أكدّ عضو المكتب السياسي لحركة حماس روحي مشتهى، مساء السبت، أنّ انفجار المسجد الأقصى القادم "سيغير شكل المنطقة"، موجهاً تحذيراً للاحتلال الإسرائيلي في ظل عدوانه وتهويده المسجد وسماحه للمتطرفين الصهاينة بإقامة الطقوس فيه.
وجاء تحذير مشتهى في كلمة بمهرجان جماهيري حاشد وسط مدينة غزة، نظمته حركة "حماس" بعنوان "الأقصى في خطر"، وحضره ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والغرفة المشتركة لفصائل المقاومة.
وللمرة الأولى منذ أشهر، شارك قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار في الاحتفال الجماهيري، وهو الذي ابتعد كثيراً عن الأضواء والظهور العلني منذ التحريض الإسرائيلي على ضرورة اغتياله لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت مشتهى إلى أنّ غزة احتشدت لتوصل رسالة واضحة وبسيطة يجب أن يسمعها قادة العرب والمسلمين وقادة العالم، أن ممارسات الاحتلال في الأقصى خاصة، وفي القدس وفلسطين عامة، تنذر بانفجار الأقصى الكبير.
وشدد على أنّ الخطر بات أكثر وضوحاً على المسجد الأقصى والمقدسات، حيث فرض الاحتلال التقسيم الزماني على المسجد الأقصى، فيما يعمل الاحتلال على التثبيت المكاني أيضا، موضحاً أنّه "لولا فضل الله والمرابطون والمرابطات لحقق الاحتلال أطماعه في ممارسة الطقوس التلمودية في الباحات".
ونبه عضو قيادة "حماس" في غزة إلى أنّ منع المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى وقمعهم وضرب النساء والشيوخ واعتقال الشباب واستمرار الحفريات، كل هذا يجعل الأقصى في عين الخطر، وسيجعل المنطقة في عين العاصفة.
من جانبه، أكدّ الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الذي يزور غزة منذ أيام، في كلمة نيابة عن الفصائل والقوى، أنّ ما تعيشه فلسطين اليوم ومنذ العام 2015 هو انتفاضة من نوع جديد تجري على شكل موجات.
وعدد البرغوثي موجات هذه الانتفاضة، ومنها في العام 2017 حين كُسرت رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، الذي حاول فرض البوابات الإلكترونية حول الأقصى، ومن ثم هبة القدس ومعركة "سيف القدس".
وشدد على أنّ الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال وأعدائه بأنّ يقسموه أو يجزئوه، مقدماً باسم الفصائل الشكر لوقوف الشعب الفلسطيني إسناداً للقدس والمسجد الأقصى ولمنع فرض الوقائع على الأرض، وداعياّ كذلك إلى أن يجتمع الفلسطينيون في قيادة وطنية موحدة على استراتيجية وطنية كفاحية مقاومة بديلاً لاتفاق أوسلو، الذي فشل كما فشل نهج المراهنة على المفاوضات.
استنكار إعادة إحياء مجلس الشراكة الأوروبي الإسرائيلي
في سياق آخر، استنكرت حركة حماس، مساء الأحد، دعوة الاتحاد الأوروبي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يئير لبيد إلى المشاركة في إعادة إحياء مجلس الشراكة الأوروبي الإسرائيلي، في الوقت الذي تتواصل فيه جرائم الاحتلال وعنصريته بحق الفلسطينيين على مسمع ومرأى العالم أجمع.
وقال القيادي في حماس باسم نعيم إن عقد هذا المجلس بعد انقطاع أكثر من 12 سنة بحضور رئيس وزراء الاحتلال يئير لبيد، في ظل ارتكاب دولة الاحتلال جرائم حرب في غزة والضفة والقدس، والاستمرار في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، لا يعني سوى شيء واحد، هو تشجيع الاحتلال على الاستمرار في سلوكه العنصري، وانتهاكاته الصارخة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأوضح نعيم، وفق موقع حماس الإلكتروني، أن تفعيل المجلس الآن يؤكد ازدواجية المعايير التي تتعاطى بها أوروبا مع حقوق الإنسان، كما أنه سيؤدي إلى تخفيف الضغوطات التي يتعرض لها الاحتلال بعد اتهامه بارتكاب جريمة الفصل العنصري من عديد من المنظمات الحقوقية الدولية والأممية.
وأضاف، أن الاتحاد الأوروبي بهذا السلوك يمارس نفاقاً سياسياً في مواقفه تجاه الاحتلال، ففي الوقت الذي يدّعي فيه معارضته للاحتلال والمستوطنات شفوياً، يقوم بدعمهما عملياً بملايين اليوروهات عبر المشاريع الثنائية، مثل هورايزون 2020، وهورايزون يوروب، التي تدعم بشكل مباشر وغير مباشر المؤسسات والشركات الإسرائيلية المتورطة في الاحتلال، مثل مؤسسات الجيش والشركات التي تساهم في بناء المستوطنات.
وطالب القيادي في حماس الاتحاد الأوروبي، إن كان معنياً بحلّ الصراع وتحقيق الاستقرار، بالتراجع عن عقد مجلس الشراكة، وألا يكون شريكاً في غسل جرائم الاحتلال وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي.
ودعا نعيم الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على دولة الاحتلال من خلال خطوات عملية جادة، لإنهاء احتلالها المتواصل للأراضي الفلسطينية، وإنهاء حصار غزة، والكف عن الجرائم ضد الفلسطينيين وخاصة في القدس والمسجد الأقصى، والالتزام بواجباتها كدولة احتلال تجاه شعبنا وحقوقه الأصيلة بالحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.