اليمن في جنيف

15 يونيو 2015
+ الخط -
تتسارع الأحداث في اليمن، وتنقلب الموازين، وتتغير المعادلات، والتحالفات على الأرض، فمنذ انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس/آذار الماضي، وهناك واقع جديد، تصنعه المقاومة والمعاناة معاً.

مؤتمر جنيف الذي دعت إليه الأمم المتحدة، وسعت إليه أطراف إقليمية، من أجل إيجاد مخرج لحل الأزمة أجِّل مرتين، وظهرت خلافات كبيرة بين حلفاء الانقلاب وآخرين لهم كانوا شركاء من خلف الستار، كما وضحت مواقف وبيانات، أخيراً، جعلت متابعين كثيرين لا يخفون دهشتهم، بل وحنقهم من الأمر، ويقولون إن كل الطرق لا تؤدي إلى جنيف.

بيان للحزب الاشتراكي اليمني أثار جدلاً كثيراً، جعل بعضهم يعلق "قدم في الرياض، وأخرى في أحضان السيد والانقلاب في صنعاء"، وهو البيان الذي أكد مواقف سابقة للحزب كانت غامضة، وفيها تلاعب بالألفاظ والمصطلحات، ظاهرها الحياد، وفي باطنها تأييد الواقع الجديد الذي أوجدته جماعة مسلحة وخارجة عن القوانين والأعراف في البلاد.

موقف آخر لحزب العدالة والبناء، الحزب الجديد الذي تشكل بعد ثورة فبراير 2011، وهو الذي تشكل من المنشقين من الحزب الحاكم حينها "المؤتمر الشعبي العام"، حزب علي عبدالله صالح، فبدا موقف قيادي في الحزب إلى صفوف الحوثيين، وهو محمد أبو لحوم، بينما عبد العزيز جباري، الأمين العام للحزب، في الرياض مجاوراً للرئيس عبد ربه منصور هادي، وبقية حكومته هناك.

جاءت تصريحات الحزب الناصري متأخرة قليلاً، فبعد جدل استمر يومين عن موقف الاشتراكي، وبعد امتناع وفد الحوثيين وصالح من ركوب طائرة الأمم المتحدة، يتصدر عبدالله المقطري معلناً رأي حزبه، وأنه أيضاً تلقى دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، لكنه أوضح الحقيقة التي يبدو أنها فخ من هيئة الأمم المتحدة التي جعلت المتفاوضين فريقين، هما الأحزاب الموجودة في الداخل، جنباً إلى جنب مع المخلوع والحوثي، وفريق الرياض المكون من الحكومة وآخرين.

رفضت قيادات في الحراك الجنوبي الأمر، وقالت إن مشاورات جنيف لا تهمها، أيضاً المقاومة على الأرض التي استمرت في تقدمها وإحراز مزيد من الانتصارات في جبهات عدة في عدن وتعز ومأرب، حتى في صنعاء نفسها.
 
وفي تطور كبير، أعلنت المقاومة عن نفسها في إقليم آزال، حيث معقل الحوثيين وصالح، إذ تبنت المقاومة أربع عمليات، آخرها في ساعات اليوم الأحد الأولى، فقد أعُلن عن مقتل قريب لنجل المخلوع، أحمد علي عبدالله صالح، الأمر الذي يؤكد أن المقاومة لا يهمها جنيف أيضاً، وأن لا طريق غير النضال والحرب.
avata
avata
عمار زعبل (اليمن)
عمار زعبل (اليمن)