16 نوفمبر 2024
الدوحة تربح بالنقاط
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
لم يمض أسبوعان على الحملة الإماراتية السعودية ضد قطر، حتى بدأت الدوحة تكسب سياسياً على الصعيدين، العربي والدولي، وتحظى بتعاطف وتضامن الرأي العام الذي ثمّن عدم انجرار دولة قطر ومؤسساتها إلى مسلسل الإسفاف والرداءة والتزوير الذي بلغه إعلام أبوظبي والرياض. ولا يعود ذلك فقط إلى الهجوم الدبلوماسي الناجح الذي شنّته الدوحة، بعد امتصاص الصدمة الأولى، بل إلى إدراك الرأي العام العربي والدولي تهافت منطق الحملة، وافتقاره إلى المصداقية واعتماده على الفبركة والتشويش.
وأخذت الحملة تسجل ردود فعل عربية ودولية بارزة، من المغرب إلى إيران وتركيا وروسيا، بالإضافة إلى أوروبا. وعلى الرغم من التدرجات في المواقف، فإن قاسما مشتركاً يجمعها، وهو رفض الحصار والمقاطعة التي تم فرضها على الدوحة من الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، وعبّرت الدول، بطرق مختلفة، عن استهجانها إجراءات الحصار، واعتبرته غير مقبول، ولا يؤدي إلى علاج الأزمة، بل يزيد منها ويعقدها أكثر، وتلحق الضرر بشرائح اجتماعية واسعة، ليس في قطر وحدها، بل من مواطني الدول الأربع نفسها، لا سيما وأنها تتم خلال شهر رمضان وقبيل عيد الفطر وبدء الإجازات الصيفية والعطلة المدرسية.
والأمر الهام هو تطوع أطراف عربية ودولية من أجل القيام بوساطة لرفد الوساطة التي شرع بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، منذ بداية الأزمة، وكان لها دورها الإيجابي في تهدئة النفوس، على الرغم من أن الرياض وأبوظبي لم تحترما مبادرة الشيخ صباح، ولم تقدما له الأسباب التي دعتهما لاتخاذ الخطوات العدائية ضد قطر وشعبها.
على الصعيد العربي، أحسن المغرب صنيعاً، حين طرح مبادرة وساطة من أجل مساندة جهود الكويت، وقدّم لمبادرته، في بيان صدر عن وزارة الخارجية، رفض فيه التدخل في شؤون الدول، في إشارة واضحة وصريحة إلى الحصار الذي فرضته الدول الأربع، وجاءت عملية إرسال طائرات محملة بالغذاء إلى قطر التفاتة تتجاوز البعد الإنساني إلى إبداء التضامن السياسي، الأمر الذي لم تكن تنتظره الإمارات والسعودية من المغرب الذي اختار على ما وصف بيانه "الحياد الإيجابي".
ومع تعدّد المواقف من أميركا وفرنسا وروسيا وألمانيا، يبقى أكثر المواقف دلالة هو الذي صدر عن تركيا التي صادق برلمانها على اتفاقية التعاون العسكري مع قطر، وقرّرت بموجبه إرسال قوات إلى الدوحة، الأمر الذي نظرت له الرياض وأبوظبي بعدم الرضى، واتبعت أنقرة هذا ببيانات وتصريحات تدين حصار قطر، وكان أبلغ تصريح صدر عن الرئيس التركي، رجب أردوغان، الذي وصف ما تتعرض له قطر بأنه "أشبه بعقوبة إعدام".
لم تحقق الحملة الإعلامية التي قادتها قناتا سكاي نيوز والعربية الهدف المرجو، وهو شيطنة قطر وتشويه صورتها وتلبيسها تهمة الإرهاب، بل على العكس من ذلك أدّى التزوير والمبالغة إلى سقوط هاتين القناتين في نظر الرأي العام، الذي أدرك، منذ اليوم الأول، أنه ليس لدى القناتين سوى سلاح التزوير.
وكشفت الحملة عن مسألة مهمة جداً، وهي أن سلطات الرياض وأبوظبي سخّرت الإعلام على نحو دمر صورة الصحافة والقنوات التلفزية في البلدين، وبدّد، خلال أيام معدودة، ما بناه أهل هذه المهنة من مصداقية وسمعة طيبة خلال عدة عقود.
وفي علامة بارزة على رجحان الكفة لصالح قطر، ظهر سفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، بعد عشرة أيام من الحصار، ليعلن أنه لا توجد أهداف عسكرية من الحملة، وأن أبوظبي ستسلم واشنطن لائحة مطالبها من الدوحة، وهذا يعني أمرين، أنه اعترف بفشل الحملة، والثاني أن كل ما تم ترويجه عبر الإعلام حتى الآن ليس سوى بروباغندا هوجاء، وتهويش ذهب مع الريح.
وأخذت الحملة تسجل ردود فعل عربية ودولية بارزة، من المغرب إلى إيران وتركيا وروسيا، بالإضافة إلى أوروبا. وعلى الرغم من التدرجات في المواقف، فإن قاسما مشتركاً يجمعها، وهو رفض الحصار والمقاطعة التي تم فرضها على الدوحة من الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، وعبّرت الدول، بطرق مختلفة، عن استهجانها إجراءات الحصار، واعتبرته غير مقبول، ولا يؤدي إلى علاج الأزمة، بل يزيد منها ويعقدها أكثر، وتلحق الضرر بشرائح اجتماعية واسعة، ليس في قطر وحدها، بل من مواطني الدول الأربع نفسها، لا سيما وأنها تتم خلال شهر رمضان وقبيل عيد الفطر وبدء الإجازات الصيفية والعطلة المدرسية.
والأمر الهام هو تطوع أطراف عربية ودولية من أجل القيام بوساطة لرفد الوساطة التي شرع بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، منذ بداية الأزمة، وكان لها دورها الإيجابي في تهدئة النفوس، على الرغم من أن الرياض وأبوظبي لم تحترما مبادرة الشيخ صباح، ولم تقدما له الأسباب التي دعتهما لاتخاذ الخطوات العدائية ضد قطر وشعبها.
على الصعيد العربي، أحسن المغرب صنيعاً، حين طرح مبادرة وساطة من أجل مساندة جهود الكويت، وقدّم لمبادرته، في بيان صدر عن وزارة الخارجية، رفض فيه التدخل في شؤون الدول، في إشارة واضحة وصريحة إلى الحصار الذي فرضته الدول الأربع، وجاءت عملية إرسال طائرات محملة بالغذاء إلى قطر التفاتة تتجاوز البعد الإنساني إلى إبداء التضامن السياسي، الأمر الذي لم تكن تنتظره الإمارات والسعودية من المغرب الذي اختار على ما وصف بيانه "الحياد الإيجابي".
ومع تعدّد المواقف من أميركا وفرنسا وروسيا وألمانيا، يبقى أكثر المواقف دلالة هو الذي صدر عن تركيا التي صادق برلمانها على اتفاقية التعاون العسكري مع قطر، وقرّرت بموجبه إرسال قوات إلى الدوحة، الأمر الذي نظرت له الرياض وأبوظبي بعدم الرضى، واتبعت أنقرة هذا ببيانات وتصريحات تدين حصار قطر، وكان أبلغ تصريح صدر عن الرئيس التركي، رجب أردوغان، الذي وصف ما تتعرض له قطر بأنه "أشبه بعقوبة إعدام".
لم تحقق الحملة الإعلامية التي قادتها قناتا سكاي نيوز والعربية الهدف المرجو، وهو شيطنة قطر وتشويه صورتها وتلبيسها تهمة الإرهاب، بل على العكس من ذلك أدّى التزوير والمبالغة إلى سقوط هاتين القناتين في نظر الرأي العام، الذي أدرك، منذ اليوم الأول، أنه ليس لدى القناتين سوى سلاح التزوير.
وكشفت الحملة عن مسألة مهمة جداً، وهي أن سلطات الرياض وأبوظبي سخّرت الإعلام على نحو دمر صورة الصحافة والقنوات التلفزية في البلدين، وبدّد، خلال أيام معدودة، ما بناه أهل هذه المهنة من مصداقية وسمعة طيبة خلال عدة عقود.
وفي علامة بارزة على رجحان الكفة لصالح قطر، ظهر سفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، بعد عشرة أيام من الحصار، ليعلن أنه لا توجد أهداف عسكرية من الحملة، وأن أبوظبي ستسلم واشنطن لائحة مطالبها من الدوحة، وهذا يعني أمرين، أنه اعترف بفشل الحملة، والثاني أن كل ما تم ترويجه عبر الإعلام حتى الآن ليس سوى بروباغندا هوجاء، وتهويش ذهب مع الريح.
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
بشير البكر
مقالات أخرى
09 نوفمبر 2024
02 نوفمبر 2024
26 أكتوبر 2024