ريم نصري: أكره أصالة الديكتاتورية وأمّي الظالمة.. وأحبّ الأسد

04 ابريل 2014
تصوير محمد رمضان
+ الخط -
"يا سيد الأباة" كانت القصيدة التي أخرجت ريم نصري من حزنها العائلي القديم. فالشقيقة الحسّاسة جداً تحمل في قلبها حزناً كبيراً. حزناً طفولياً جعلها تحزم حقائبها وتقيم في لبنان نهائياً إلى جانب زوجها وعائلتها الصغيرة. هي التي ابتعدت عن منزل العائلة في القاهرة بسبب أصالة بالطبع.

تؤكّد ريم في حديث لـ"العربي الجديد" أنّها حاولت مراراً التغلّب على الشعور الوطني تجاه ما يحصل في سوريا من قتل ودمار: "بكيتُ كثيراً حين رأيتُ أطفال سوريا يتعذّبون ويدوّنون على مواقع التواصل الاجتماعي آلامهم فقرّرت الغناء لسوريا، وسأنتهج خطّ الغناء الوطني في القريب العاجل".

لكن لماذا غنّت لرئيس النظام السوري؟ ولم تغنّ للبلد أو للشعب السوري؟ تجيب ريم بحرقة: "غنّيت من قبل "سوريا ع جبين الكون" وتوجّهت بها إلى أرض سوريا وشعبها، لكنّ سوريا اليوم ترزح تحت مؤامرة، وما يلزمها مساندة النظام (!!) الذي احتوى العائلات السورية كلّها، قبل الثورة وما ترتّب عليها من تداعيات".

وتتابع: "تعلمون أنّ في سوريا فقراً، لكنّه لم يصل يوماً إلى درجة أن ينام أحد في حاويات النفايات كما هو الحال في مصر مثلاً. نحن أبناء الكرامة و"تبهدلنا" بعدما هُجّرنا قسراً".

ربما تأتي "يا سيّد الأباة"، وهي كلمات صفوح شغالة وألحان خالد حيدر لتكمل "سوريا ع جبين الكون"، وريم ستسجّل لاحقاً أغنية جديدة تهديها إلى جيش النظام السوري عنوانها: "بدّا ترجع سوريا تضوّي"، كلمات كمال قبيسي وألحان خالد حيدر.

لكن كيف تلقّت عائلة ريم نصري "يا سيّد الأباة". خصوصاً النجمة أصالة المعارضة بشدّة للنظام السوري: "لم يعد يهمني رأي أحد، انا وأصالة ووالدتي لسنا على وفاق تامّ . حاولنا مراراً تقبّل الرأي الآخر لكن دون جدوى، فأمي اختارت أصالة، وأصبح رضاها علينا كأبناء ينبع من رضى أصالة علينا". وتكمل ريم نصري بعينين دامعتين: "مع الأسف الدين والقانون يمنعنا من التعرّض للأم، لكنّ أمي سعيدة بتفضيلها أصالة علينا جميعاً، ويبدو أنّها والدة أصالة وحدها، ومن تريده أصالة أو يسعفه الحظّ تقنع أمي ببقائه إلى جانبها والعكس صحيح".

تتساءل ريم نصري حول كيفية اتخاذ أصالة موقفاً من الثورة السورية: "بعدما دعوتها أكثر من مرّة إلى الغناء من أجل سوريا، والمساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري الجريح". وتقول ريم بتهكّم: "كيف تصدر أصالة أغنية عن الكرسي، وعن رغبتها في إزاحة الرئيس الأسد عن الكرسي، وهي ترفض أن يزيحها أحد عن كرسيها الغنائي؟".

وتتابع الأخت لتكشف عن صراع شخصي وعائلي لا علاقة له بالسياسة: "حتّى أثناء تواجدنا في بيتها في رمضان او حول المائدة ممنوع على أحد الجلوس على كرسي اصالة بأمر منها حتى ولو لم تكن موجودة". وتضيف: "دائماً كانت أصالة تعارض دخولي مجال الغناء، منذ البدايات، ولأتفادى المشاكل كنت دائماً أعود عن قراري بأن أغنّي، رغم عشقي الغناء أكثر مما تعشقه أصالة، لكن اليوم لا أريد أن أتراجع أو أتوقّف، خصوصاً أنّ حال سوريا يتطلّب منّا جميعاً أن نكون مقاومين. وهذا أضعف الايمان: أن نغنّي لبلدنا وهو تحت الدمار والدم".

ورغم انقسام أشقائها الشبّان بين موالٍ للسلطة السورية، وبين موالٍ للثورة السورية، فريم لم تشعر يوماً بوجود والدها الموسيقار الراحل مصطفى نصري إلى جانبها: "كان اهتمامه كبيراً بأصالة".

ربما لأنّ أصالة عانت من وضع صحّي خاصّ؟، نسألها، فتجيب: "هذا صحيح لكنّه كان يفيض بكرمه على أصالة فقط. مرّة قلت له إنّني أريد درّاجة هوائية، فاشترى لأصالة دراجة هوائية وحرمني منها". وتتابع الأخت المقهورة: "حتّى والدتي يبدو أنّها نذرت حياتها كلّها من أجل أصالة وأولادها، هذا ما صرّحت به في إحدى المقابلات، وكنت أنا من تولّى تنسيق فقرة المقابلة مع أمي، يومها بكت والدتي عند ذكر اسم أصالة وردّدت: أصالة أمي وابي وابنتي وحياتي كلّها".

وتتابع ريم نصري بحرقة: "يسألونني: هل تغارين من شقيقتك؟، فأجيبهم: نعم أنا أغار من أصالة ومن اهتمام عائلتي بأصالة وحدها، ولو سألتوني عن أكثر الأعياد كرهاً بالنسبة لي لأجبتكم: عيد الأم، لأنّني أفكر دائماً ماذا سأقدّم لوالدتي؟ وهل الهدايا ستوازي أصالة وكرم أصالة وهداياها؟".

وتكمل بغضب: "أصالة وحدها هي القادرة والقديرة والمقتدرة والقوية والغنية، لذلك ربما استأثرت بكلّ هذا الاهتمام". وعن شقيقها أيهم، المؤيّد للنظام السوري، والذي على خلاف مع أصالة تقول ريم: "أيهم اليوم يملك مطعماً في القاهرة والحمد لله وضعه جيّد ويكفيه ما دفعه ثمنًا لمواقفه وعمله مع أصالة".

أما شقيقها الثاني أنس، الذي يسكن مع والدته وشقيقته أصالة في القاهرة، فتكشف ريم أنّه "يطأطئ رأسه خوفاً، لكنّني متأكّدة، عندما ستأتيه الفرصة المناسبة سيترك أصالة وتسلّطها وسيبني حياة خاصّة وجديدة".

تختم ريم بأنّ تضامنها مع سوريا يحتّم عليها "الغناء الوطني" (!!)، وتكشف أنّها تحضّر سلسلة أغنيات بالاشتراك مع الملحّن محمد ضياء الدين والملحّن اللبناني سليم عساف "لأنّه يملك إحساساً كبيراً في الموسيقى"، وتختم مؤكّدة أنّها لم تتأخّر في دخول مجال الغناء: "Its never too late".

المساهمون