21 نوفمبر 2024
مثقفو البراميل القاتلة
لا معنى لانعقاد مؤتمر لاتحاد الأدباء الكتاب العرب في دمشق، قبل أيام، سوى أنه تواطؤ مع القاتل في القتل، ومع الطاغية في الطغيان، والأكيد دائما أنه ضد الإنسانية، وضد الأدب، وضد الإبداع بكل معانيه.
سبع سنوات والنظام السوري القاتل يوغل في القتل، وينافس كل القتلة الآخرين على أرض سورية في عدد الضحايا وكمية الدماء البريئة وأشكال الموت، بعد أن ساهم في جعل بلاده أرضا مستباحةً أمام كل الذين يودون القتال المجاني وغير المجاني، قاضيا بذلك على ثورة شعبية سلمية بأشد وسائل التنكيل والقتل.
لا التباس في جرائم النظام السوري أمام أحد. وبالتالي، لا عذر لأحد في الجهل بما يحدث، وخصوصا جهل مثقفين وأدباء وإعلاميين، يفترض أن متابعة مصائر البشر الأبرياء من اهتماماتهم التلقائية أصلا. كل الإجرام الذي كان يتوالى على البلاد والعباد إجرام حي يبث على الهواء مباشرة، فلم يترك لأحد مظنة الشك أو الريبة في ما يحدث هناك. البراميل القاتلة سلاحه المبتكر، والموت معروضٌ على كل شاشات العالم، وجثث اللاجئين ما زالت طريةً موزعةً على شواطئ اللجوء بالعدل والقسطاس، والدماء ما زالت تسيل.. كل هذا ومجموعة تسمى نفسها نخبة مثقفة أبت إلا أن تغمض أعينها عنه، كي تبرّر لنفسها أن تذهب إلى القاتل في داره، وتحييه على ما يقوم به! أو لعلها رأت هذا كله فعلا، ووافقت عليه، بل ورأت فيه واجبا يستحق القاتل أن يمتدح لأنه أقدم عليه.
الغريب العجيب أن الاتحاد عقد مؤتمره الملطخ بدماء الضحايا تحت شعار "ثقافة التنوير.. تحديات الراهن والمستقبل". وفي الشعار معنى فانتازي، لا بد أن المشاركين في المؤتمر انتبهوا إليه، وهم ينتمون إلى عدة دول عربية، ضمتهم قاعة الأمويين في فندق الشام في دمشق، في مفارقة تاريخية ما بين تحديات الراهن والمستقبل، كما أعلنوه في شعارهم واسم القاعة واسم الفندق الطالعين في عمق تاريخٍ لا يخلو من إشارات دموية واضحة. أما ثقافة التنوير فلا بد أن لها دلالة لدى هؤلاء الذين اجتمعوا بضيافة نظام مغرق في تخلفه، بقى يحكم أقدم عاصمة في التاريخ، وأحد أعرق شعوب الأرض، وأكثرها ثقافة وحضارة. وفي سبيل "التنوير والثقافة والراهن والمستقبل والتحدّي"، كما يعرفها أعضاء اتحاد الكتاب العرب الذين شاركوا في هذا المؤتمر، أوصوا بنشر عشرين كتاباً تنوعت موضوعاتها بين شعر وقصة ورواية ودراسة، وتوحدت في مديح الطاغية الذي جلسوا، في ختام جلسات المؤتمر، في حضرته صاغرين.
ومن المثير حقا أن يتبرع بعضهم بالقول إن ما فعلوه ليس إلا انتصاراً للشعب السوري، بعيداً عن النظام ورغما عنه. وربما كادت فعلتهم أن تمر على كثيرين لم ينتبهوا إلى شناعتها، لولا تنادي جمع من الكتّاب والمثقّفين العرب ليوقعوا على بيانٍ دانوا فيه ذلك المؤتمر، لما يمثله كما قالوا "من تواطؤ مرفوض مع النظام الأسدى المجرم الّذى لم يتوقّف، منذ سبع سنوات، عن سفك دم أهلنا الأبرياء فى سوريّة وتخريب العمران ودفع الوطن السوري بكل عنف وهمجيّة إلى الهاوية، شأنه في ذلك شأن فصائل الإرهاب الديني والطائفي وأدواته المشبوهة. إنّ اجتماع دمشق ليس سوى تعبير مؤسف عن هزيمة الكاتب العربي، وجبنه وزيف وعيه وارتهانه وتخلّيه عن دوره الرسالي في نقد أنظمة القمع، والانتصار لشعوب أمّته المقهورة وقضاياها العادلة؛ وإنّ تعامي المجتمعين في دمشق عمّا يعنيه اجتماعهم من تأييدٍ للقاتل، وتخلٍّ عن الضحايا، لهو أمرٌ مؤسفٌ يندى له جبين الأحرار ذوي الضمائر الحيّة". وحري بكل مثقفٍ حرّ أن يتبنى مثل هذا البيان، الواضح في إدانة جريمة مثقفي البراميل القاتلة.
سبع سنوات والنظام السوري القاتل يوغل في القتل، وينافس كل القتلة الآخرين على أرض سورية في عدد الضحايا وكمية الدماء البريئة وأشكال الموت، بعد أن ساهم في جعل بلاده أرضا مستباحةً أمام كل الذين يودون القتال المجاني وغير المجاني، قاضيا بذلك على ثورة شعبية سلمية بأشد وسائل التنكيل والقتل.
لا التباس في جرائم النظام السوري أمام أحد. وبالتالي، لا عذر لأحد في الجهل بما يحدث، وخصوصا جهل مثقفين وأدباء وإعلاميين، يفترض أن متابعة مصائر البشر الأبرياء من اهتماماتهم التلقائية أصلا. كل الإجرام الذي كان يتوالى على البلاد والعباد إجرام حي يبث على الهواء مباشرة، فلم يترك لأحد مظنة الشك أو الريبة في ما يحدث هناك. البراميل القاتلة سلاحه المبتكر، والموت معروضٌ على كل شاشات العالم، وجثث اللاجئين ما زالت طريةً موزعةً على شواطئ اللجوء بالعدل والقسطاس، والدماء ما زالت تسيل.. كل هذا ومجموعة تسمى نفسها نخبة مثقفة أبت إلا أن تغمض أعينها عنه، كي تبرّر لنفسها أن تذهب إلى القاتل في داره، وتحييه على ما يقوم به! أو لعلها رأت هذا كله فعلا، ووافقت عليه، بل ورأت فيه واجبا يستحق القاتل أن يمتدح لأنه أقدم عليه.
الغريب العجيب أن الاتحاد عقد مؤتمره الملطخ بدماء الضحايا تحت شعار "ثقافة التنوير.. تحديات الراهن والمستقبل". وفي الشعار معنى فانتازي، لا بد أن المشاركين في المؤتمر انتبهوا إليه، وهم ينتمون إلى عدة دول عربية، ضمتهم قاعة الأمويين في فندق الشام في دمشق، في مفارقة تاريخية ما بين تحديات الراهن والمستقبل، كما أعلنوه في شعارهم واسم القاعة واسم الفندق الطالعين في عمق تاريخٍ لا يخلو من إشارات دموية واضحة. أما ثقافة التنوير فلا بد أن لها دلالة لدى هؤلاء الذين اجتمعوا بضيافة نظام مغرق في تخلفه، بقى يحكم أقدم عاصمة في التاريخ، وأحد أعرق شعوب الأرض، وأكثرها ثقافة وحضارة. وفي سبيل "التنوير والثقافة والراهن والمستقبل والتحدّي"، كما يعرفها أعضاء اتحاد الكتاب العرب الذين شاركوا في هذا المؤتمر، أوصوا بنشر عشرين كتاباً تنوعت موضوعاتها بين شعر وقصة ورواية ودراسة، وتوحدت في مديح الطاغية الذي جلسوا، في ختام جلسات المؤتمر، في حضرته صاغرين.
ومن المثير حقا أن يتبرع بعضهم بالقول إن ما فعلوه ليس إلا انتصاراً للشعب السوري، بعيداً عن النظام ورغما عنه. وربما كادت فعلتهم أن تمر على كثيرين لم ينتبهوا إلى شناعتها، لولا تنادي جمع من الكتّاب والمثقّفين العرب ليوقعوا على بيانٍ دانوا فيه ذلك المؤتمر، لما يمثله كما قالوا "من تواطؤ مرفوض مع النظام الأسدى المجرم الّذى لم يتوقّف، منذ سبع سنوات، عن سفك دم أهلنا الأبرياء فى سوريّة وتخريب العمران ودفع الوطن السوري بكل عنف وهمجيّة إلى الهاوية، شأنه في ذلك شأن فصائل الإرهاب الديني والطائفي وأدواته المشبوهة. إنّ اجتماع دمشق ليس سوى تعبير مؤسف عن هزيمة الكاتب العربي، وجبنه وزيف وعيه وارتهانه وتخلّيه عن دوره الرسالي في نقد أنظمة القمع، والانتصار لشعوب أمّته المقهورة وقضاياها العادلة؛ وإنّ تعامي المجتمعين في دمشق عمّا يعنيه اجتماعهم من تأييدٍ للقاتل، وتخلٍّ عن الضحايا، لهو أمرٌ مؤسفٌ يندى له جبين الأحرار ذوي الضمائر الحيّة". وحري بكل مثقفٍ حرّ أن يتبنى مثل هذا البيان، الواضح في إدانة جريمة مثقفي البراميل القاتلة.