"خطأ ساذج" كشف تورط إيران في الانتخابات الأميركية

23 أكتوبر 2020
ترك المتسللون ثغرات كشفت هويتهم (Getty)
+ الخط -

ذكرت أربعة مصادر مطلعة أن محللين بالحكومة الأميركية وآخرين بالقطاع الخاص نجحوا سريعا في كشف مسؤولية متسللين إيرانيين عن موجة من آلاف الرسائل الإلكترونية التي تنطوي على تهديدات موجهة لناخبين أميركيين، وذلك بفضل رصد أخطاء في تسجيل مصور مرفق مع بعض الرسائل.

ومنحت هذه الإخفاقات الحكومة الأميركية فرصة نادرة لرصد عملية تسلل إلكتروني ضارة والكشف عن هوية المسؤول عنها في غضون أيام فحسب، وهو أمر يحتاج عادة إلى شهور من التحليل الفني والدعم المخابراتي.

وقال مسؤول كبير في الحكومة الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه: "إما أنهم ارتكبوا خطأ ساذجاً أو كانوا يريدون أن يتم ضبطهم".

ولا يعني نسب المسؤولية لمتسللين إيرانيين بالضرورة أن يكون المسؤول جماعة تعمل لصالح الحكومة هناك. ونفى مسؤولون إيرانيون المزاعم الأميركية.

وقال المتحدث باسم البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة في نيويورك، علي رضا مير يوسفي:  "هذه الاتهامات لا تزيد عن كونها سيناريو آخر لتقويض ثقة الناخبين بأمن الانتخابات الأميركية، وهي سخيفة".

وقال جون راتكليف، مدير المخابرات الوطنية الأميركية، يوم الأربعاء، إن روسيا وإيران حاولتا التدخل في حملة الانتخابات الرئاسية التي تجرى في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني. وقالت ثلاثة مصادر إن أجهزة المخابرات لا تزال تحلل المعلومات لمعرفة المسؤول عن العملية في إيران وأهدافه.

 

وفي غضون ساعات من تداول المقطع المصور هذا الأسبوع، الذي زعم أنه مرسل من جماعة أميركية تنتمي لأقصى اليمين وتدعى "براود بويز" أو (الأولاد الفخورون)، بدأ مسؤولو مخابرات ومواقع كبيرة توفر خدمة البريد الإلكتروني، مثل "غوغل" و"ميكروسوفت" في تحليل شفرة الحاسب الآلي التي ظهرت في المقطع المصور للمتسللين.

وتطالب هذه الرسائل الإلكترونية الناخبين بتغيير انتمائهم الحزبي إلى الحزب الجمهوري والتصويت لصالح الرئيس دونالد ترامب وإلا "سنلاحقكم". وعلى الرغم من أنها تبدو كما لو كانت مرسلة من عنوان البريد الإلكتروني الخاص بمجموعة "براود بويز"، فإن العنوان كان مزيفاً، بحسب ما قال محللون أمنيون. ونفت جماعة "براود بويز" مسؤوليتها عن هذه الرسائل.

وذكر بيان أصدرته "غوغل"، مساء الأربعاء، أن هذا النشاط "مرتبط بإيران". وذكر متحدث باسم الشركة أمس الخميس أن "غوغل" على تواصل مع مكتب التحقيقات الاتحادي.

وقالت المصادر إنه على الرغم من محاولات المتسللين طمس عناصر في التسجيل المصور لإخفاء هويتهم، فإنهم فشلوا في التعتيم على كافة المعلومات التي تدينهم.

ويظهر المقطع المصور شاشة الحاسب الآلي الخاصة بالمتسللين أثناء كتابتهم الأوامر والتظاهر بالتسلل إلى نظام تسجيل الناخبين. ولاحظ المحققون لقطات خاطفة تكشف شفرة الحاسب، بما في ذلك مسارات الملفات وأسماءها وعنوان بروتوكول الإنترنت (آي.بي) الخاص بالجهاز.

وإلى جانب إرسال آلاف الرسائل الإلكترونية للناخبين في ولايات منها فلوريدا، حاول المتسللون أيضاً نشر روابط للتسجيل المصور عبر حسابات مزيفة على "فيسبوك" و"تويتر".

(رويترز)