11 نوفمبر 2024
دكتور علاء ومستر الأسواني: حواديت فيرمونت
نصدّق علاء الأسواني الذي أقسم في 2015 بأنه بريء من لقاء فيرمونت في حوار مع بوابة يناير، قال فيه "أنا محضرتش فيرمونت، أنا مظلوم في موضوع فيرمونت ده خالص"؟، أم نصدّق أسواني 2019 الذي تذكر بعد رحيل الرئيس الشهيد، محمد مرسي، أنه شارك في اللقاء، وتحدّث إلى مرسي، الذي لم يكن قد صار رئيسًا بعد؟
في مقاليه المنشورين أخيرا يحكّ علاء الأسواني ذاكرته، مستخرجًا وقائع لقاءاته مع مرسي، بعد رحيل الرجل، لكنه لا يكتفي بحكّ الذاكرة، وإنما يستثمر في صياغة وقائع، لزوم حشو الصفحات، وبما يظهره، كالعادة، الشاهد الوحيد والفارس الأوحد، وكأن أحدًا غيره لم يكن هناك.
يلحس علاء في مقاليه الأحدث كلام الأسواني في حواراتٍ سابقة، فيتحدث بإسهاب عن لقائه الأول مع الرئيس مرسي، وهو اللقاء الذي نفى حدوثه قبل أربع سنوات، فيقول "ذهبت متأخرا فوجدت ممثلين عن معظم القوى الثورية جالسين مع مرسي، الذى تكلم بنفس العبارات الإنشائية المطّاطة التي لا تعني شيئا، ولاحظت وجود بضعة أشخاص حول مرسي لم يعرفنا بهم، وكان واضحا أنهم يُملون عليه معلومات معينة قبل أن يتكلم".
ما فهمته من المقال الأول أن الأسواني أدرك أنه لا جدوى من الحديث مع هذا الرجل، لذلك رفض حضور مؤتمر فيرمونت، والتوقيع على البيان الصادر عنه، لكنه، على الرغم من ذلك، ذهب للقاءٍ ثانٍ بعد أن صار الدكتور مرسي رئيسًا، حيث يروي حكاية انقطاع المياه عن القصر الجمهوري قبل وصول الرئيس الجديد، ليخلص منها إلى نتيجة قاطعة، هي أن ذلك كان "دليلا آخر على أن هذا الرجل الطيب لا يصلح فعلا لمنصب الرئيس". وحقيقة القصة كما سمعناها جميعًا من أعضاء الفريق الرئاسي الجديد، علم من إدارة القصر أن أعمال الصيانة لجميع مرافقه، ومستلزمات الضيافة، بما فيها الشاي والسكر والقهوة، متوقفة تمامًا منذ إنهاء خدمة زكريا عزمي، عقب خلع حسني مبارك.
في مشهد آخر، يحكي الأسواني عن رد فعل الرئيس مرسي، حين تحدث الحضور عن حادث منع المسيحيين من دخول كنيسة في الاسكندرية، فيصيغ القصة كالتالي "ما أقترحه على سيادتك أن تستقل سيارتك وتذهب إلى الكنيسة، وتتناول الطعام مع الرهبان حتى ترسل رسالة للجميع أن الرئيس الإسلامي سيكون أحرص من سواه على حماية الأقباط". استحسن كثيرون الفكرة (أذكر منهم وائل غنيم ) أما مرسي نفسه فقد بدا عليه الحماس البالغ، وقال: هذه فكرة عظيمة لابد من تنفيذها فورا".
أما وأن الأسواني تحدث في هذا الأمر فقد حدث فعلًا، لكن رد الرئيس مرسي، كما سمعته بنفسي، وسمعه كل الحضور، فقد دوّنته في مقال منشور عقب اللقاء مباشرة، كالتالي "وعند هذه النقطة، علق الرئيس الدكتور محمد مرسى بقوله إنه يشعر بالإهانة والجرح حين يتصل به مسؤول غربي مهنئا بفوزه، ثم يقول له إنهم مطمئنون إلى أن حقوق الأقباط لن تمس أثناء حكمه، معتبرا أنّ العبارة الأخيرة ربما تحمل نوعا من القلق والتشكك من جانب المهنئين فى وضع الأقباط فى ظل حكم رئيس قادم من جماعة الأخوان المسلمين.. وحسما للجدل شدّد مرسي على أنه حريصٌ على التطبيق الكامل لكل ما أعلنه في حملته وبرنامجه الانتخابي من أن الأقباط إخوة متساوون مع أشقائهم المسلمين، لهم الحقوق ذاتها وعليهم الواجبات نفسها، على أساس من المواطنة المتساوية الكاملة".
يدهشك في حواديت الأسواني تأكيده القاطع على أنه أدرك، منذ اللقاء الأول، أن هذا الرجل لا يصلح رئيسًا، وأنه لم يكن طرفًا، فيما بعد، في كل مخرجات لقاء فيرمونت. ولكن الثابت قطعًا ويقينًا أن هذا ليس حقيقيًا، إذ شارك الأسواني في لقاءات الجبهة الوطنية التي تشكلت من المشاركين في ورقة فيرمونت، وأذكر أنه حضر اجتماعاتها الأولى للتداول في ترشيحات أعضاء الحكومة، ومنها، مثلًا، اجتماع بمقر حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، حيث طرح الأسواني موضوعاتٍ عبثيةً عن الحريات الشخصية، ضاربًا مثلًا بحرية تناول الخمور في الأماكن العامة على نحو أثار دهشة الحضور، ومنهم أبو الفتوح الذي رد عليه بأن مفهوم الحرية أوسع من حصره في نقطة مثل هذه.
لا يترك الأسواني مناسبة إلا ويطعن في صحة نتيجة الانتخابات الرئاسية، مظهرًا ميلًا إلى اعتبار أحمد شفيق هو الناجح، مرددًا كل ما يردده الجنرال على أنه حقائق. وأظن أن أفضل من يرد على مستر علاء هو الدكتور أسواني شخصيًا، الذي كان لا يترك فرصة في الأيام التالية لفوز الدكتور مرسي إلا ويعلن فيها أن المجلس العسكري مارس انحيازًا فاضحًا للفريق شفيق، وحاول تزوير الانتخابات لصالحه، بإضافة أسماء الموتى والعسكريين للتصويت له. .. ومرة أخرى، من نصدق: علاء الثورة، أم أسواني الثورة المضادة؟. والحديث موصول.
في مقاليه المنشورين أخيرا يحكّ علاء الأسواني ذاكرته، مستخرجًا وقائع لقاءاته مع مرسي، بعد رحيل الرجل، لكنه لا يكتفي بحكّ الذاكرة، وإنما يستثمر في صياغة وقائع، لزوم حشو الصفحات، وبما يظهره، كالعادة، الشاهد الوحيد والفارس الأوحد، وكأن أحدًا غيره لم يكن هناك.
يلحس علاء في مقاليه الأحدث كلام الأسواني في حواراتٍ سابقة، فيتحدث بإسهاب عن لقائه الأول مع الرئيس مرسي، وهو اللقاء الذي نفى حدوثه قبل أربع سنوات، فيقول "ذهبت متأخرا فوجدت ممثلين عن معظم القوى الثورية جالسين مع مرسي، الذى تكلم بنفس العبارات الإنشائية المطّاطة التي لا تعني شيئا، ولاحظت وجود بضعة أشخاص حول مرسي لم يعرفنا بهم، وكان واضحا أنهم يُملون عليه معلومات معينة قبل أن يتكلم".
ما فهمته من المقال الأول أن الأسواني أدرك أنه لا جدوى من الحديث مع هذا الرجل، لذلك رفض حضور مؤتمر فيرمونت، والتوقيع على البيان الصادر عنه، لكنه، على الرغم من ذلك، ذهب للقاءٍ ثانٍ بعد أن صار الدكتور مرسي رئيسًا، حيث يروي حكاية انقطاع المياه عن القصر الجمهوري قبل وصول الرئيس الجديد، ليخلص منها إلى نتيجة قاطعة، هي أن ذلك كان "دليلا آخر على أن هذا الرجل الطيب لا يصلح فعلا لمنصب الرئيس". وحقيقة القصة كما سمعناها جميعًا من أعضاء الفريق الرئاسي الجديد، علم من إدارة القصر أن أعمال الصيانة لجميع مرافقه، ومستلزمات الضيافة، بما فيها الشاي والسكر والقهوة، متوقفة تمامًا منذ إنهاء خدمة زكريا عزمي، عقب خلع حسني مبارك.
في مشهد آخر، يحكي الأسواني عن رد فعل الرئيس مرسي، حين تحدث الحضور عن حادث منع المسيحيين من دخول كنيسة في الاسكندرية، فيصيغ القصة كالتالي "ما أقترحه على سيادتك أن تستقل سيارتك وتذهب إلى الكنيسة، وتتناول الطعام مع الرهبان حتى ترسل رسالة للجميع أن الرئيس الإسلامي سيكون أحرص من سواه على حماية الأقباط". استحسن كثيرون الفكرة (أذكر منهم وائل غنيم ) أما مرسي نفسه فقد بدا عليه الحماس البالغ، وقال: هذه فكرة عظيمة لابد من تنفيذها فورا".
أما وأن الأسواني تحدث في هذا الأمر فقد حدث فعلًا، لكن رد الرئيس مرسي، كما سمعته بنفسي، وسمعه كل الحضور، فقد دوّنته في مقال منشور عقب اللقاء مباشرة، كالتالي "وعند هذه النقطة، علق الرئيس الدكتور محمد مرسى بقوله إنه يشعر بالإهانة والجرح حين يتصل به مسؤول غربي مهنئا بفوزه، ثم يقول له إنهم مطمئنون إلى أن حقوق الأقباط لن تمس أثناء حكمه، معتبرا أنّ العبارة الأخيرة ربما تحمل نوعا من القلق والتشكك من جانب المهنئين فى وضع الأقباط فى ظل حكم رئيس قادم من جماعة الأخوان المسلمين.. وحسما للجدل شدّد مرسي على أنه حريصٌ على التطبيق الكامل لكل ما أعلنه في حملته وبرنامجه الانتخابي من أن الأقباط إخوة متساوون مع أشقائهم المسلمين، لهم الحقوق ذاتها وعليهم الواجبات نفسها، على أساس من المواطنة المتساوية الكاملة".
يدهشك في حواديت الأسواني تأكيده القاطع على أنه أدرك، منذ اللقاء الأول، أن هذا الرجل لا يصلح رئيسًا، وأنه لم يكن طرفًا، فيما بعد، في كل مخرجات لقاء فيرمونت. ولكن الثابت قطعًا ويقينًا أن هذا ليس حقيقيًا، إذ شارك الأسواني في لقاءات الجبهة الوطنية التي تشكلت من المشاركين في ورقة فيرمونت، وأذكر أنه حضر اجتماعاتها الأولى للتداول في ترشيحات أعضاء الحكومة، ومنها، مثلًا، اجتماع بمقر حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، حيث طرح الأسواني موضوعاتٍ عبثيةً عن الحريات الشخصية، ضاربًا مثلًا بحرية تناول الخمور في الأماكن العامة على نحو أثار دهشة الحضور، ومنهم أبو الفتوح الذي رد عليه بأن مفهوم الحرية أوسع من حصره في نقطة مثل هذه.
لا يترك الأسواني مناسبة إلا ويطعن في صحة نتيجة الانتخابات الرئاسية، مظهرًا ميلًا إلى اعتبار أحمد شفيق هو الناجح، مرددًا كل ما يردده الجنرال على أنه حقائق. وأظن أن أفضل من يرد على مستر علاء هو الدكتور أسواني شخصيًا، الذي كان لا يترك فرصة في الأيام التالية لفوز الدكتور مرسي إلا ويعلن فيها أن المجلس العسكري مارس انحيازًا فاضحًا للفريق شفيق، وحاول تزوير الانتخابات لصالحه، بإضافة أسماء الموتى والعسكريين للتصويت له. .. ومرة أخرى، من نصدق: علاء الثورة، أم أسواني الثورة المضادة؟. والحديث موصول.