كشف مقطع فيديو حصلت عليه صحيفة "ذا غارديان" البريطانية تعذيب معتقلين داخل أحد أقسام الشرطة المصرية في القاهرة.
ويظهر الفيديو، الذي التقطه سرّا أحد المعتقلين عبر شق في باب الزنزنة، محتجزين اثنين معلقين في وضعيات مجهدة، نصف عاريين، وأيديهما مغلولة بواسطة مشبك معدني مثبّت خلف ظهريهما.
وقال أحد السجناء في الفيديو: "انظر كيف يعذبوننا وزملاءنا، أخبرونا أن الدور علينا بعد ذلك". ومضى مخاطبًا الرئيس عبد الفتاح السيسي: "سيدي الرئيس، نسأل لماذا الشرطة في قسم شرطة السلام أول الأول تفعل هذا بنا؟".
ومقطع الفيديو هذا هو واحد من اثنين تم تسجيلهما في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي داخل مركز الشرطة الواقع في حي السلام شمالي القاهرة.
وفي المقطع الثاني، يصطف السجناء في زنزانة مكتظة لعرض الإصابات التي لحقت بهم من جراء التعذيب، ومن بينها جروح مفتوحة في الرأس، وكدمات في الصدر والظهر. قال أحدهم: "إنهم يضربوننا بالعصي".
وأكدت الصحيفة أنها استوثقت من صحة مقطع الفيديو من خبير موثوق. كما أن المعتقلين ذكروا بالاسم ضباط شرطة ثبت فعلا وفق التقارير الإخبارية أنهم يعملون في قسم الشرطة المذكور.
وتحفّظت الصحيفة على نشر مقطعي الفيديو، لقسوة المشاهد.
لكن ما ورد فيهما يتطابق مع شهادات معتقلين سابقين، من ضمنها ما وثّقته "هيومن رايتس ووتش"، عام 2017، مشيرة إلى أن أقسام الشرطة تشهد عمليات تعذيب تتراوح بين الصعق بالكهرباء، والوضعيات المجهدة التي يتخللها ضرب بالأيدي والعصي الخشبية والقضبان المعدنية، واصفة تلك القضايا بأنها "جرائم محتملة ضد الإنسانية".
وربطت الصحيفة المقطعين المصوّرين بحادثة قتل خالد سعيد داخل قسم شرطة في الإسكندرية، والتي كانت إحدى مقدّمات الثورة المصرية التي تحلّ ذكراها اليوم. لكن بعد 12 عامًا -تستطرد الصحيفة- ورغم أن دستور عام 2014 يحظر التعذيب، لا تزال المشاهد ذاتها حاضرة في مصر.