أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، في حديث مع المراسلين العسكرين، أنه أبلغ عائلات جنود ومواطنين إسرائيليين قتل أبناؤهم في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رفضه تشكيل لجنة تحقيق رسمية في العدوان، وكذلك في ما يتعلق باستعدادات الكابينت والجيش الإسرائيلي لمواجهة "خطر الأنفاق الهجومية".
وكانت نحو 35 عائلة إسرائيلية وجهت، أمس، كتاباً رسمياً لنتنياهو بهذا الخصوص، مع اقتراب الذكرى السنوية الرسمية للقتلى الإسرائيليين الذين سقطوا خلال العدوان المذكور.
وتطالب العائلات المذكورة بلجنة تحقيق في ظل الإخفاق الإسرائيلي في العدوان الذي استمر لأكثر من خمسين يوماً، بالاستناد إلى ما رشح قبل شهرين عن مسودة تقرير خاص وضعه مراقب الدولة الإسرائيلية حول استعدادات دولة الاحتلال على مختلف الجبهات لمواجهة التحدي والخطر المتمثل بـ"الأنفاق الهجومية" لحركة "حماس".
لكن نتنياهو يدعي أن هذا الطلب يأتي مدفوعا من أطراف لها مصالح سياسية ضد حكومته وتشجع عائلات القتلى الإسرائيليين على المطالبة بتشكيل لجنة رسمية.
ويرى نتنياهو، بحسب ما أورد موقع "معاريف أون لاين"، أنه لا يمكن للمستوى السياسي في إسرائيل العمل في ظل وجود لجنة تحقيق رسمية، وأن كافة الادعاءات بشأن عدم مناقشة خطر الأنفاق عارية عن الصحة.
وأكد مقربون من نتنياهو ما تم الكشف عنه من تسريبات تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي، أن الحكومة الإسرائيلية خصصت بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 ومطلع تموز/ يوليو، 8 جلسات على الأقل لمناقشة خطر الأنفاق الهجومية في قطاع غزة، وأن كل من يدعي "أن إسرائيل فوجئت بالأنفاق ولم تعرف عنها يقوم باستغلال عائلات القتلى، لأن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية سربت في أواسط شهر مايو/ أيار، تفاصيل من مسودة تقرير لمراقب الدولة الإسرائيلي، يوسيف شبيرا، حول خطر الأنفاق يستدل منها أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بني غانتس، قال أمام الكابينيت السياسي والأمني في اليوم الأول من عدوان يوليو/تموز 2014 على قطاع غزة، مع اكتشاف النفق الهجومي عند كيرم شالوم، إن حماس لا تعتزم شن عمليات أخرى عبر الأنفاق وأنها غير جاهزة لشن عمليات كهذه. لكن تبيّن خلال العدوان أن حماس تمكنت من شن أربع هجمات عبر الأنفاق الهجومية ومباغتة جنود الاحتلال والاشتباك معهم.
وكشف التقرير المذكور في نسخته الأولى التي وجهت لكل من رئيس الحكومة، نتنياهو، ورئيس الأركان، بني غانتس، ووزير الأمن السابق، يعالون، لتقديم ملاحظاتهم، إلى أن مراقب الدولة كشف عن إخفاقات ومواطن فشل جدي في كل ما يتعلق باستعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة خطر الأنفاق في السنوات التي سبقت العدوان وخلاله أيضاً.
كما هاجم الجندي القاتل رئيس أركان الجيش، الجنرال غادي أيزنكوط، ووزير الأمن السابق موشيه يعالون، مدعيا أنه كان عليهما ألا يصدرا تصريحات ضده قبل انتهاء المحكمة.