؤكدًا أن قوات "طالبان" على أهبة كاملة للدفاع عن أراضيها، داعيًا باكستان إلى تجنب انتهاك الأراضي الأفغانية في المستقبل.
يأتي ذلك في وقت قال فيه الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في تصريح صحافي، إن حكومة "طالبان" أبلغت السفير الباكستاني، منصور أحمد خان، بضرورة عدم تكرار ما حصل في ولاية خوست من قصف باكستاني، مهددًا بالرد بقوة في حال تكرر الحادث.
وأضاف مجاهد، في حديث مع "بي بي سي" البشتوية، قائلا إن "باكستان تعرف جيدا أن من قتل أو أصيب في غارات الطائرات الباكستانية كلهم أبرياء، بينهم نساء وأطفال"، مؤكدًا أن حكومة "طالبان" لا تريد الحرب مع أي دولة وتريد حل القضية من خلال القنوات الدبلوماسية.
وتابع "استطعنا أن نهزم أميركا و(الناتو) بعد الاعتداء على أراضينا، فما بال باكستان، ولكن الخيار الأول هو حل القضية عبر الحوار، إذ لا نريد الحرب مع أحد".
وحول "طالبان" الباكستانية، قال مجاهد إن باكستان لم تقدم أي دليل على عبور المسلحين الأراضي الأفغانية واستهدافهم للقوات الباكستانية.
وأضاف إذا "كانت القوات الباكستانية التي لديها كل الإمكانيات قد عجزت عن التصدي لمسلحي (طالبان) الباكستانية، فلا يمكن لقواتنا أن تفعل شيئًا في القضية بسبب هشاشة الإمكانيات"، موضحا أن الحدود الأفغانية الباكستانية حدود طويلة ومناطق وعرة بالتالي، فإن العمل فيها ضد المسلحين أمر صعب.
إلى ذلك، تتواصل ردود الأفعال الشعبية إزاء القصف الباكستاني، حيث سيرت مظاهرات كبيرة في ولاية ننغرهار شرقي البلاد وبالقرب من الحدود الباكستانية، تنديدًا بقصف الطائرات الباكستانية للمناطق الأفغانية.
وكانت الطائرات الباكستانية قد قصفت مناطق في ولاية خوست في الجنوب وكنر في الشرق، ما أدى إلى مقتل 44 شخصا، كلهم لاجئون باكستانيون كانوا قد هربوا من مقاطعة وزيرستان الباكستانية إلى أفغانستان قبل سنوات، وفق ما قاله الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد.
وكانت الخارجية الباكستانية قد أكدت، أمس الأحد، في بيان، أن الهجمات على القوات الباكستانية من الجانب الأفغاني متواصلة، وأنها تطلب من حكومة "طالبان" تأمين المناطق الحدودية.