أكد أحمد مسعود، زعيم "جبهة المقاومة" في بانشير، شمالي أفغانستان، في تسجيل صوتي له نشر اليوم الاثنين، أن المقاومة في وجه حركة "طالبان" مستمرة وستتواصل، داعيا الشعب الأفغاني بكل أطيافه لـ"النهوض في وجهها"، بينما أعلنت "طالبان" إنهاء الحرب في أفغانستان بعد السيطرة على بانشير، موضحة أن "الإعلان عن الحكومة القادمة سيكون قريبا".
وقال مسعود إن قوات أجنبية تقاتل إلى جانب "طالبان" ضد "جبهة المقاومة" في وادي بانشير، مضيفا أن المقاومة مستمرة، وأنه يقف إلى جانبها، داعيا جميع أطياف الشعب الأفغاني إلى الوقوف في وجه "طالبان"، وأن "الجبهة" ستقف إلى جانب الشعب.
وأشار إلى المظاهرات النسوية في كابول وهرات ضد "طالبان"، مضيفا أن الحرب ضد الحركة "موجودة في كل من بانشير ومنطقة أندراب الواقعة بين وادي بانشير وإقليم بغلان"، على حد قوله. كما خاطب مسلحي "جبهة بانشير" من الإثنية الطاجكية بقوله: "قاتلتم إلى جانب "طالبان" بحجة مقاومة الاحتلال الأميركي، لكن آن الأوان أن تقفوا إلى جانب شعبكم، والمقاومة تستقبلكم وترحب بانضمامكم إليها".
وأكد مسعود أنه ما زال في أفغانستان و"إلى جانب الشعب والمقاومة"، معربا عن "حزنه الشديد" لمقتل المدنيين وقادة في المقاومة (لم يسمهم)، مشيرا إلى أن من بينهم أفراد من عائلته.
وكانت "طالبان" قد أعلنت، أمس الأحد، مقتل القيادي في "جبهة المقاومة"، الجنرال عبد الودود، وهو من أفراد عائلة مسعود، بالإضافة إلى مقتل الناطق باسم "الجبهة"، محمد فهيم دشتي، وهو ما أكده مسعود بالقول إن "الجبهة ستعلن قريبا الناطق باسمها".
وكانت "طالبان" قد أعلنت صباح اليوم السيطرة على جميع مدن بانشير، بما فيها مدينة بازارك، عاصمة الولاية، داعيا سكان بانشير إلى العودة إلى الحياة الطبيعية.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، خلال مؤتمر صحافي في كابول اليوم، إن الترتيبات بشأن تشكيل الحكومة القادمة قد انتهت، وأنه سيعلن عن تشكيلتها قريبا، نافيا الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام المحلية مفادها أن التأخير في الإعلان عن الحكومة سببه الخلافات الداخلية في الحركة.
كما أشار مجاهد إلى أن "طالبان" لن تقبل أي شكل من التدخل في شؤون بلادها، قائلا "أي دولة تساعد أفغانستان مقابل التدخل في شؤونها الداخلية نقول لها توقفي، مساعداتك لا نريدها".
وحول زيارة رئيس الاستخبارات الباكستانية الجنرال فيض حميد السبت الماضي، قال مجاهد إن المسؤول الباكستاني جاء إلى أفغانستان وعقد اجتماعا مع رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان"، الملا برادر أخوندزاده، مؤكدا أن باكستان قلقة حيال الوضع الأمني هناك، وإمكانية دخول مسلحين من أفغانستان إلى باكستان، وهو ما ناقشه حميد مع قادة "طالبان"، بالإضافة إلى مواضيع أخرى.