انتقل أعضاء مبادرة مواطنون ضد الانقلاب وشخصيات من جبهة الخلاص الوطني المعارضة إلى مدينة مدنين، ثاني محطاتهم في الجنوب التونسي في سلسلة اجتماعات شعبية أعلنت أنها ستنظمها في كامل البلاد.
ونظم المشاركون وقفة احتجاجية في ساحة الحرية للتنديد بإجراءات الرئيس قيس سعيّد، مؤكدين أن الجبهة "تتوسع وستُوفّر الأرضية اللازمة لإسقاط الانقلاب".
ورفعت، اليوم الأحد، عدة شعارات "وحدة وحدة وطنية" و"يسقط يسقط الانقلاب"، و"الشعب يريد دستور حرية كرامة وطنية".
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في كلمة أمام المحتجين، أن "لا حل سوى الحوار الوطني، وتكوين حكومة إنقاذ تتكون من شخصيات تتمتع بالكفاءة وبثقة التونسيين، وتكون لها مساندة واسعة من المواطنين والأحزاب لإدارة المرحلة الانتقالية القادمة".
وبين الشابي أن "السقوط سهل، ولكن الصعود صعب"، مشيرا إلى أن "جبهة الخلاص ولدت من قلب المعارضة للدفاع عن الديمقراطية والشرعية الدستورية والحريات".
وأضاف أن "جبهة الخلاص الوطني بصدد التوسع لكي تتمكن من مواجهة الانقلاب"، مبينا أن "نشاطنا في الجنوب التونسي، وهي مناطق تمتاز بالحيوية، تتعرض لانتكاسة جراء الوضع العام في تونس من جهة، والحرب الليبية من جهة أخرى، وبسبب غياب سياسة حكومية تضمن فتح الحدود والتبادل الحر وتأمين التعاون بين الشعبين التونسي والليبي".
من جانبه، أكد عضو الهيئة التنفيذية لمبادرة مواطنون ضد الانقلاب، الحبيب بوعجيلة، أن "الشارع الديمقراطي أظهر من خلال جل الوقفات، سواء في العاصمة تونس أو في العديد من المحافظات، أن مسألة الشارع محسومة".
وأضاف بوعجيلة أن "لا جدال في أن ما حصل يوم 25 يوليو/تموز انقلاب على المستوى الدستوري والقانوني والسياسي، ولا وجود لشارع انقلابي يمكن التفاوض معه".
وبين أن "المنقلب بصدد مواصلة مشروعه"، وأنهم قدموا خطوطا لـ"إسقاط الانقلاب تقوم على عودة البرلمان بمهام محددة وحكومة إنقاذ وطني، ثم الذهاب إلى حوار وطني يناقش القضايا الاستراتيجية الكبرى".
وأشار إلى أن "تونس يحكمها شخص واحد لا يقبل الآخر، حتى من ساندوه، لأنه انقلاب غير ذكي"، مبينا أن "الرئيس يزيد في المأزق الاقتصادي الذي تعيشه تونس"، مؤكدا أن النظام الحالي "لا يمكن أن يكون حتى نظاما استبداديا، بل ذهب إلى أبعد من ذلك".
رسائل عدة
ويرى عضو مواطنون ضد الانقلاب، الصغير الشامخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الشارع الديمقراطي ممتد على كامل تونس وينتشر جهويا ومحليا، وأنه من الواضح أنه الأبقى والأوسع انتشارا مقارنة بشارع مزعوم للمنقلب".
وأضاف الشامخ "على المستوى السياسي، هناك عدة رسائل للمنقلب، من أهمها أن هناك جبهة وطنية بصدد التشكل مهما كانت مرجعياتها وتوجهاتها السياسية للوقوف في وجه الانقلاب".
وتابع أن "هناك موقفا واضحا وطنيا تبلور من إجراءات 25 يوليو باعتبارها انقلابا ومرحلة اعتباطية تستوجب أن تمحى من تاريخ تونس كقوس رديء"، مشيرا إلى أن "الجبهة ستبقى دائما مفتوحة، وهناك مسار تأسيسيي بصدد التشكل، وهناك عدة شخصيات ومكونات بصدد الالتحاق بالجبهة".
ولفت الشامخ إلى أن "الجبهة ولدت من رحم نضالات الشارع الديمقراطي، والآن تتوسع لتشمل كامل الطيف السياسي في إطار رد الاعتبار وإعادة إحياء دور المكونات السياسية، وهي تتجه نحو تحقيق الهدف الأساسي، وهو توفير الشروط اللازمة لإسقاط الانقلاب".