"اتحاد شبيبة الثورة": 54 عاماً من الولاء لحافظ الأسد وابنه

11 أكتوبر 2022
يعرف عن "شبيبة الثورة" أنها منظمة تربوية سياسية رديفة لحزب البعث (فيسبوك)
+ الخط -

تحت عناوين مختلفة أبرزها "قناديل نور"، أجرى النظام السوري على مدار الأسبوع الماضي والحالي احتفالات في مراكز ثقافية بمدن طرطوس والسويداء وجبلة وغيرها، بمناسبة حلول الذكرى الـ54  لتأسيس منظمة "اتحاد شبيبة الثورة" وفروعها التابعة لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي".

وتستهدف هذه المنظمة، وفق مصادر تربوية سورية، الأطفال والشباب السوري من عمر 13 عاماً وحتى الـ35 عاماً، وهناك شروط للانتساب إليها، لكن الشروط كلها تنتفي أمام "شرط الولاء الدائم لقائد الوطن"، وهو حافظ الأسد سابقاً، وحالياً بشار الأسد.

ويعرف عن هذه المنظمة أنها "منظمة تربوية سياسية رديفة لحزب البعث العربي الاشتراكي" أُسِّسَت بناءً على المرسوم التشريعي رقم 23 الصادر عن رئيس الجمهورية بتاريخ 12/1/1970، وأُسِّسَت خلال ذلك العام أيضاً الفروع التي تجري احتفالات في ذكرى التأسيس تحت مسمى "عيد الشبيبة" في الوقت الحالي.

المرسوم صدر في عهد رئيس الدولة نور الدين الأتاسي، وما زالت المنظمة حتى اليوم تعمل لمصلحة النظام بالدرجة الأولى، حالها حال جميع المؤسسات والمنظمات المدنية والسياسية والدينية التي تستهدف المجتمع السوري.

الولاء للقائد

تقول سمية، وهي عضو سابق في المنظمة، إن المنظمة مقرها في دمشق، ولها فروع في بقية المحافظات، هدفها المعلن في وقت التأسيس "تربية جيل الشباب وإنماء طاقاتهم وانتظامهم في العمل الجماعي، وتدريبهم وتأهيلهم في مجال بناء الدولة"، مشيرة إلى أن "الهدف الحقيقي بعد ذلك تحول إلى توجيه الشباب سياسياً ومعنوياً ومادياً من أجل حماية النظام متمثلاً بقائده حافظ سابقاً، وفي الوقت الحالي بشار الأسد".

وتضيف سمية لـ"العربي الجديد"، مشترطة ذكر اسمها الأول فقط: "هناك شروط للانضمام إلى الاتحاد، لكنها لا تتحقق، فهناك عملية تنسيب تجري في المدارس دون أخذ رأي الطفل أو الشاب، وتجري جباية اشتراكات سنوية وشهرية منهم، وتعمل المنظمة دائماً على توجيه منتسبيها إلى تأييد وولاء مطلق لبشار الأسد".

وتنشر المنظمة من خلال الحفلات والندوات ووسائل الإعلام المرتبطة بها، الأفكار التي تمجد بشار وتجعل منه البطل المناصر للقضايا العربية والعالمية المحقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وتقول سمية إن المنظمة لا تنشط فقط في المدارس والجامعات، بل في الأحياء والأسواق والتجمعات المهنية ومؤسسات الدولة وكل مكان يمكن أن تصل إليه، ولها بناء تنظيمي هو "الوحدة، الرابطة، الفرع، قيادة الاتحاد، المجلس المركزي، المؤتمر العام".

وأكدت أن المنظمة من المفترض أنها تعتمد نظام الانتخاب من أجل إنتاج قيادة، إلا أن القيادة فيها تأتي بوساطة وقرارات من فروع الأمن بناءً على الولاء لرئيس النظام.

إجبارية الانتساب

من جهته، يقول جمعة، وهو مدرس وعضو في الاتحاد، إن الانتساب إلى اتحاد الشبيبة في سورية "إجباري من خلال المرسوم الذي نص على إنشائه، وحاله حال حزب البعث في الدساتير السابقة التي تنص على أنه الحزب القائد للدولة والمجتمع، إذ إن الانتساب إلى الحزب وإلى الاتحاد شرط للتوظيف". ويضيف لـ"العربي الجديد" أن المرسوم "يعطي أعضاء الاتحاد الأحقية الكاملة في الحصول على الوظائف والمنح والبعثات العلمية والدخول في كليات الشرطة والجيش وأي مفصل من مفاصل الدولة، بالتالي يكون الانتساب إلى الاتحاد خياراً إجبارياً أمام الشباب، وليس تطوعاً أو رغبة، لأن التفوق الدراسي مثلاً لا يفيد في البعثات إذا لم يكن الطالب عضواً في الاتحاد".

ويجني الاتحاد أمواله من الاشتراكات السنوية والشهرية، إذ إن نسبة كبيرة من السوريين تنتسب إليه وتدفع الاشتراك مع بداية كل عام، كذلك فإن "الحكومة" تخصص مبالغ لدعمه. وهذا يجعله أيضاً مكاناً للفساد المالي على غرار مؤسسات الدولة، إذ إن الحصول على منصب في الاتحاد أشبه بالحصول وظيفة تحقق أرباحاً.

المساهمون