صعّدت خلايا تنظيم "داعش" من هجماتها خلال الأسبوع الأخير على حواجز "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ومعسكراتها في محافظة دير الزور، شرقي البلاد، وذلك عقب أسبوعٍ دامٍ شهدته مدينة الحسكة خلال المعارك في سجن الصناعة بحي غويران.
ورصد موقع "الشرقية 24" المحلي تنفيذ عناصر التنظيم ست هجمات خلال أقل من أسبوع على مواقع "قسد" في دير الزور، كان أعنفها الهجوم الذي استهدف مقراً لقوات "قسد" في بلدة شحيل، بريف دير الزور الشرقي، والذي أودى بحياة أربعة عناصر من "قسد"، واغتنام أسلحة من قبل المهاجمين.
كما تعرّض حاجز عسكري لـ"قسد" بين قريتي الجرذي وأبو حردوب بريف دير الزور لهجوم بقذائف "آر بي جي"، تبعته اشتباكات ليلة، أمس الجمعة، بين المهاجمين و"قسد" بالأسلحة الخفيفة، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى بين عناصر الحاجز.
وعلى مدار الأسبوع الفائت، شن عناصر التنظيم هجمات تعرّضت لها عدة حواجز لـ"قسد" في ريف ديرالزور الشرقي، منها حاجز الري في بلدة الصبحة وحاجز الصنور ببلدة أبو حمام، كما قُتل عنصران من "قسد" وأُصيب آخرون بهجوم استهدف دوريتهم على طريق الخرافي بين الحسكة وديرالزور.
وأكدت المصادر أن "قسد"، عقب هذه الهجمات، بدأت بإعادة نشر العديد من حواجزها في بلدات الصبحة وذيبان والشحيل والشعفة وغيرها، وسط تحركات شهدتها المنطقة لقوات التحالف الدولي، التي سيّرت عدة أرتال في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال الناشط الإعلامي في دير الزور صياح أبو وليد، لمراسل "العربي الجديد"، إن "قسد" كثّفت بعد هجوم سجن الصناعة بالحسكة من حملات المداهمات والاعتقالات في دير الزور، وعزلت بعض القرى واعتقلت عشرات الشبان في محاولة لإيقاف هذه الهجمات.
وأضاف أن توجيه "داعش" هجماته ضد "قسد" وتركيزه عليها ربما يعتبران انتقاماً من أحداث سجن الصناعة وما حدث فيه من اشتباكات عنيفة، وتوقع في الوقت ذاته أن يتواصل التصعيد في المحافظة خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، اعتبر الضابط المنشق عن قوات النظام والخبير العسكري إبراهيم الخليل، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الضربات الأخيرة للتنظيم، لا سيما هجوم سجن الصناعة، هي مؤشر قوي على استعادة "داعش" تنظيم خلاياه، مضيفاً أن التنظيم كان حريصاً خلال الأشهر الماضية على حصر عملياته بالبادية عبر ضربات خاطفة، والابتعاد عن مراكز المدن.
ورأى الخليل أن هجمات "داعش" الأخيرة في دير الزور، بهذه الشدة والكمية، ربما تحمل صفة "الانتقامية" بعد أحداث سجن الصناعة، نظراً لفشل العملية كما كان مخططاً لها، ولكن في الوقت ذاته قد تكون مؤشراً لنية التنظيم نقل عملياته بشكل أكبر إلى مناطق سيطرة "قسد" بهدف تقليص نفوذها في دير الزور.