19 سبتمبر 2022
هل تعود الموصل إلى الحياة.. كما هيروشيما؟
خرجت الموصل، مدينةً وشعباً، من تحت بطش "داعش" بأثمانٍ غاليةٍ جداً، بعد أن قامت أربع فرق عسكرية عراقية، وبقيادات مهنيّة عليا، بتحريرها، وبمساعدة لوجستية جوية ومخابراتية من التحالف الدولي. وعلى مدى تسعة أشهر صعبة جدا، تعرّض الأهالي خلالها إلى أقسى محنةٍ تاريخيةٍ، فهرب بعضهم، وذبح آخرون، ونزح آلافٌ تحت القصف الشديد، ومات الآلاف بتأثير العبوات الناسفة، أو القنص، أو الجوع، ولم تزل المعاناة لا يتخيّلها أحد أبداً. وعلى الرغم من استخدام القوّة والعنف براً وجواً، إلّا أن المدنيين تعاونوا مع الجيش تعاوناً خلاقاً، وساهموا مساهمةً فعّالة في خلاص الموصل من "داعش"، وتجحفلت معه قوات من العشائر والبشمركة وحرس نينوى والشرطة الاتحادية والمحليّة.
المشكلة في أساسها، سياسيّة واجتماعية وانقسامية، وهي التي أوجدت مثل هذا "التنظيم" الوحشي في غياب مبدأ المواطنة العراقية، إذ عاش العراق قبل "داعش" انقسامات شنيعة، بغياب المبادئ الوطنية تماماً على حساب التمزّقات الجديدة والمحاصصات، والتصنيف على أساس المكوّنات، بقوة تأثير مراكز القوى الجديدة على حساب وحدة الشعب، وهو حال يكاد لا يصدّق، وكأن هذه الحرب قد تحوّلت إلى حربٍ بين العراق والموصل، على حد زعمهم الكريه.. وكأن الموصل دار حرب غير عراقية، عندما يتشدّق هذا وذاك بأننا خلصناكم من "داعش"، وكأن المنتصر يريد فرض شروطٍ على مدينةٍ يعمل على ضمها إلى حظيرته، لا عودتها إلى الوطن.
كان نابليون بونابرت قد أوصى نائبه كليبر، وهو يغادر مصر إلى فرنسا بأنّ عليك أن تحترم مشاعر الناس، وأن تحترم حرمات بيوتهم وأملاكهم. استلب "داعش" الناس بيوتهم بالقوّة، واغتصب أملاكهم، وسبى اليزيديات، وهجّز المسيحيين والكرد، وقتل كل المعارضين، ونكّل بمن وقف ضدّه أبشع تنكيل.. فهو العدو الأول والأخير لأهل الموصل، فلا يمكن أبداً أن يطلق بعض العراقيين ألسنتهم بالبغضاء ضد الموصل، وكأن الموصل غير عراقية، وكأنّ تحريرها منّة منهم لا واجب عليهم.. فما معنى "أن بسطار جندي من الجنوب يشّرف الموصل" (كذا).. هذا كلامٌ لو جرى في بلدٍ يحترم نفسه، فسيقتصّ القضاء من السفهاء الذين يتحدّثونه.. وأتحدّى إن كان هناك أحد في الموصل يصف أيّ مدينة في الجنوب مثل هذا التوصيف الجارح، فما بال رئيس الوزراء لا يعاقب هؤلاء وأمثالهم عنده في بغداد، قبل أن يطلق التصريحات ضد الطائفيين، ولا نعرف من يقصد.
كان من الضرورة الماسّة أن تؤمّن الوسائل الناجعة لحماية المدنيين، كيلا يعاني النازحون في
محنتهم القاسية. وحبذا لو بقيت العمليات عسكرية وأمنية صرفة، بدل أن تغدو ألعوبة سياسية وإعلامية لكلّ من هبّ ودب، إذ أضرّت الصراعات السياسية والهياجات الإعلامية والتعابير القاسية والرخوة بمصالحنا الوطنية أجمع ودمرّتها تدميراً.. ناهيكم عن إطلاق الأحكام العشوائية وتبادل الاتهامات وصراعات مراكز القوى الداخلية، والكلّ يعلم، في هذا العالم، منظومات الفساد العراقية وضياع القيم الوطنية، وزحمة الانهيارات الأخلاقية وانحدار الكفاءات لوزراء يثيرون السخرية، وفي ظل دولةٍ فاشلةٍ، يسعى الفاسدون فيها إلى الانتخابات، لكي يبقوا في السلطة، ويمعنوا في قتل العراق.
حطمت الموصل القديمة، وغدت خراباً، حتى وصفها أحد المراقبين بأنها تضارع هيروشيما اليابانية، أو درزدن الألمانية إثر الحرب العالمية الثانية. وعليه، يستوجب الخروج من ماراثون الصراعات السياسية، وإبعاد العناصر السيئة من أجل إعمارها من جديد، وستضيء ثانية بإذن الله. ولكن، لا بد من توضيح حالتها المأساوية امام العالم، ثم السماح للبرامج متنوعة الأساليب وموحّدة الهدف، مع معالجة مأساة النازحين في مخيماتهم، وما يعانونه من الأمراضِ والجوعِ والعطش وسط طقسٍ حار جداً. وعلى أهل الموصل أن يأخذوا زمام المبادرة في إعمار مدينتهم، ولكن الانسحاق الذي وصل إليه الساحل الأيمن لا يمكن أن يقوم به إلا مشروع استراتيجي، فإن كانت مدينة دريزدن الألمانية قد تكفّل مشروع مارشال الأميركي بإعمارها، فانّ كلاً من هيروشيما وناغازاكي رصدت لهما الحكومة اليابانية من ميزانيتها صندوقاً لإحيائهما من بين الأنقاض. فهل الحكومة العراقية قادرة على تبني أي مشروع استراتيجي، كي تسترجع الموصل عافيتها وإعمارها؟
أشك في ذلك، فالحكومة جزء من منظومة فاسدة، وتمثلّها دولة فاشلة.. يموت الناس من الجوع والحر الشديد، ولا منقذ ولا مجيب.. ورئيس الوزارة منشغلٌ باجتماعاتهِ وإلقاء نصائحهِ، غير آبه أو ملتفتٍ إلى الناس في محنتهم وآلامهم اليوم.. مبارك هو الانتصار على "داعش" وخلاص الموصل منه، ولكن المهم ما بعد "داعش"، فهل بدأت الحكومة مشروعاً أمنياً صارماً معتمدة على أهل البلد؟ هل بدأت بتنفيذ أي برنامج طويل المدى، كان من الضرورة إعداده منذ ثلاث سنوات؟ هل بدأت بإعمار المدارس والجامعة قبل قدوم بدء الدراسة؟ والمصيبة ما يتعرّض له أهل الموصل من حملات إعلامية وسباب وشتائم وأوصاف مطلقة جارحة من بعضهم.
الانقسامات في داخل العراق سببّتها عملية سياسية جاءت بطغمة فاسدة جهولة وحقودة، لتتشكّل طبقة سياسيّة فاسدة أباحت نهب العراق، ونشرت الفساد، واعتمدت المحاصصة، وأشاعت الطائفية، وأحدثت مراكز قوى متعدّدة، لها ارتباطات خارجية، وسمحت للتدخلات الإقليمية العبث بمصير البلاد، واتخاذ القرارات نيابة بشأن مستقبلهم. التشدّق بالوطنية على ألسن الانقساميين لا ينفع أبداً، وكأن النصرَ الذي تحقق ليس عراقياً، إذ اعتبروه نصر مدن على مدينة، أو نصر طائفةٍ على أخرى، أو نصر طبقةٍ سياسيّة حاكمة.. النصر الحقيقي، يا سادة،
عندما يتخلّص العراق نهائياً من كلّ الدواعش والفاسدين والجهلاء والمرابين وتجار الحروب بدماء الناس، أينما كانوا في أرض العراق. أين تعاطف الحكومة مع مأساة العراقيين؟ لماذا لا تسموّنها مدينة منكوبة؟ لماذا لا يحاسب من تسبّب في هذه النكبة؟ لماذا لا تقطعون دابر الفتنة الطائفية، وتستوعبون هذا الدرس البليغ بتجديد العملية السياسية، وإقرار مبادئ وطنية ودستورية مدنية؟ لماذا يستخدم أغلب العراقيين، بكلّ أنواعهم، لغة مؤذية وفوضوية، وضارة بالقيم الوطنية والأخلاقية العليا فيما بينهم.. لماذا تسود اللغة الغارقة بالنديّة والكيدية والكراهية العميقة؟ المأساة أكبر مما يتخيّلها أحد، وعلى هذا الأساس، تقدّم هذه المقالة الاقتراحات التالية، عساها تنفع وتفيد في إعادة بناء الموصل المنكوبة:
أولا: تشكيل هيئة حاكمة وقوات ردع تستمد صلاحياتها من الحكومة المركزية، وهي قيادية عسكرية واستشارية مدنية محلية، لتوطيد الأمن والنظام على مدى خمس سنوات، لمنع أية خروق أو إحداث أعمال شغب، وأخذ ثارات وعمليات فساد.
ثانيا: تأسيس هيئة إعمار فنية وخدمات بلدية من أبناء المدينة للإعمار والصيانة لكلّ المؤسسات الحكومية والمستشفيات والمعامل والدوائر والشوارع والكهرباء والماء والحدائق والأبنية الرسمية وغيرها.
ثالثاً: تأسيس وزارة عراقية باسم وزارة الموصل لتأمين إعمار المدينة، بعد خرابها، يقودها خبير مختص، وتخصيص ميزانية لإعمار الموصل، مع هيئة مالية ورقابية للصرف والنزاهة والرقابة، بحيث تكون صمام أمان على الودائع والمنح والتبرّعات من الدول والمنظمات وصناديق الإغاثة، وتخضع للتفتيش الدوري الأسبوعي.
رابعاً: الإسراع في إصلاح الجسور الخمسة بين الساحلين، الأيمن والأيسر، وإصلاح المستشفيات والمستوصفات كلها، ثم الجامعة وكل المدارس، مع توفير الكهرباء والماء.
خامساً: تأمين عودة النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، مع تسهيلات عودتهم وضبط أماكن وجودهم، شريطة عودة أهل الموصل فقط، بعيدا عن الغرباء والطفيليين الذين قدموا قبل "داعش"، في أثناء وجودها، وبعد زوالها.
سادساً: تعويض الذين تضررّوا جراء وجود "داعش"، وفي أثناء تحرير المدينة، وعودة الحقوق إلى أصحابها من كل أبناء الطيف، مع تأمين مستقبل المعوقين والأيتام والمشرّدين.
نأمل أن يتخّلص العراق مستقبلاً من أمراضه، وتعود الموصل إلى الحياة، كما عادت هيروشيما من قبل.. إنني متفائل بعودتها بإذن الله، فقد تميّز أهلها بالعمل الجاد والمهنية والفن والإبداع والاستجابة لأشد التحديات التاريخية المريرة.
المشكلة في أساسها، سياسيّة واجتماعية وانقسامية، وهي التي أوجدت مثل هذا "التنظيم" الوحشي في غياب مبدأ المواطنة العراقية، إذ عاش العراق قبل "داعش" انقسامات شنيعة، بغياب المبادئ الوطنية تماماً على حساب التمزّقات الجديدة والمحاصصات، والتصنيف على أساس المكوّنات، بقوة تأثير مراكز القوى الجديدة على حساب وحدة الشعب، وهو حال يكاد لا يصدّق، وكأن هذه الحرب قد تحوّلت إلى حربٍ بين العراق والموصل، على حد زعمهم الكريه.. وكأن الموصل دار حرب غير عراقية، عندما يتشدّق هذا وذاك بأننا خلصناكم من "داعش"، وكأن المنتصر يريد فرض شروطٍ على مدينةٍ يعمل على ضمها إلى حظيرته، لا عودتها إلى الوطن.
كان نابليون بونابرت قد أوصى نائبه كليبر، وهو يغادر مصر إلى فرنسا بأنّ عليك أن تحترم مشاعر الناس، وأن تحترم حرمات بيوتهم وأملاكهم. استلب "داعش" الناس بيوتهم بالقوّة، واغتصب أملاكهم، وسبى اليزيديات، وهجّز المسيحيين والكرد، وقتل كل المعارضين، ونكّل بمن وقف ضدّه أبشع تنكيل.. فهو العدو الأول والأخير لأهل الموصل، فلا يمكن أبداً أن يطلق بعض العراقيين ألسنتهم بالبغضاء ضد الموصل، وكأن الموصل غير عراقية، وكأنّ تحريرها منّة منهم لا واجب عليهم.. فما معنى "أن بسطار جندي من الجنوب يشّرف الموصل" (كذا).. هذا كلامٌ لو جرى في بلدٍ يحترم نفسه، فسيقتصّ القضاء من السفهاء الذين يتحدّثونه.. وأتحدّى إن كان هناك أحد في الموصل يصف أيّ مدينة في الجنوب مثل هذا التوصيف الجارح، فما بال رئيس الوزراء لا يعاقب هؤلاء وأمثالهم عنده في بغداد، قبل أن يطلق التصريحات ضد الطائفيين، ولا نعرف من يقصد.
كان من الضرورة الماسّة أن تؤمّن الوسائل الناجعة لحماية المدنيين، كيلا يعاني النازحون في
حطمت الموصل القديمة، وغدت خراباً، حتى وصفها أحد المراقبين بأنها تضارع هيروشيما اليابانية، أو درزدن الألمانية إثر الحرب العالمية الثانية. وعليه، يستوجب الخروج من ماراثون الصراعات السياسية، وإبعاد العناصر السيئة من أجل إعمارها من جديد، وستضيء ثانية بإذن الله. ولكن، لا بد من توضيح حالتها المأساوية امام العالم، ثم السماح للبرامج متنوعة الأساليب وموحّدة الهدف، مع معالجة مأساة النازحين في مخيماتهم، وما يعانونه من الأمراضِ والجوعِ والعطش وسط طقسٍ حار جداً. وعلى أهل الموصل أن يأخذوا زمام المبادرة في إعمار مدينتهم، ولكن الانسحاق الذي وصل إليه الساحل الأيمن لا يمكن أن يقوم به إلا مشروع استراتيجي، فإن كانت مدينة دريزدن الألمانية قد تكفّل مشروع مارشال الأميركي بإعمارها، فانّ كلاً من هيروشيما وناغازاكي رصدت لهما الحكومة اليابانية من ميزانيتها صندوقاً لإحيائهما من بين الأنقاض. فهل الحكومة العراقية قادرة على تبني أي مشروع استراتيجي، كي تسترجع الموصل عافيتها وإعمارها؟
أشك في ذلك، فالحكومة جزء من منظومة فاسدة، وتمثلّها دولة فاشلة.. يموت الناس من الجوع والحر الشديد، ولا منقذ ولا مجيب.. ورئيس الوزارة منشغلٌ باجتماعاتهِ وإلقاء نصائحهِ، غير آبه أو ملتفتٍ إلى الناس في محنتهم وآلامهم اليوم.. مبارك هو الانتصار على "داعش" وخلاص الموصل منه، ولكن المهم ما بعد "داعش"، فهل بدأت الحكومة مشروعاً أمنياً صارماً معتمدة على أهل البلد؟ هل بدأت بتنفيذ أي برنامج طويل المدى، كان من الضرورة إعداده منذ ثلاث سنوات؟ هل بدأت بإعمار المدارس والجامعة قبل قدوم بدء الدراسة؟ والمصيبة ما يتعرّض له أهل الموصل من حملات إعلامية وسباب وشتائم وأوصاف مطلقة جارحة من بعضهم.
الانقسامات في داخل العراق سببّتها عملية سياسية جاءت بطغمة فاسدة جهولة وحقودة، لتتشكّل طبقة سياسيّة فاسدة أباحت نهب العراق، ونشرت الفساد، واعتمدت المحاصصة، وأشاعت الطائفية، وأحدثت مراكز قوى متعدّدة، لها ارتباطات خارجية، وسمحت للتدخلات الإقليمية العبث بمصير البلاد، واتخاذ القرارات نيابة بشأن مستقبلهم. التشدّق بالوطنية على ألسن الانقساميين لا ينفع أبداً، وكأن النصرَ الذي تحقق ليس عراقياً، إذ اعتبروه نصر مدن على مدينة، أو نصر طائفةٍ على أخرى، أو نصر طبقةٍ سياسيّة حاكمة.. النصر الحقيقي، يا سادة،
أولا: تشكيل هيئة حاكمة وقوات ردع تستمد صلاحياتها من الحكومة المركزية، وهي قيادية عسكرية واستشارية مدنية محلية، لتوطيد الأمن والنظام على مدى خمس سنوات، لمنع أية خروق أو إحداث أعمال شغب، وأخذ ثارات وعمليات فساد.
ثانيا: تأسيس هيئة إعمار فنية وخدمات بلدية من أبناء المدينة للإعمار والصيانة لكلّ المؤسسات الحكومية والمستشفيات والمعامل والدوائر والشوارع والكهرباء والماء والحدائق والأبنية الرسمية وغيرها.
ثالثاً: تأسيس وزارة عراقية باسم وزارة الموصل لتأمين إعمار المدينة، بعد خرابها، يقودها خبير مختص، وتخصيص ميزانية لإعمار الموصل، مع هيئة مالية ورقابية للصرف والنزاهة والرقابة، بحيث تكون صمام أمان على الودائع والمنح والتبرّعات من الدول والمنظمات وصناديق الإغاثة، وتخضع للتفتيش الدوري الأسبوعي.
رابعاً: الإسراع في إصلاح الجسور الخمسة بين الساحلين، الأيمن والأيسر، وإصلاح المستشفيات والمستوصفات كلها، ثم الجامعة وكل المدارس، مع توفير الكهرباء والماء.
خامساً: تأمين عودة النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، مع تسهيلات عودتهم وضبط أماكن وجودهم، شريطة عودة أهل الموصل فقط، بعيدا عن الغرباء والطفيليين الذين قدموا قبل "داعش"، في أثناء وجودها، وبعد زوالها.
سادساً: تعويض الذين تضررّوا جراء وجود "داعش"، وفي أثناء تحرير المدينة، وعودة الحقوق إلى أصحابها من كل أبناء الطيف، مع تأمين مستقبل المعوقين والأيتام والمشرّدين.
نأمل أن يتخّلص العراق مستقبلاً من أمراضه، وتعود الموصل إلى الحياة، كما عادت هيروشيما من قبل.. إنني متفائل بعودتها بإذن الله، فقد تميّز أهلها بالعمل الجاد والمهنية والفن والإبداع والاستجابة لأشد التحديات التاريخية المريرة.