04 نوفمبر 2024
هذه القمة الخليجية
ليس صحيحاً أن قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها الكويت، أول من أمس الثلاثاء، هي الأولى منذ تأسيس المجلس قبل 37 عاماً التي يتدنّى فيها مستوى تمثيل بعض الدول الأعضاء الست، فقد شهدت قمةٌ في الدوحة شيئا من ذلك، كان السلطان قابوس وحده من قدم من قادة دول المجلس إلى الدولة المضيفة، غير أنه صحيحٌ تماما أن مستوى التدنّي العام في اجتماع الكويت هذا، والذي قد لا تجدر به تسميتُه مؤتمر قمةٍ، كان فادحا، ليس فقط في تمثيل إحدى الدول نفسها بوزير دولةٍ، بلا أي صلاحيات، بل أيضا في ما يجوز اعتباره تدنيّا في احترام دولة الكويت المضيفة، عندما تعرّضت لخديعةٍ معلنةٍ، وبيّنةٍ، تأكّدت في وعود تلقتها من العربية السعودية بحضور الملك سلمان هذه القمة، الأمر الذي كان سيرفع مستوى تمثيل دولتين أخريين، اختارت إحداهما وزير الدولة ذلك، المتفرّغ للتغريد في "تويتر"، والبادي أنه عثر على بعض الوقت، تجشّم فيه وعثاء السفر، لمّا حملته واجباتُ مجاملاتٍ بروتوكوليةٍ نحو أمير الكويت، وعلى مضضٍ كثير، إلى القدوم، وإنفاق نحو ساعةٍ من وقته في هذا الاجتماع الذي لم تر بلاده مدعاةً له. ولا افتراء أو تزيّد في نعت السلوك الذي جرى بأنه خديعةٌ عوملت به الكويت.
وليس صحيحا أنها المرة الأولى التي تنعقد فيه قمةٌ لدول مجلس التعاون في يوم واحد، فقد ماثلتها في هذا الأمر قممٌ سابقةٌ في غير عاصمة خليجية، غير أن الجديد الذي شهده الجمع الذي انعقد في الكويت أن وقت مداولات المجتمعين في شؤون "البيت الخليجي"، بحسب الرّطانة الإنشائية إياها، تدنّى إلى نحو ساعة، وقد أراد حاكمون في بعض الدول الخليجية أن تنفرد هذه القمّة الغريبة بهذا العدد القياسي من الدقائق التي منحها هؤلاء الذين أوفدوا أصحاب المعالي وزراءهم الثلاثة إلى هذا الاجتماع. ولا شطط في الزّعم هنا إن في هذا السلوك إساءةٌ ظاهرةٌ للدولة المضيفة التي ما أرادت أن تبدو في وضع من يمنّ عليه هؤلاء الحاكمون بوقتٍ شحيحٍ من مشاغل وزرائهم المبتعثين.
وليس صحيحاً أن "قمة" الكويت المتحدّث عنها هي الأولى التي لا تعرف غير الكلام الإنشائي الذي لا أرض يقف عليها في الواقع، كما تبدّى في كلمة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، العجيبة، فقد عرفت قممٌ خليجيةٌ وفيرةٌ أرطالا من الإنشاء، أرهقت من كتبوها وصاغوها من موظفي الأمانة العامة كثيرا. ولكنه صحيحٌ تماما أنه كان في وسعنا، نحن النّظارة الذين حدّقنا جيدا في المشهد المؤسف لهذه القمة، أن نحتمل مزيدا من الكلام الإنشائي المعهود، غير أن مقادير الكاريكاتورية من الصنف الركيك التي حضرت في كلام الموظف الأرفع في مؤسسة مجلس التعاون لم تكن محتملةً على أسماعنا، فالرجل إما أراد التنكيت في تظاهرةٍ كان علامات التّجهم غير خافيةٍ على وجوه الوزراء الثلاثة إياهم، أو أن الوقت لم يسعف موظفيه لكتابة كلمةٍ جديدة، جدّيةٍ بعض الشيء، فوقع على هذه الكلمة في أرشيف الأمانة العامة، والتي ربما قيلت في اجتماع وزاري منسيٍّ لدول مجلس التعاون، ثم ألقاها في قاعة قصر البيان في الكويت، من دون أن يحفل بأي هزلٍ تشيعه، ولا سيما أنه أفرط فيها في الكلام عن وحدة دول الخليج، وتكاملها، وسوقها المشتركة، وطموحات شعوبها الموحدة، وغير ذلك من صنوف الكذب الصريح، والذي تبدّى منسوبُه فادحا، في غضون الحال الذي نعرف من قطيعةٍ قرّرتها ثلاث دول بين مواطنيها ومواطني دولةٍ رابعة، ومن إغلاقٍ للحدود والأجواء، بل وإعاقة أداء مواطني هذه الدولة مناسك الحج، وغير ذلك من مظاهر حصارٍ بالغ الصلافة، أشاع بين شعوب دول الخليج مشاعر سلبيةً، ساعد على ذلك ما احترفته وسائط الإعلام في هذه الدول من أداء وضيع، في توطين الكراهية والبغضاء.
ليس في وسع معلقٍ منصفٍ فيما يتعلق بالواقعة الخليجية الأسبوع الجاري أن يغفل عن تثمين الجهد الجبار الذي بذله أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، من أجل إحداث خرقٍ ما في جدار الأزمة المصنوعة ضد دولة قطر، وذلك في حرصه الشديد على عقد هذه القمة في مكانها وموعدها وبحضور الجميع، لتكون فرصةً لإنقاذ مجلس التعاون... وأن يصر أمير الكويت على مواصلة وساطته فهذا مبعث تقديرٍ مضاعفٍ لشخصه، ولبلاده، أعانه الله.
وليس صحيحا أنها المرة الأولى التي تنعقد فيه قمةٌ لدول مجلس التعاون في يوم واحد، فقد ماثلتها في هذا الأمر قممٌ سابقةٌ في غير عاصمة خليجية، غير أن الجديد الذي شهده الجمع الذي انعقد في الكويت أن وقت مداولات المجتمعين في شؤون "البيت الخليجي"، بحسب الرّطانة الإنشائية إياها، تدنّى إلى نحو ساعة، وقد أراد حاكمون في بعض الدول الخليجية أن تنفرد هذه القمّة الغريبة بهذا العدد القياسي من الدقائق التي منحها هؤلاء الذين أوفدوا أصحاب المعالي وزراءهم الثلاثة إلى هذا الاجتماع. ولا شطط في الزّعم هنا إن في هذا السلوك إساءةٌ ظاهرةٌ للدولة المضيفة التي ما أرادت أن تبدو في وضع من يمنّ عليه هؤلاء الحاكمون بوقتٍ شحيحٍ من مشاغل وزرائهم المبتعثين.
وليس صحيحاً أن "قمة" الكويت المتحدّث عنها هي الأولى التي لا تعرف غير الكلام الإنشائي الذي لا أرض يقف عليها في الواقع، كما تبدّى في كلمة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، العجيبة، فقد عرفت قممٌ خليجيةٌ وفيرةٌ أرطالا من الإنشاء، أرهقت من كتبوها وصاغوها من موظفي الأمانة العامة كثيرا. ولكنه صحيحٌ تماما أنه كان في وسعنا، نحن النّظارة الذين حدّقنا جيدا في المشهد المؤسف لهذه القمة، أن نحتمل مزيدا من الكلام الإنشائي المعهود، غير أن مقادير الكاريكاتورية من الصنف الركيك التي حضرت في كلام الموظف الأرفع في مؤسسة مجلس التعاون لم تكن محتملةً على أسماعنا، فالرجل إما أراد التنكيت في تظاهرةٍ كان علامات التّجهم غير خافيةٍ على وجوه الوزراء الثلاثة إياهم، أو أن الوقت لم يسعف موظفيه لكتابة كلمةٍ جديدة، جدّيةٍ بعض الشيء، فوقع على هذه الكلمة في أرشيف الأمانة العامة، والتي ربما قيلت في اجتماع وزاري منسيٍّ لدول مجلس التعاون، ثم ألقاها في قاعة قصر البيان في الكويت، من دون أن يحفل بأي هزلٍ تشيعه، ولا سيما أنه أفرط فيها في الكلام عن وحدة دول الخليج، وتكاملها، وسوقها المشتركة، وطموحات شعوبها الموحدة، وغير ذلك من صنوف الكذب الصريح، والذي تبدّى منسوبُه فادحا، في غضون الحال الذي نعرف من قطيعةٍ قرّرتها ثلاث دول بين مواطنيها ومواطني دولةٍ رابعة، ومن إغلاقٍ للحدود والأجواء، بل وإعاقة أداء مواطني هذه الدولة مناسك الحج، وغير ذلك من مظاهر حصارٍ بالغ الصلافة، أشاع بين شعوب دول الخليج مشاعر سلبيةً، ساعد على ذلك ما احترفته وسائط الإعلام في هذه الدول من أداء وضيع، في توطين الكراهية والبغضاء.
ليس في وسع معلقٍ منصفٍ فيما يتعلق بالواقعة الخليجية الأسبوع الجاري أن يغفل عن تثمين الجهد الجبار الذي بذله أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، من أجل إحداث خرقٍ ما في جدار الأزمة المصنوعة ضد دولة قطر، وذلك في حرصه الشديد على عقد هذه القمة في مكانها وموعدها وبحضور الجميع، لتكون فرصةً لإنقاذ مجلس التعاون... وأن يصر أمير الكويت على مواصلة وساطته فهذا مبعث تقديرٍ مضاعفٍ لشخصه، ولبلاده، أعانه الله.