10 فبراير 2016
مأساة اليمنيين الجديدة
عمار زعبل (اليمن)
عام كامل، واليمن تقاوم الانقلابيين ومشروعهم التمزيقي، وهو المشروع الذي غدا (بالوعة) جمعت كل الحاقدين واليائسين والعملاء ممن ارتهنوا لمشاريع خارجية، تسعى إلى أن تكون المنطقة ككل ساحة صراع كبيرة.
في ظرف سياسي، وجد عبد الملك الحوثي، القادم من تخوم صعدة، نفسه صخرة كبيرة، وقال بعضهم بالونة منتفخة سدت أية قناة للحوار والعمل السياسي، كان سدا منيعا رأى الناقمون من الشعب أن الفرصة مؤاتية ليلعب الحوثي وجماعته دوراً محورياً، لإعادة بوصلة الاستبداد من جديد إلى الوراء، ليقفوا معا أمام الجموع التي خرجت في العام 2011، وطموحاتها بيمن تسود فيه قوانين ونظم وعدالة.
2011 العام الذي هز كرسي الرئيس المخلوع حقا، لكنه أيضا زلزل عرش الكهنوت والإمامة، التي ما زالت تمني نفسها بحكم اليمن، وأنها لن تسيطر السيطرة الكاملة بالديمقراطية، بل بقوة الغلبة والسلاح والسلطة، فكان لها ذلك في تحالف غريب ضم عسكريين وقبليين وسياسيين، والأغرب منه، والذي لم يفسر إلى اليوم انضمام مثقفين وساسة، كانوا إلى الأمس القريب يعدون أنفسهم تقدميين وعصريين، ولا يبحثون إلا عن دولة مدنية، فضاعت الدولة وغابت المدنية والأفكار، لتبقى فقط العصابات والمليشيات والاختطافات، ناهيك عن القتل والدمار الذي شمل الأرض اليمنية.
في عام 2015، خرج الرئيس عبدربه منصور هادي خلسة من العاصمة صنعاء. هكذا سيكتب التاريخ، خرج، لكنه كان يبيت العودة كما اتضح فيما بعد، فبعد أيام، أعلن عن تحالف عربي تقوده السعودية، وما زالت لعودة الشرعية واستعادة الدولة، التي غدت بين عشية وضحاها تحت تصرف جماعة صغيرة من الشعب وقائد لها أخذته العزة بالإثم، ليستعبد الناس من جديد، إضافة إلى شهوة رئيس مخلوع بالمال والحكم والتحكم بمصير اليمنيين وقوتهم وحياتهم، وهو الذي وصف نفسه من قبل بأنه كاللاعب على رؤوس الثعابين.
وعام 2015 هو الذي يؤرخ لمأساة اليمنيين في القرن الواحد والعشرين، مأساتهم التي لم تأت من تهدم سد أو هجرة أقوام، كما في مأساتهم القديمة، التي قالت عنها الأسطورة بأنها كانت نتيجة لرعونة فأر، فالمأساة الجديدة ظهرت فيها الثعابين من جحورها، وكهوفها، ومكاتبها ومقراتها، وكذلك الفئران الجبلية القارضة، فاليمن هي البلد الوحيد الذي تتحكم بسياساته وخططه الثعابين، ولا شيء غيرها سوى الذئاب وحيوانات أخرى مفترسة، بعضها مستنسخة ومفرخة من معامل محددة أي جحور واحدة، كالقاعدة وداعش وأخواتهما، فتعددت وسائل الموت واللادغ واحد كما يقول متابعون والملدوغ أيضا وهو اليمني، الذي صار يحفظ عن ظهر قلب، "أنا اليمني يا لوجع اليماني".
وهو العام الذي تعددت فيه الوجهات والمخططات، وربما النيات، وهي المبيتة. لكن توحد فيه الألم غير آبه بالزمكان أو الديموغرافيا، فهو جسد واحد يتوجع، وإن بدا الألم أكثر في الجنوب، فتعز، التي ما زالت تشكو أوجاعها وتبكي حصارها، وتنادي، علها تسمع قلوبا حية، وما أكثرها في العالم الحر، الذي بدأ عامه الجديد مع مأساتها، وأنين أطفالها ونسائها، وليت ساعة مجيب.
في ظرف سياسي، وجد عبد الملك الحوثي، القادم من تخوم صعدة، نفسه صخرة كبيرة، وقال بعضهم بالونة منتفخة سدت أية قناة للحوار والعمل السياسي، كان سدا منيعا رأى الناقمون من الشعب أن الفرصة مؤاتية ليلعب الحوثي وجماعته دوراً محورياً، لإعادة بوصلة الاستبداد من جديد إلى الوراء، ليقفوا معا أمام الجموع التي خرجت في العام 2011، وطموحاتها بيمن تسود فيه قوانين ونظم وعدالة.
2011 العام الذي هز كرسي الرئيس المخلوع حقا، لكنه أيضا زلزل عرش الكهنوت والإمامة، التي ما زالت تمني نفسها بحكم اليمن، وأنها لن تسيطر السيطرة الكاملة بالديمقراطية، بل بقوة الغلبة والسلاح والسلطة، فكان لها ذلك في تحالف غريب ضم عسكريين وقبليين وسياسيين، والأغرب منه، والذي لم يفسر إلى اليوم انضمام مثقفين وساسة، كانوا إلى الأمس القريب يعدون أنفسهم تقدميين وعصريين، ولا يبحثون إلا عن دولة مدنية، فضاعت الدولة وغابت المدنية والأفكار، لتبقى فقط العصابات والمليشيات والاختطافات، ناهيك عن القتل والدمار الذي شمل الأرض اليمنية.
في عام 2015، خرج الرئيس عبدربه منصور هادي خلسة من العاصمة صنعاء. هكذا سيكتب التاريخ، خرج، لكنه كان يبيت العودة كما اتضح فيما بعد، فبعد أيام، أعلن عن تحالف عربي تقوده السعودية، وما زالت لعودة الشرعية واستعادة الدولة، التي غدت بين عشية وضحاها تحت تصرف جماعة صغيرة من الشعب وقائد لها أخذته العزة بالإثم، ليستعبد الناس من جديد، إضافة إلى شهوة رئيس مخلوع بالمال والحكم والتحكم بمصير اليمنيين وقوتهم وحياتهم، وهو الذي وصف نفسه من قبل بأنه كاللاعب على رؤوس الثعابين.
وعام 2015 هو الذي يؤرخ لمأساة اليمنيين في القرن الواحد والعشرين، مأساتهم التي لم تأت من تهدم سد أو هجرة أقوام، كما في مأساتهم القديمة، التي قالت عنها الأسطورة بأنها كانت نتيجة لرعونة فأر، فالمأساة الجديدة ظهرت فيها الثعابين من جحورها، وكهوفها، ومكاتبها ومقراتها، وكذلك الفئران الجبلية القارضة، فاليمن هي البلد الوحيد الذي تتحكم بسياساته وخططه الثعابين، ولا شيء غيرها سوى الذئاب وحيوانات أخرى مفترسة، بعضها مستنسخة ومفرخة من معامل محددة أي جحور واحدة، كالقاعدة وداعش وأخواتهما، فتعددت وسائل الموت واللادغ واحد كما يقول متابعون والملدوغ أيضا وهو اليمني، الذي صار يحفظ عن ظهر قلب، "أنا اليمني يا لوجع اليماني".
وهو العام الذي تعددت فيه الوجهات والمخططات، وربما النيات، وهي المبيتة. لكن توحد فيه الألم غير آبه بالزمكان أو الديموغرافيا، فهو جسد واحد يتوجع، وإن بدا الألم أكثر في الجنوب، فتعز، التي ما زالت تشكو أوجاعها وتبكي حصارها، وتنادي، علها تسمع قلوبا حية، وما أكثرها في العالم الحر، الذي بدأ عامه الجديد مع مأساتها، وأنين أطفالها ونسائها، وليت ساعة مجيب.
مقالات أخرى
05 فبراير 2016
07 يناير 2016
13 سبتمبر 2015