11 نوفمبر 2024
40 ألف شائعة يخفيها السيسي
في ما يخص صناعة الشائعات في مصر، هناك ثلاثة احتمالات لا رابع لها: الأول أن عبد الفتاح السيسي منفصل عن الواقع المصري، بحيث لا يقرأ الصحف الناطقة باسمه. والثاني أنه يكذب بسرعة سبعة آلاف كذبة في الشهر، والاحتمال الأخير أن أجهزته ووسائل إعلامه تمارس الكذب بسرعة عشرين ألف كذبة في الشهر.
غير أن كل الاحتمالات مجتمعة تؤكد حقيقة واحدة، مؤداها أن نظام السيسي يصنع الشائعات، ويروجها عبر أذرعه في الداخل والخارج، ليقوم فيما بعد بالشكوى منها، والظهور في هيئة ضحية الشائعات.
وقف السيسي في الكلية الحربية ليقول "أنا عايز أقولكم السرّ: فيه 21 ألف شائعة خرجت في ثلاثة شهور، والهدف منها البلبلة وعدم الاستقرار والإحباط".
قبل أن يذيع السيسي السر، كانت كل وسائل إعلامه تشتغل على مدار أسبوعين على موضوع واحد: حرب الشائعات على الدولة المصرية، إذ لم تخلُ صحيفةٍ من تحقيق واحد على الأقل، أو مقالة لرئيس تحرير، أو افتتاحية للمطبوعة، تتحدث عن موضوع الشائعات القادمة من دول الشر (بالطبع تحضر هنا تركيا وقطر) مستهدفةً تسميم الأجواء السياسية والاقتصادية الرائعة التي يستمتع بها المواطن المصري، تشكيكاً في إنجازات الزعيم الملهم.
بل إن تلك الصحف ووسائل الإعلام تفوّقت على السيسي، تأليفاً وتلحيناً وتوزيعاً، حين راحت تتسابق في مزاد الشائعات، لتصل بالرقم إلى 60 ألف شائعة خلال الأشهر الثلاثة التي تناولها السيسي في خطابه الأخير.
وإليك عينة من الأخبار المنشورة: "هناك 60 ألف شائعة" تم إطلاقها خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، هكذا صرح عضو مجلس النواب، محمد العقاد، موضحاً أن مصر لم تتعرّض منذ فترة حكم محمد علي إلى كمّ الشائعات التي تعرّضت لها منذ عدة أشهر.
وينخفض هذا الرقم بمقدار ثمانية آلاف شائعة على لسان برلماني آخر، يتحدث عبر نافذة إعلامية أخرى، فتقرأ "قال النائب أحمد البدوي، وكيل لجنة الاتصالات بالبرلمان، إن هناك دراسة رصدت إطلاق 52 ألف شائعة خلال 4 أشهر، وتابع البدوي خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "على مسؤوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أن هناك 3 آلاف موقع إلكتروني بمحافظات عدة يديرها غير متخصصين"، مشيراً إلى أن هذه المواقع تبتز المحافظين من خلال الشائعات، مناشداً هيئات العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية عدم دعوة المواقع غير المتخصصة إلى المناسبات الرسمية.
معدل الستين ألف شائعة الذي ألحّت عليه وسائل إعلام السيسي طوال الأسبوعين الماضيين، جاء استناداً إلى أرقام وإحصائيات مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، الذي خصص إدارة لحصر الشائعات وتفنيدها، بدءاً من التي تتعلق بارتفاع الأسعار وتخفيض الأجور، وانتهاء بحواديت عن إنجاب سلحفاة من زواج قطة بأرنب، مروراً بزواج وطلاق فنانين وفنانات.
الشاهد في ذلك كله أن النظام يعد العدة حالياً لإغلاق مزيد من نوافذ التعبير، وبعد قوانين الصحافة والإعلام، غير المسبوقة في تكميم الأفواه، وتكسير الأقلام، يبدو وكأن هناك ضربة ساحقة في الطريق لكل مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتم حشر "فيسبوك" و"تويتر" في كل جملة أو تصريح بشأن موضوع الشائعات.
الأخطر من ذلك أن النظام المخابراتي الذي يحكم مصر بات يتمتع بالقدرة على التحكم والسيطرة في اتجاهات الإعلام المعارض له، عبر استخدامه المتقن سلاح الشائعة، إذ لا يمر يوم من دون تأليف وتسريب أخبار كاذبة، يتلقفها الإعلام المضاد، باعتبارها حقائق، فتتحول لديه إلى قضايا وموضوعات للنقاش والاشتباك، في برامج ساخنة، وبعد أن يهدأ الغبار، تكتشف أن سلطة السيسي مرّرت إجراءات وقرارات اقتصادية وسياسية واجتماعية ذات طابع كارثي.
غير أن كل الاحتمالات مجتمعة تؤكد حقيقة واحدة، مؤداها أن نظام السيسي يصنع الشائعات، ويروجها عبر أذرعه في الداخل والخارج، ليقوم فيما بعد بالشكوى منها، والظهور في هيئة ضحية الشائعات.
وقف السيسي في الكلية الحربية ليقول "أنا عايز أقولكم السرّ: فيه 21 ألف شائعة خرجت في ثلاثة شهور، والهدف منها البلبلة وعدم الاستقرار والإحباط".
قبل أن يذيع السيسي السر، كانت كل وسائل إعلامه تشتغل على مدار أسبوعين على موضوع واحد: حرب الشائعات على الدولة المصرية، إذ لم تخلُ صحيفةٍ من تحقيق واحد على الأقل، أو مقالة لرئيس تحرير، أو افتتاحية للمطبوعة، تتحدث عن موضوع الشائعات القادمة من دول الشر (بالطبع تحضر هنا تركيا وقطر) مستهدفةً تسميم الأجواء السياسية والاقتصادية الرائعة التي يستمتع بها المواطن المصري، تشكيكاً في إنجازات الزعيم الملهم.
بل إن تلك الصحف ووسائل الإعلام تفوّقت على السيسي، تأليفاً وتلحيناً وتوزيعاً، حين راحت تتسابق في مزاد الشائعات، لتصل بالرقم إلى 60 ألف شائعة خلال الأشهر الثلاثة التي تناولها السيسي في خطابه الأخير.
وإليك عينة من الأخبار المنشورة: "هناك 60 ألف شائعة" تم إطلاقها خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، هكذا صرح عضو مجلس النواب، محمد العقاد، موضحاً أن مصر لم تتعرّض منذ فترة حكم محمد علي إلى كمّ الشائعات التي تعرّضت لها منذ عدة أشهر.
وينخفض هذا الرقم بمقدار ثمانية آلاف شائعة على لسان برلماني آخر، يتحدث عبر نافذة إعلامية أخرى، فتقرأ "قال النائب أحمد البدوي، وكيل لجنة الاتصالات بالبرلمان، إن هناك دراسة رصدت إطلاق 52 ألف شائعة خلال 4 أشهر، وتابع البدوي خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "على مسؤوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أن هناك 3 آلاف موقع إلكتروني بمحافظات عدة يديرها غير متخصصين"، مشيراً إلى أن هذه المواقع تبتز المحافظين من خلال الشائعات، مناشداً هيئات العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية عدم دعوة المواقع غير المتخصصة إلى المناسبات الرسمية.
معدل الستين ألف شائعة الذي ألحّت عليه وسائل إعلام السيسي طوال الأسبوعين الماضيين، جاء استناداً إلى أرقام وإحصائيات مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، الذي خصص إدارة لحصر الشائعات وتفنيدها، بدءاً من التي تتعلق بارتفاع الأسعار وتخفيض الأجور، وانتهاء بحواديت عن إنجاب سلحفاة من زواج قطة بأرنب، مروراً بزواج وطلاق فنانين وفنانات.
الشاهد في ذلك كله أن النظام يعد العدة حالياً لإغلاق مزيد من نوافذ التعبير، وبعد قوانين الصحافة والإعلام، غير المسبوقة في تكميم الأفواه، وتكسير الأقلام، يبدو وكأن هناك ضربة ساحقة في الطريق لكل مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتم حشر "فيسبوك" و"تويتر" في كل جملة أو تصريح بشأن موضوع الشائعات.
الأخطر من ذلك أن النظام المخابراتي الذي يحكم مصر بات يتمتع بالقدرة على التحكم والسيطرة في اتجاهات الإعلام المعارض له، عبر استخدامه المتقن سلاح الشائعة، إذ لا يمر يوم من دون تأليف وتسريب أخبار كاذبة، يتلقفها الإعلام المضاد، باعتبارها حقائق، فتتحول لديه إلى قضايا وموضوعات للنقاش والاشتباك، في برامج ساخنة، وبعد أن يهدأ الغبار، تكتشف أن سلطة السيسي مرّرت إجراءات وقرارات اقتصادية وسياسية واجتماعية ذات طابع كارثي.