"ذا تايمز": بوتين تخلّى عن محادثات السلام مع أوكرانيا ويهدف للاستيلاء على المزيد من الأراضي
ذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، نقلاً عن مصادر في الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخلّى عن محادثات السلام مع أوكرانيا، ويريد السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي، مع إظهار تحليل جديد أن الاقتصاد الروسي يمكن أن يتحمّل الحرب لسنتين أخريين.
ولفتت المصادر، في حديث إلى الصحيفة الإثنين، إلى أن غرق الطراد الروسي "موسكفا" أضرّ بكبرياء روسيا، وأقنع بوتين بالمضي قدماً في غزوه لأوكرانيا، في وقت يحاول ضمان أهداف عسكرية ستعطيه اليد الطولى في المحادثات.
من جهته، قال العضو الرفيع في الوفد الأوكراني المفاوض رستم أوميروف، للصحيفة، إنه لا يزال هناك اتصال مستمرّ بين الجانبين، مشيراً إلى أنه يركز على إنشاء ممرات إنسانية لعمليات الإجلاء من المناطق المحاصرة مثل مصنع آزوف ستال في ماريوبول. وأضاف: "نتابع عملية التفاوض، في المقام الأول من أجل إنقاذ المزيد من أرواح شعبنا"، لافتاً إلى أن أوكرانيا ستستخدم كلّ الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل وقف إراقة الدماء، مشدداً على أن هناك خطوطاً حمراء لن تتجاوزها أوكرانيا أبداً، فهي لن تتخلّى عن شعبها وأراضيها.
“It is not the Russian military’s war, it is not the Russian people’s war, it is Putin’s war. This has happened because a year ago Putin drew a map of Ukraine on a cocktail map and said ‘I want it all, make it happen.’” Putin has given up on peace talks. https://t.co/L0XePkHsRK
— Rob Chandler BFE (@editorchandler) April 26, 2022
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" نقلت بدورها عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الحرب، تأكيدهم أن بوتين يريد الاستيلاء على المزيد من الأراضي لأنه يعتقد أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود. وقال أحد هذه المصادر: "كان هناك أمل للتوصل إلى اتفاق. بوتين كان يتأرجح ذهاباً وإياباً. يحتاج لإيجاد طريقة للخروج من الأمر منتصراً"، في وقت لفت مصدر آخر إلى أن بوتين يصدّق الهراء الذي يسمعه على التلفزيون الروسي، ويريد تحقيق فوز كبير. أمّا المصدر الثالث فأكد أن بوتين لن يوقّع اتفاقاً بعد غرق الطراد موسكفا، لأن الأمر سيبدو مهيناً.
وكشف قائد روسي كبير، الأسبوع الماضي، عن طموحات الكرملين، عندما لمّح إلى أن القوات الروسية يمكن أن تدفع حتى مولدوفا، في إطار خطط بوتين لإخضاع جميع الناطقين باللغة الروسية على طول البحر الأسود، لسيطرة الكرملين.
وفي هذا السياق، قال اللواء رستم مينيكاييف، إن المتحدثين باللغة الروسية في ترانسنيستريا، وهي منطقة انفصالية في مولدوفا، يتعرّضون لـ"الاضطهاد"، وهو التبرير نفسه المستخدم للحرب في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرقي أوكرانيا.
من جهتها، تلفت فريدة روستاموفا، وهي صحافية استقصائية روسية مستقلة، تحدثت مع جهات رفيعة في الكرملين، إلى أن بوتين يعتقد أنه لا يزال يفتقر إلى نصر مهم يمكن أن يقدّمه للجمهور الروسي على أنه "فوز كبير"، مشيرة إلى أن الوضع لم يتغيّر كثيراً في نظر الجمهور في ما يتعلّق بالسيطرة على الأراضي الأوكرانية. وأكدت أن بوتين يحتاج إلى شيء يمكن تقديمه إلى الروس على أنه انتصار.
وإذ أكدت أن اتفاق سلام لا يمكن إلا أن يأتي عبر محادثات مباشرة بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أوضحت أن بوتين يحتاج إلى نصر كبير ليبرّر بطريقة أو بأخرى اجتماعاً كهذا.