أعلنت الولايات المتحدة مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في ضربة نفذتها وكالة الاستخبارات الأميركية في كابول السبت الماضي. وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الظواهري كان مختبئاً منذ سنوات، وإن عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل "دقيق ودؤوب" لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات.
وأوضح أنه بمجرد وصول الظواهري إلى المنزل الآمن في كابول، لم يصل إلى علم المسؤولين أنه غادره ورصدوه في شرفته في مناسبات عدة. وفي السطور الآتية يقدّم "العربي الجديد" ما يعرفه عن المنطقة التي استُهدف فيها زعيم تنظيم القاعدة.
منطقة محصّنة أمنياً
استُهدف الظواهري في منطقة شير بور المحصّنة أمنياً قبل وصول "طالبان" إلى سدة الحكم وبعد ذلك، وتقع بجوار منطقة وزير أكبر خان، حيث توجد السفارات الأميركية والإيرانية والأجنبية، فضلاً عن وجود المؤسسات الدولية، ومستشفى عسكري، وقواعد عسكرية مهمة.
وكانت منازل العديد من الوزراء في الحكومة السابقة تقع داخل منطقة شير بور، حيث شُنّت الغارة الأميركية، منها منزل وزير الدفاع في حكومة أشرف غني، الجنرال بسم الله محمدي، علاوة على منزل نائب غني في المرحلة الأولى من حكمه، الجنرال عبد الرشيد دوستم، إضافة إلى وجود منازل أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ.
وكانت الشوارع المؤدية أو المحيطة بمنازل هؤلاء مغلقة بالجدران الإسمنتية، حيث يمنع مرور عامة الناس من تلك الشوارع. لكن بعد سيطرة "طالبان" على كابول منتصف أغسطس/آب الماضي فتحت الداخلية الأفغانية كل تلك الشوارع في وجه المواطنين، وتحولت معظم منازل المسؤولين السابقين إلى دور للضيافة أو مراكز لمسلحيها.
رغم ذلك، بقي المرور إلى تلك المنطقة، سواء كان من جانب منطقة وزير أكبر خان أو منطقة شهر نو، بحاجة إلى تجاوز الحواجز الأمنية الكثيرة والفحص الدقيق من قبل قوات "طالبان".
هجمات عديدة لـ"طالبان" في المنطقة
ونفذت حركة طالبان العديد من الهجمات داخل منطقة شيربور، أكبرها وهي آخرها، الهجوم على دار ضيافة لوزير الدفاع الجنرال بسم الله محمدي في الثالث من شهر أغسطس من العام الماضي، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً. وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2015 استهدفت طالبان بهجوم انتحاري السفارة الإسبانية في المنطقة ذاتها، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم إسبانيان.
يذكر أن الظواهري تولى قيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011 إثر عملية أميركية نفذت في منطقة إيبت أباد في شمال غرب باكستان.
وانتشرت خلال الأعوام الماضية أنباء عن وفاة الرجل، لكن القاعدة نشرت لقطات فيديو للظواهري في سبتمبر 2021، في محاولة واضحة لدحض الشائعات حول وفاته، وذلك في الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.