09 نوفمبر 2024
إيران... الفرصة الأخيرة
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
أمام إيران فرصة تاريخية كي تراجع نفسها، وتعيد النظر بسياساتها ومواقفها تجاه العالم العربي، وعلى وجه الخصوص سورية والعراق ولبنان واليمن، حيث باتت رقما صعبا ومحرّكا سياسيا وعسكريا يقرّر مصير أهل هذه المنطقة، ويملي عليها ما يتناسب مع طموحات هذا الجار وأطماعه وحروبه مع العالم. ولعل التحرّك الأميركي الحالي، وحشد القوات في الخليج والشرق الأوسط، يكون دافعا لطهران، كي تسحب جيوشها ومليشياتها من هذه البلدان، وتقلع عن سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب العربية التي دفعت غاليا ثمن المشاريع الإيرانية منذ وصول رجال الدين إلى الحكم.
وصار واضحا أن إحدى أوراق الضغط التي رمتها الإدارة الأميركية على طاولة المواجهة الحالية هي مسألة التدخلات الإيرانية في شؤون البلدان العربية، وجاء في قائمة الشروط الـ12 التي حددتها واشنطن على طهران بسحب القوات الإيرانية من سورية، واحترام سيادة الحكومة العراقية والسماح بنزع سلاح المليشيات، ووقف دعم المليشيات الحوثية والعمل على تسوية سياسية في اليمن. وهناك شروط أخرى تتعلق بوقف تهديد دول الجوار، والحد من دور حزب الله في لبنان.
وكالعادة، لا تعير إيران انتباها لأي دعوةٍ تذهب نحو تحجيم حضورها في العالم العربي، وتتبع سياسة المراوغة والالتفاف، ولا تبدو في وارد التفكير بما يمكن أن يجنّبها الحصار والعقوبات التي تبدو مختلفة هذه المرة عنها في المرات السابقة. وإذا ما استمر الحصار الاقتصادي على هذه الوتيرة، يمكن أن يطيح الحكم الإيراني بلا حرب عسكرية، ويظهر ذلك واضحا في ردود فعل طهران وتحرّكاتها من أجل التحايل على العقوبات، وزار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في الأسبوع الماضي بلدانا عربية، وأعاد تصريحاته التي سبق أن أطلقها أكثر من مرة عن ضرورة اتفاق دول المنطقة على نظام أمني جديد. وكما في المرات السابقة، وضع العربة أمام الحصان، وقدّم مقاربة مختلفة للنظام الذي يجب أن ينظم العلاقات بين الأطراف المعنية.
وتقوم المقاربة الايرانية على أن ما تواجهه المنطقة من توتر وأجواء حرب سبُبه التدخلات الأميركية، وبذلك يقفز الوزير ظريف فوق دور بلاده التخريبي في العالم العربي، وينكر أن إيران هي سبب شقاء الشعوب العربية في سورية والعراق ولبنان واليمن. وتعرف إيران أنها لو لم تتدخل مباشرةً في كل هذه البلدان، لكانت الصورة مختلفة عما هي عليه اليوم. وعلى الرغم من أن طهران تحظى بحلفاء في هذه البلدان، إلا أنها تعني، بالنسبة للغالبية من أهل هذه المنطقة، قوة احتلالٍ بكل ما تعنيه الكلمة، وهناك رأي عام عربي واسع، يؤيد تحجيم إيران، ولجم جماح طموحاتها التوسعية، ويعتبر أنها أضاعت فرصا كثيرة لبناء علاقاتٍ مع العرب، قائمة على احترام حسن الجوار، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وهناك أمر خطير جدا، باتت تظهر مؤشّراته اليوم، وهو أن هذا البلد يعمل على استخدم البلدان العربية للتهرّب من العقوبات، وهذا ما تبيّن عن طريق فتح معبر في مدينة البوكمال السورية تحت إشراف المليشيات التابعة لها، وهذا نهج معروف وتكتيك برعت فيه طهران منذ عدة عقود، وهي تحارب على عدة جبهات، ولكن بالوكالة، والشاهد على ذلك الجيوش التي شكلتها في العراق واليمن ولبنان وسورية، من أجل تنفيذ أجنداتها السياسية والعسكرية.
العرب غير معنيين بالوقوف إلى جانب إيران في معاركها من أجل امتلاك سلاح نووي، وهم على قناعة بأن هذا السلاح سيكون موجها ضدهم، قبل غيرهم، وهذا أمر أكّدته تجارب السنوات الماصية. وبالتالي، ليس أمام إيران سوى أن تراجع مواقفها، وتصحّح سياساتها تجاه العالم العربي.
وصار واضحا أن إحدى أوراق الضغط التي رمتها الإدارة الأميركية على طاولة المواجهة الحالية هي مسألة التدخلات الإيرانية في شؤون البلدان العربية، وجاء في قائمة الشروط الـ12 التي حددتها واشنطن على طهران بسحب القوات الإيرانية من سورية، واحترام سيادة الحكومة العراقية والسماح بنزع سلاح المليشيات، ووقف دعم المليشيات الحوثية والعمل على تسوية سياسية في اليمن. وهناك شروط أخرى تتعلق بوقف تهديد دول الجوار، والحد من دور حزب الله في لبنان.
وكالعادة، لا تعير إيران انتباها لأي دعوةٍ تذهب نحو تحجيم حضورها في العالم العربي، وتتبع سياسة المراوغة والالتفاف، ولا تبدو في وارد التفكير بما يمكن أن يجنّبها الحصار والعقوبات التي تبدو مختلفة هذه المرة عنها في المرات السابقة. وإذا ما استمر الحصار الاقتصادي على هذه الوتيرة، يمكن أن يطيح الحكم الإيراني بلا حرب عسكرية، ويظهر ذلك واضحا في ردود فعل طهران وتحرّكاتها من أجل التحايل على العقوبات، وزار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في الأسبوع الماضي بلدانا عربية، وأعاد تصريحاته التي سبق أن أطلقها أكثر من مرة عن ضرورة اتفاق دول المنطقة على نظام أمني جديد. وكما في المرات السابقة، وضع العربة أمام الحصان، وقدّم مقاربة مختلفة للنظام الذي يجب أن ينظم العلاقات بين الأطراف المعنية.
وتقوم المقاربة الايرانية على أن ما تواجهه المنطقة من توتر وأجواء حرب سبُبه التدخلات الأميركية، وبذلك يقفز الوزير ظريف فوق دور بلاده التخريبي في العالم العربي، وينكر أن إيران هي سبب شقاء الشعوب العربية في سورية والعراق ولبنان واليمن. وتعرف إيران أنها لو لم تتدخل مباشرةً في كل هذه البلدان، لكانت الصورة مختلفة عما هي عليه اليوم. وعلى الرغم من أن طهران تحظى بحلفاء في هذه البلدان، إلا أنها تعني، بالنسبة للغالبية من أهل هذه المنطقة، قوة احتلالٍ بكل ما تعنيه الكلمة، وهناك رأي عام عربي واسع، يؤيد تحجيم إيران، ولجم جماح طموحاتها التوسعية، ويعتبر أنها أضاعت فرصا كثيرة لبناء علاقاتٍ مع العرب، قائمة على احترام حسن الجوار، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وهناك أمر خطير جدا، باتت تظهر مؤشّراته اليوم، وهو أن هذا البلد يعمل على استخدم البلدان العربية للتهرّب من العقوبات، وهذا ما تبيّن عن طريق فتح معبر في مدينة البوكمال السورية تحت إشراف المليشيات التابعة لها، وهذا نهج معروف وتكتيك برعت فيه طهران منذ عدة عقود، وهي تحارب على عدة جبهات، ولكن بالوكالة، والشاهد على ذلك الجيوش التي شكلتها في العراق واليمن ولبنان وسورية، من أجل تنفيذ أجنداتها السياسية والعسكرية.
العرب غير معنيين بالوقوف إلى جانب إيران في معاركها من أجل امتلاك سلاح نووي، وهم على قناعة بأن هذا السلاح سيكون موجها ضدهم، قبل غيرهم، وهذا أمر أكّدته تجارب السنوات الماصية. وبالتالي، ليس أمام إيران سوى أن تراجع مواقفها، وتصحّح سياساتها تجاه العالم العربي.
دلالات
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
بشير البكر
مقالات أخرى
02 نوفمبر 2024
26 أكتوبر 2024
19 أكتوبر 2024